قصة الخطاب - The Story Of The Letter

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب هوراد فيليبس لافكرافت وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين برعوا في كتابة القصص القصيرة والروايات، وقد تم تصنيف رواياته وقصصه من المؤلفات التي يطغى عليها أسلوب الرعب والخيال العلمي.

قصة الخطاب

في البداية كانت وقائع وأحداث القصة تدور حول اللحظة التي كان بها السيد سيمسن بجانب رجل وقد كانت تظهر عليه علامات الارتباك وهو واقف بجوار الصندوق الذي يحتوي على الخطاب، وقال: إنني سعيد جداً برؤيتك فوقف وتوجه إليه قائلًا أهلاً بك سيمسن أليس هذا أنت؟ كان سيمسن وزوجته من الأشخاص الذين وصلوا إلى الحي من جديد، ولم يكن قد قابلته السيدة وزوجها إلا مرة أو مرتين، فرد سيمسن: نعم هذا صحيح، فقد سرّ أن السيد تعرف عليه بسرعة كبيرة.

وأكمل سيسمن قوله بطلبه وسؤاله عن مقدرة الرجل في تأمين ما قيمته ثلاثة أنصاف من البنسات، وهنا وضع الرجل يديه في جيبه ولكنه لم يجد أي نقود على الاطلاق، وبينما يبحث في جيبه الأخرى سمع سيسمن يقول إن زوجته قد كتبت له هذا الخطاب من أجل أن يقوم بوضعه في صندوق البريد، ولكن ما عاق طريقه هو ملاحظته أنّ الظرف البريدي لم يكن موضوع عليه طابع البريد، وهنا لا يمكنه إرسال هذا الخطاب، فأخذ الرجل يهون عليه الأمر، ولكن السيد سيمسن قال أنه ينبغي عليه القيام بإرسال الخطاب في هذه الليلة وشدد على ذلك الأمر، وكان خوفه في حال تمكن من تأمين المبلغ المطلوب عدم وجود أي مكتب للبريد فاتح في ذلك الوقت المتأخر من الليل.

كل تلك الأحداث كانت في ما يقارب على الساعة الحادية عشر واستكمل قوله بأنه بأي وسيلة يجب عليه أن يرسل خطابه في هذه الليلة وتأمين الطابع بكافة الطرق، وبدأ الرجل البحث في جيوبه مرة أخرى، وعندما فقد الأمل الرجل وأخبره أنه لا يمكنه مساعدته واعتذر منه، وهنا أراد الرجل أن يودع السيد سيمسن وقال له ابقى قليلاً لعلك تحظى بمرور عابر سبيل من هنا، لكنه سرعان ما قاطع حديث الرجل وأخبره بأنه لا يمكن أن يمر من هنا أي عابر سبيل.

وبدأ الإحباط واليأس يظهران على السيد سيمسن مما جعل الرجل يعدل عن قراره في تركه، وهنا بدأ كل واحد منهما ينظر إلى جهة المقابلة من الطريق لكن دون جدوى لم يمر أحد، حينها اقترح على الرجل على السيد سيمسن أن يذهب معه إلى منزله الذي كان على مقربة من ذلك المكان، وحينها يبحث له في البيت عن نقود، سرعان ما وافق السيد سيمسن على ذلك، وبالفعل ذهبا سوياً إلى منزل الرجل وهناك تمكن من تأمين المبلغ ثمن الطابع البريدي للسيد سيمسن، وبدأ يسأل الرجل عن مكان المكتب البريدي، ورأى الرجل أنه لا جدوى من الوصف؛ وذلك لأن السيد سيمسن ما زال حديث العهد على الحي، بل عليه أن يذهب معه بنفسه، فتشكره السيد سيمسن على ذلك اللطف الذي غمره به.

وعند الوصول إلى المكتب البريدي توجهوا إلى الآلة الخاصة بطوابع البريد والتي كانت في حينها خالية من الطوابع تماماً، لكن سيمسن لم يدرك ذلك نتيجة استعجاله في إرسال الخطاب وسرعان ما وضع النقود في الآلة وأخذت تقرع دون نزول أي طابع منها، وهنا سأل الرجل سيسمن ألم تدرك أنها منذ البداية فارغة من الطوابع.

فاستهجن سيسمن من قوله، وأخبره بما أنه كان يدرك ذلك لما لم يخبره على الفور أو يمنعه من وضع النقود، حينها من شدة الغضب الذي ثار داخل سيسمن وقع منه الظرف على الأرض وقد كان امتلأ بالوحل، وهنا صرخ سيسمن في الرجل وقال له أرأيت ما حدث والآن ماذا علينا فعله، حينها تذكر الرجل أنه يمتلك دفتر في منزله مليء بالطوابع، وهذا ما زاد من عصبية سيسمن لكن استسلم للأمر فلم يعد أمامه سوى تلك الطريقة لإرسال الخطاب في موعده، فلقد أضاع الكثير من الوقت.

وعند الوصول إلى منزل الرجل والحصول على دفتر الطوابع لم يتم العثور على أي طابع فقد كان فارغ تماماً، وهنا هنا دخل سيسمن في حالة اكتئاب، وصرخ قائلاً أنا أعرف سوء الحظ الذي يرافقني فلو كان مليء بالطوابع عندما أحضر وأحتاجه سوف يفرغ من نفسه، حزن عليه الرجل وبدأ يفكر في طريقة يرسل بها الخطاب، فقد تعب سيمسن كثيراً جراء ذلك الخطاب، وهنا اقترح على سيسمن أن يقوم بإرسال دون وضع الطابع البريدي عليه.

بدأ يفكر سيسمن في إلحاح زوجته عليه بإرسال الخطاب على الوقت المحدد، ومن هنا وافق سيسمن إذ لم يكن أمامه سوى تلك الطريقة، فأخبره الرجل بأنهم ينبغي عليهم أن يسرعوا بالذهاب إلى مكتب البريد ووضع الخطاب فيه، وبالفعل توجهوا إلى هناك وسلموا الخطاب مع الرسائل، مما ترتب عليهم جراء عدم وجود الطابع دفع ما يقارب ضعف القيمة لإرسال الخطاب وتأجيل إرسال الخطاب بدل الليلة إلى صباح اليوم التالي، ومن هنا عاد الأمل يبث من جديد في روح السيد سيمسن وبدأ بتشكر الرجل على كل ما فعله معه، وصرح له أنه كان تفكيره مشوش جراء السرعة وأنه لولا وجوده لما عرف ماذا يفعل.

وبينما كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم صرح سيمسن أنّ الخطاب كان عبارة عن مجرد دعوة للعشاء، وهنا توقف سيمسن عن الحديث فجأة وحدق النظر في الرجل وأخبره أنه تذكر شيئاً مهماً وعلى الفور قام بوداع الرجل وهرّ مسرعاً إلى بيته، وهنا أخذ الرجل بالتفكير أنه كان يعلم أن مرافقته للسيد سيمسن وفرت عليه وعلى سيمسن الكثير من الوقت، وبينما كان الرجل يكمل طريقه لوحدة بدأ يسأل نفسه ماعن السر ذلك العشاء؟ ولماذا كل هذا التوتر والارتباك في إرسال الخطاب في وقت محدد وما هو الشيء الذي تذكره السيد سيمسن؟.

لكن السيد سيمن كان مسرعاً وتوجه إلى منزله حتى يخبر زوجته ويفرحها بأنه قام بإرسال الخطاب في موعده ويشرح لها عن كمية المتاعب التي حصلت معه وعن مساعدة الرجل له، فقد أخبرته زوجته في السابق أنها لن تخلد إلى النوم حتى يأتي سيمسن ويخبرها بإرسال الخطاب على الموعد، ولكن زوال المتاعب والسعادة التي غمرتهما لم تلبث طويلاً، حيث في صباح اليوم التالي قدم أحد موظفي البريد وفي يده ظرف لونه أزرق مملوء بالوحل، فقد أرجعه ساعي البريد جراء عدم وجود الطابع عليه وسلمه إلى الرجل الذي ذهب بوقتها وسلمه إلى السيد سيمسن وزوجته، فقد خاب أملهم في إرسال الخطاب.


شارك المقالة: