قصة الدب المغرور

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الأشخاص الذين يعميهم الغرور ولا يرون غيرهم، هذا ما حدث مع الدب الذي كان بمشيته العنيفة يؤذي الآخرين، وبسبب مضايقته للجميع؛ جاءت ملكة النحل ولقّنته درساً لن ينساه.

قصة الدب المغرور

في منزل جميل بين أشجار النخيل يسكن الأرنب في منزلة الصغير، هذا الأرنب نشيط ويحب الاجتهاد والعمل، في يوم من الأيّام بينما كان الأرنب نائماً إذ استيقظ على صوت وكأنّه اهتزاز كبير في منزله، اتجه الأرنب مسرعاً لأعلى الشجرة حتّى يعلم ما مصدر هذا الاهتزاز.

عندما راقب وجد أن الدب يمشي بطريقة غير لبقة فصاح به قائلاً: أيّها الدب أنت الذي تحدث هذا الصوت المزعج، ألا تعلم أن بمشيك هذا قد تهدم منازلنا الصغيرة وتعرّض أطفالنا للخطر! ولكن الدب المتعجرف هذا ردّ عليه قائلاً: أنا لا أستطيع المشي إلّا بتلك الطريفة، وليس لكِ شأن بهذا الأمر فهو يختصّ بحريّتي، صار الدب يمشي بعنف أثر؛ فقرّر الأرنب أن يجد حلّاً للمشكلة.

ما كان من الأرنب إلّا أن يذهب لخلية النحل ويخبر ملكة النحل بهذا الأمر لعلّها تستطيع إيجاد الحلّ المناسب، ذهب مسرعاً إلى ملكة النحل واستنجد بها قائلاً: يا ملكة النحل الفاضلة، ردّت عليه: من يناديني بهذا الاسم؟ ردّ عليها الأرنب: أنا الأرنب وأريد أن أخبركِ عن هذا الدب المتعجرف، يجب أن تجدي حلّاً فهو يكاد يهدم منازلنا بسبب مشيته العنيفة.

عندما سمعت ملكة النحل بذلك اشتاطت غضباً؛ وقرّرت أن تلقّن هذا الدبّ رساً لن ينساه عن الغرور وعدم الاكتراث بأمر الآخرين، عادت إلى مملكتها وكانت قد وعدت الأرنب أن تجد له الحل، ألقت ملكة النحل أوامرها لجميع النحل أن يتأهّب لحربه مع الدب، وأمرته بأن يذهب ويهجم على هذا الدب المغرور ويعاقبه على مشيته المؤذية للآخرين.

اتّجه النحل مسرعاً إلى الدب، نظر لهم الدب وقال: ما بكم لماذا تقومون بلدغي؟ قالت ملكة النحل: نحن لا نهاجمك بل نقوم بعملنا وهو جمع رحيق الأزهار، قال لهم: ولكن أنا لا أستطيع المشي يجب عليكم أن تغيّروا أماكنكم وتبحثوا عن أزهار أخرى، قالت ملكة النحل: هذه حريّتنا ويجب عليك أن لا تتدخّل ولا تضايقنا.

قال لها الدب: هذه ليست حريّة بل إزعاج للآخرين، قالت ملكة النحل: وهل ما قمت به من تصرّفات تزعج الأرانب وكادت تهدم بيوتهم من الأدب أيضاً؟ فهم الدب مغزى كلام ملكة النحل، وسارع بالاعتذار من جميع الحيوانات، وتوقّف عن الغرور ومضايقة الآخرين.


شارك المقالة: