قصة الدجاجة المغرورة

اقرأ في هذا المقال


الغرور قد يؤدّي بالمرء إلى الهلاك؛ فهو من أسوأ الصفات الذميمة، سنحكي في قصة اليوم عن دجاجة مغرورة كانت دائماً تسخر من الآخرين، حتّى قرّر الغراب أن يلقّنها درساً يعلّمها أن لا تسخر من الآخرين أو تقلّل من شأنهم.

قصة الدجاجة المغرورة

كان هنالك دجاجة تعيش مع باقي الحيوانات في الغابة، كانت الحيوانات لا تستيقظ إلّا عند سماع صوت صياح الديك، وفي يوم من الأيّام استيقظت الدجاجة باكراً مثل كل يوم، ولكنّها تفاجأت بأن الحيوانات في الغابة لا زالت نائمة، ولم تجد أي منهم قد استيقظ؛ وعندما ذهبت لتستطلع الأمر اكتشفت أن الديك لم يصيح بعد لأنّه لا زال نائماً.

قرّرت الدجاجة أن تقوم بتقليد صوت الديك، وتصيح لتوقظ جميع الحيوانات، فكّرت كيف سيكون صوتها مسموعاً؛ فقرّرت أن تصعد إلى أعلى صخرة وبدأت تصيح بصوت عالي وتقول: كوكو كوكو، كوكو كوكو، استيقظ وقتها الديك وتفاجأ بأن هنالك حيوان يقوم بتقليد صوته؛ فغضب كثيراً وبدأ يتساءل: من هو الحيوان الذي يجرؤ على تقليدي فأنا الديك ولا أحد يستطيع أن يصيح مثلي؟

سمعت الدجاجة صوت الديك فنزلت مسرعة كي تهرب ولا يراها الديك، كان في ذلك الحين قد رآها الأرنب؛ فذهب للديك وأخبره بأمر الدجاجة، عندما علم الديك ذلك قرّر أن يذهب لمنزل الدجاجة ويسألها عن سبب فعلتها هذه، عندما رأته الدجاجة قالت له: لماذا أنت غاضب أيّها الديك الكسول؟ فأنا قد أديت مهمّتك التي كان يجب عليك فعلها، جميع الحيوانات كانت نائمة بسبب كسلك عن وظيفتك البسيطة، حزن الديك لما سمعه من هذه الدجاجة المغرورة وسار.

سارت هذه الدجاجة في الغابة حتّى وجدت الفأر، وكان قد طلب منها أن تلعب معه، نظرت له الدجاجة بازدراء وضحكت بسخرية وقالت له: انظر لنفسك أيّها الفأر هل حقّاً تريد مني أن ألعب معك؟ يبدو أن نظرك ضعيف فأنت لا تدرك مدى الفرق بيننا، نظر لها الفأر بتعجّب وقال: عن أي فرق تتحدّثين أيّتها الدجاجة فأنا جسمي صغير وذيلي وأذناي كبيرتين، ولكن هذا لا يمنع أن نلعب معاً، ضحكت الدجاجة وقالت: ولكن أنا أضع البيض الذي يأكله الناس وأنا أجمل منك وأذكى، أمّا أنت مجرّد فأر صغير.

حزن الفأر عندما سمع كلام الدجاجة المغرورة ومضى، أكملت الدجاجة طريقها فقابلت السلحفاة، وكان يبدو عليها التعب لأنّها تسير منذ وقت طويل، ضحكت الدجاجة وقالت لها بسخرية: إلى أين تريدين الذهاب أيتها الطائرة السريعة؟ فأجابته: أنا في طريقي للأسد أريد إخباره بأن النمر قد أنجب له ولد صغير، ضحكت الدجاجة المغرورة وقالت: ولكن النمر أنجب منذ أسبوع مضى، وأنتِ لا زلتِ تريدين إخباره بالأمر؟ فنظرت السلحفاة للدجاجة وقالت: أنا عملي متعب؛ فأمضي الوقت الطويل لكي أخبر ملك الغابة بأمر واحد.

ضحكت الدجاجة بسخرية وقالت: أنتِ سلحفاة بطيئة ومملّة وتحملين هذا الدرع الثقيل، ولستِ مثلي سريعة وذكية، تعجّبت السلحفاة في نفسها وقالت: يا ترى ماذا حدث لهذه الدجاجة حتّى أصبحت مغرورة هكذا! كان طائر الكناري يقف على غصن الشجرة وقد سمع الحوار بين الدجاجة والسلحفاة، عندما ذهبت الدجاجة سأل الطائر السلحفاة: ماذا تعني كلمة الغرور؟ ردّت عليه: الغرور يعني أن ترى أنّك أفضل من الآخرين وتسخر منهم.

عندما علم العصفور بغرور هذه الدجاجة غضب منها وقرّر أن يلقّنها درساً؛ فقام بعمل خطّة بالتعاون مع الغراب، طار الغراب حتّى وجد الدجاجة ووقف أمامها، غضبت وصاحت بوجهه وقالت له: ابتعد عني أيها الغراب القبيح، رد عليها: أهلا بأميرة الغابة، تفاجأت الدجاجة بما قاله الغراب وقالت: أنت محق فأنا أميرة هذه الغابة.

نظر لها الغراب وقال: نعم يا سيدتي الدجاجة، ما رأيك أن تأتي لزيارة غصني الذي أعيش عليه؛ فأنا قد وضعت لك صوراً كثيرة عليه، تفاجأت الدجاجة وقالت له: حقّاً؟ قال لها: نعم فأنا أحب لحم الدجاج، أقصد أحب شكل الدجاج الجميل مثلكِ، وكان قد تظاهر بالحماس، شعرت هذه الدجاجة بالغرور أكثر وأكثر وقالت له: هيا بنا لنذهب.

ما إن وصل الغراب والدجاجة إلى الغصن حتى قال لها: هل حقّاً تعتقدين بأنكِ الدجاجة الأجمل والأذكى؟ قالت له: نعم هو كذلك؛ فقال لها: ولكن أنتِ حيوان ضعيف فأنا الآن أستطيع أن ألتهمك وأنتِ لا تقوين على فعل شيء، شعرت الدجاجة بالخوف من كلام الغراب وفكّرت بالهروب، فجأةً ظهر العصفور وقال للدجاجة: يجب عليكِ أنت لا تسخرين من الآخرين أو من شكلهم أو قدراتهم أيتها الدجاجة المغرورة.

شعرت الدجاجة وقتها أن غرورها كان سيودي بها إلى الهلاك،  وأنّها كانت مخطئة بحق الحيوانات، وقرّرت الاعتذار منهم وطلب السماح على ما سببّته لهم من ضيق وحزن بسبب سخريتها القاسية، وقرّرت التوقّف عن الغرور والتعالي.


شارك المقالة: