يشعر الأبناء دائماً بالأمان مع الأب لأنه سندهم؛ لذلك يجب على الأبناء إطاعة أوامر آبائهم، سنحكي في قصة اليوم عن ديك ذهب هو وفراخه للبحث عن طعام، وقام بتحذيرهم بعدم الابتعاد عنهم، ولكن قام الفرخ الأصغر بالابتعاد وكان سيتحوّل لوجبة لذيذة للثعلب لولا إنقاذ أبيه الديك له.
قصة الديك الذكي:
كان هنالك ديك يعيش مع أولاده الصغار ويحبّهم كثيراً، في يوم من الأيام أراد هذا الديك أن يذهب هو وصغاره من أجل البحث عن طعام، كان الأولاد الصغار يشعرون دائماً بالأمان والاطمئنان برفقة أبيهم الديك؛ فبدأ بتحذيرهم أن لا يبتعدوا عنه وقال لهم: يجب عليكم البقاء خلفي كي لا يأتي الثعلب ويقوم بمهاجمتكم، فلا بد أنّه يتربّص لنا في مكان ما.
كان الثعلب بالفعل يترصّد لهذا الديك وصغاره ويختبئ خلف شجرة صغيرة، وظل ينتظر الفرصة المناسبة للاستفراد بأحدهم، وبينما هم منهمكين بالبحث عن طعام، كان الصغار يقومون بغرس أظافرهم بالتراب بحثاً عن طعام، وفجأةً شعر واحد من هؤلاء الأولاد بأن أباه الديك قد اختفى؛ فأراد البحث عنه وبدأ يبتعد عن إخوانه ويقترب من الشجرة التي يختبئ الثعلب خلفها شيئاً فشيئاً.
فرح الثعلب فقد جاءته الفريسة بقدميها، وسرعان ما اقترب من الشجرة قام الثعلب بافتراسه والهجوم عليه، صرخ الفرخ الصغير بصوت عالي وسمعه الديك؛ فأسرع لمصدر الصوت وسرعان ما استلقى الثعلب على الأرض متظاهراً بالموت، عندما وصل الديك كان ابنه الصغير بين فكي الثعلب الذي كان يتظاهر بالموت، ظل الديك يفكّر في حيلة كي ينقذ ابنه فخطر بباله حيلة ذكية.
نظر للثعلب وقال بصوت عالي: كيف للثعالب أن تموت وفمها لا يزال مقفل هكذا، أنا أعلم أن الثعلب لا يموت إلّا وهو فاتحاً فمه؟ سرعان ما فتح الثعلب فمه ونزل الفرخ؛ فأخذه الديك ومضى هارباً وبدأ يصرخ بصوت عالي ويقول: احذر أيها الثعلب من الاقتراب فإن صاحبي على وشك الوصول ومعه البندقية، عندما سمع الثعلب ذلك لم يكن أمامه إلّا الهرب من شدة الخوف.
استطاع الديك أن ينجو هو وفراخه الصغيرة من الثعلب، وعندما وصل الفرخ الصغير مع أبيه الديك اعتذر منه ووعده أن لا يبتعد عنه مرةً أخرى، وأن يكون أكثر حذراً في المرات القادمة.