نبذة عن قصة الخياط الرشيق:
تُعد قصة الخياط الرشيق قصة اسكتلنديّة مخيفة ومضحكة في نفس الوقت، قامَ بتأليفها الكاتب جوزيف جاكوبس في عام 1854م. وتدور أحداث هذه القصة حول خياط سريع القدم يقوم بخياطة بعض الملابس في الليل بين أنقاض كنيسة قديمة مسكونة. وقعت أحداث هذه القصة في قلعة سادل، والتي لا تزال موجودة في شبه جزيرة كينتاير حتى يومنا هذا.
الشخصيات:
- الخياط الرشيق.
- ماكدونالد.
- شبح الكنيسة.
ملخص أحداث قصة الخياط الرشيق:
في قديم الزمنا تمّ توظيف خياط رشيق من قبل ماكدونالد العظيم في قلعته في سادل؛ من أجل صنع الملابس المستخدمة في العصور القديمة له، وكون الملابس التي سيتم صناعتها عبارة عن السترة ومؤخرات للثوب متدلية متحدة في قطعة واحدة ومزينة بأهداب، كانت مريحة للغاية ومناسبة كزي للمشي أو للرقص. كان ماكدونالد قد قال في أحد الأيام للخياط بأنَّه سيحصل على مكافأة رائعة إذا صعد ليلا إلى الكنيسة وحاك له فيها ثوب كلاسيكي جيد قبل بزوغ الشمس؛ وذلك لأنه كان يُعتقد أنَّ الكنيسة القديمة المُدمرة كانت مسكونة وأنَّ الأشياء المخيفة كالأشباح كانت تُرى فيها في الليل.
كان الخياط يدرك جيدًا بوجود شيء مخيف في الكنيسة، ولكنه كان رجلاً مُفعمًا بالحيوية. وبعدها قرر الدخول للكنيسة ليلًا لكسب الجائزة؛ ولذلك عندما حل الليل صعد الوادي الذي يبعد حوالي نصف ميل من القلعة، حتى وصل إلى الكنيسة القديمة. ثم اختار قبرًا جميلًا ليجلس عليه، وأضاء شمعته وبدأ بالخياطة. ولبعض الوقت استقر بشكل جيد، حتى شعر بأنَّ الأرض ترتجف تحت قدميه، ونظر حوله في نفس الوقت الذي كان يحيك فيه، ورأى رأس بشري عظيم يرتفع من خلال أرض الكنيسة الحجرية.
ولما ارتفع الرأس فوق السطح خرج منه صوت عظيم عظيم، فقال الصوت: أترى رأسي العظيم هذا؟ قال الخياط: أرى ذلك، ولكنني سأخيط هذا الذي بيدي. وأكمل خياطة البنطال، ثم ارتفع الرأس إلى أعلى عبر أرض الكنيسة حتى ظهرت رقبته، وعندها جاء صوت الرعد مرة أخرى وقال: أترى رقبتي العظيمة هذه؟ فرد عليه الخياط: أرى ذلك، لكنني سأخيط هذا الذي بيدي. ثمّ ارتفع الرأس والرقبة إلى أعلى حتى ظهر الكتفين والصدر فوق الأرض، ومرة أخرى رعد الصوت العظيم وقال: هل ترى صدري العظيم هذا؟ ومرة أخرى أجاب الخياط الرشيق: أرى ذلك، ولكنني سأخيط هذا الذي بيدي وأكمل خياطة البنطال.
وظل الشبح يرتفع في أرض الكنيسة، حتى هز زوجًا كبيرًا من الأذرع في وجه الخياط وقال: هل ترى ذراعيّ العظيمة هذه؟ رد الخياط: أرى تلك الأذرع، ولكنني سأخيط هذا الذي بيدي. وأكمل خياطة الثوب والبنطال، ولكنه كان يخيط خيوطه بصعوبة بالغة؛ لأنه كان يعلم بأنَّه لا يملك أي وقت ليضيعه. بدأ الخياط الرشيق بخياطة الثوب بغرز طويلة وظاهرة، وكان من شأنها أنْ تجعل الثوب يبدو سيئًا، ووقتها رأى الشبح يرتفع تدريجياً ورأى ساق عظيمة ضرب بها الشبح على أرض الكنيسة وقال بصوت هدير: هل ترى هذه الساق العظيمة خاصتي؟ ومرة أخرى أجاب الخياط: نعم أنا أرى ذلك، ولكنني سأخيط هذا الذي بيدي.
بكى الخياط لشدة خوفه، وظل يحيك بسرعة هائلة ويجعل الغرز طويلة. وقبل أنْ يتمكن الشبح من إخراج ساقه الأخرى من أرض الكنيسة، كان الخياط الرشيق قد أنهى مهمته وأطفأ شمعته ونزل من على القبر الذي كان يجلس عليه. وبعد ذلك، ركض خارجًا من الكنيسة وكان الثوب تحت ذراعه، ثمّ أطلق الشبح المُخيف زئيرًا مدويًا، وضرب بكلتا قدميه أرض الكنيسة، وخرج من الكنيسة ليطارد الخياط الرشيق.
ركض كلاهما إلى أسفل الوديان وبالطبع كان الشبح سريع كالضوء، ولكن الخياط أصر على عدم فقدانه مكافأة ماكدونالد. وعلى الرغم من أنَّ الشبح قد هدر له ليتوقف، إلّا أنَّ الخياط الرشيق لم يكن لديه الاستعداد لفقدان جائزته، لذا فقد شدّ خيوطة التي كانت تحت ذراعه وركض بأسرع قدرة ممكنة.
وصل الخياط إلى مدخل قلعة سادل قبل ظهور الشمس، ولم يكد يدخل البوابة ويغلقها حتى وصل ضوء الشمس إليها، فغضب لفقدان جائزته وضرب الجدار فوق البوابة وترك هناك بصمات أصابعه الخمس العظيمة، التي قد تراهم بوضوح حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنَّ الخياط الرشيق حصل على مكافأته؛ وذلك لأن ماكدونالد دفع له بسخاء مقابل الثوب الذي حاكه ولم يود أنْ يضيع له تعبه وخوفه في الكنيسة.