النميمة من أسوأ الأخلاق اتي تفرّق بين النّاس وتزرع بينهم الحقد والضغينة، هذا ما خطّط له الثعلب الماكر من أجل التفريق بين الكلب والديك، ولكن عندما هاجم الثعلب الديك وأنقذه الكلب من قبضته، علم كلاهما أنّ نميمة الثعلب كانت حيلة منه ليستفرد بالديك، فاعتذرا من بعضهما البعض وقرّرا عدم الاستماع إلى النميمة مرّةً أخرى.
قصة الديك والكلب
في إحدى القرى يسكن ديك جميل الشكل ولديه ريش ملوّن يلفت الأنظار، كانت مهمّة هذا الديك هو إيقاظه لأهل القرية والحيوانات جميعها باكراً كل صباح، وكان يسكن القرية أيضاً كلب ومهمّته هي حماية الحيوانات وأهل القرية من أي تطفّل أو شرير يحاول دخولها على حين غفلة، كن هذا الكلب صديق حميم للديك، وكانا لا يتفارقان طوال هذا اليوم.
كان هنالك ثعلب ماكر دائماً يتجوّل حول المزرعة، وكان دائماً يبحث عن طعام لملئ بطنه الجائع، وكان من أكثر ما يشتهي أكله هو ذاك الديك الجميل المنظر، ولكن كان يقول في نفسه: كيف سأدخل المزرعة وأنا أعلم أن هنالك كلب فطن يحرسها، بالإضافة إلى أنّه صديق حميم ووفي للديك، لا بدّ أن أفكّر في حيلة أستطيع بها أن أبعد الكلب عن الديك.
ظلّ الثعلب يفكّر وخطر بذهنه أن يقوم بالنميمة بينهما، وبثّ الأخبار الكاذبة ليفرق بينهما، عندما فكّر خطّط أن يقوم بسرقة البيض من بيت الديك ويتهّم الكلب بسرقته، فذهب مسرعاً للديك وأخبره وقال له: أنا أريد إخبارك بأمر ما، لقد رأيت صديقك الكلب بالأمس يدخل بيوت الدجاج ويسرق البيض منها، قال له الديك: اصمت أيّها الثعلب الماكر؛ فالكلب صديقي الوفي لا يمكنه فعل ذلك، قال له الثعلب: بمكنك التأكّد بنفسك عندما تذهب لمنزله.
ذهب الديك لمنزل الكلب، وعندما تفاجأ بوجود البيض عنده صرخ فيه قائلاً: أيّها الصديق الخائن لماذا فعلت ذلك؟ أنت لست صديقي منذ الآن وأحذرّك من الاقتراب من القن، سار الكلب وكان في حيرة من أمره ولا يدري ماذا يفعل، نجحت خطّة الثعلب وقرّر أن يباشر بهجومه على هذا الديك، ولأنّ الديك لديه صوت عالي سمعه الكلب ذو السمع الحاد؛ فأسرع إلى صديقه وأنقذه من قبضة الثعلب.
علم الديك والكلب أن هذه كانت حيلة الثعلب الماكر ليأكل الديك، اعتذر الديك من الكلب وقرّرا أن لا يستمعا لأي حديث كاذب بعد الآن، وأن لا يتسرّع كل منهما بإصدار الأحكام قبل التأكّد من صحّتها.