يستطيع الإنسان بذكائه أن يحصل على ما يريد، هذا ما حدث مع الخياط الذي استطاع بحيلة منه أن ينتصر على كل من يتحدّاه، بالإضافة إلى أنّه حاز على منصب كبير وتزوّج من الأميرة بفوزه بتحدّي الملك.
قصة الخياط العبقري
كان هنالك خيّاط يعمل بحياكة الملابس، وفي يوم من الأيّام بينما كان الخياط يحيك إحدى الثياب ويمسك بقطعة قماش إذ وجد عليها بعض الذباب؛ فسرعان ما قام بإحضار المبيد الحشري لديه وقام برشّهم وقتلهم، كان هذا الخياط يشعر بالفخر لنفسه دائماً كما عرفه الجميع، وقرّر أن يصنع لنفسه قطعة من القماش ويكتب عليها: أنا قاتل الذبابات الست.
وبالفعل قام الخياط بحياكة قطعة من القماش وقام بلفها على خصره، وتحتوي تلك القطعة على عبارة تقول: لقد قتلت ست ذبابات بضربة واحدة، خرج الخياط وصار يتمشّى حتّى وصل إلى قمة الجبل؛ فوجد هنالك رجل عملاق، وعندما قرأ العملاق تلك العبارة قال في نفسه: لا بدّ أن هذا الرجل يقصد أنّه قتل ست رجال بضربة واحدة، وبدأ التحدّي بينهما.
أمسك الرجل العملاق بصخرة كبيرة، وقام بشدّها بيده بقوّة حتّى أصبحت عبارة عن فتات من الرمل، بعد ذلك أمسك الخياط قطعة من الطعام وقام بتفتيتها، بعد ذلك قرّر العملاق أن يرمي تلك الصخرة إلى مكان بعيد في الهواء، فكّر الخيّاط وقال للعملاق: أنا سأقوم الآن برمي شيء، ولكنّ لن يقع على الأرض هل تتحدّاني؟ فكّر العملاق بكلامه ثم قال: نعم فليس هنالك ما ترميه على الأرض ولا يقع.
أخرج الخياط من جيبه عصفوراً صغيراً، فطار في الهواء، بعد ذلك استسلم الرجل العملاق واعترف أنّه قد هزم، قام الخياط بتغيير العبارة وكتب: (أنا الذي ضربت ستة بضربة واحدة)، فمشى حتّى وجد نفسه في حديقة الملك، وعندما قرأ الملك والوزير ما يكتبه لم يجرؤ أحد منهم أن يقوم بطرده من القصر.
اقترب الملك من هذا الخياط وقال له: أيّها البطل هنالك عملاقين في الغابة؛ إن استطعت أن تتخلّص منهما فأنا أعدك أن أزوّجك ابنتي، وسأعطيك ملكاً كبيراً، فرح الخيّاط بذلك وذهب متجّهاً إلى الغابة، وجد الرجلين نائمين تحت الشجرة، قام بجمع الحجارة وبدأ يرميها من أعلى الشجرة التي صعد فوقها على رأس أحد هؤلاء العملاقين.
استيقظ العملاق الذي رمى الخياط على رأسه الحجارة؛ وبحث حوله فلم يجد شيئاً، فعاد إلى نومه وعاد الخياط ورمى على رأسه الحجارة، عندما استيقظ مرّةً أخرى، ظنّ بأن الرجل الآخر هو من رماه بالحجارة؛ فلم يكن هنالك أحد غيره، بدأ كل منهما يتعارك مع الآخر حتّى استغلّ الخياط تلك الفرصة وأخرج السيف وقام بضربهما حتّى تخلّص منهما، وعاد إلى الملك وحظى بالزواج من الأميرة وأصبح من الأثرياء أيضاً.