الكثير من الأطفال لديهم قابلية كبيرة للأكل، ولكن يجب علينا تعليم الأطفال الاعتدال بكل شيء، فالسمنة تسبّب الأمراض، سنحكي في قصة اليوم عن خروف يأكل بنهم شديد، ولكن عندما رأى أن صاحبه يقوم ببيع الخراف السمينة قرّر أن يأكل باعتدال ويعتني بصحته جيّداً.
قصة الخروف السمين
كان هناك خروف صغير اسمه ساركو، خروف جميل ولكنّه لا يسمع لكلام والديه أو من هم أكبر منه عمراً، وكان يقوم ببعض التصرّفات الخاطئة، عندما يجلس على الطعام يأكل بسرعة، ويبتلع طعامه دون مضغ جيد، بالإضافة إلى أنّه لا يأكل من أمامه بل يتعدّى على طعام غيره.
كان أصدقاء ساركو على العكس منه؛ حيث كانوا يأكلون بكل أدب ونظام، ولا يأكلون ما يزيد عن حاجتهم، ودائماً ما ينصحونه بالتراجع عن أفعاله الخاطئة، ولكن هو لا يستمع لأحد وعندما يذهب الجميع بعد الطعام، كان يدخل غرفته ويغلق الباب على نفسه ويبدأ بأكل قشور الموز بشكل هستيري.
في يوم من الأيام استيقظ الخروف ساركو من نومه وأراد أن يأكل، ولكنّه شاهد شيئاً غريباً؛ فقد رأى صاحبه يقوم بجرّ أحد العجول السمينة، وعندما سأله جاره: ماذا تريد أن تفعل به؟ رد عليه: أنا أريد أن أتخلّص من هذا العجل السمين؛ فقد أصبح سميناً جدّاً وغير قادر على الحركة.
علم الخروف ساركو أن صاحبه يريد أخذ هذا العجل وبيعه في السوق؛ فشعر الخروف بالخوف على نفسه، وقرّر الذهاب واستشارة الدجاجة فقال لها: أرجوكِ أخبريني أيّتها الدجاجة ماذا أفعل؟ فأنا خائف من أن يقوم يبيعني صاحبي في السوق، قالت له الدجاجة: عليك أن تخفّف من الطعام؛ فالخراف عندما تمتلئ بطونها بالطعام والدهون تصبح غير قادرة على الحركة والنشاط.
من شدّة خوف الخروف ساركو امتنع عن الطعام لفترة طويلة، وكان لا يأكل إلّا قليلاً، حتى تحوّل إلى خروف هزيل ونحيل ويكاد لا يقوى على فعل شيء، عندما رأته الدجاجة حذّرته من أن يتم بيعه في السوق؛ فتفاجأ وقال: وماذا عساني أفعل حتى لا يبيعني صاحبي؟ قالت له: عليك أن تكون معتدلاً بكل شيء، كل ولا تشبع، ومارس الرياضة، وكن مهذبّاً في طعامك وكل بالشكل الصحيح.
عندما سمع الخروف ساركو كلام الدجاجة، أصبح خروف جميل المظهر ومشدود الجسم وبصحة جيدة، وكان صاحبه سعيد به ولم يفكّر في يوم أن يبيعه.