الرأس المسحور أو (THE ENCHANTED HEAD) قصة قصيرة بواسطة أندرو لانج، نشر ت عام 1904 باللغة الإنجليزية، من سلسلة ( The brown fairy book)
الشخصيات:
- العجوز الطيبة.
- بنات العجوز.
- الرأس المسحور.
قصة الرأس المسحور:
تدور الأحداث حول امرأة عجوز عاشت في كوخ صغير بالقرب من البحر مع ابنتيها حيث كن فقيرات للغاية، ونادرًا ما تغادر الفتيات المنزل حيث كن يعملن طوال اليوم في صنع الحجاب للسيدات لارتدائه على وجوههن، وفي كل صباح، عندما يتم الانتهاء من الحجاب تأخذ الفتيات الحجابات فوق الجسر وتبيعهن في المدينة، ثم يشترين الطعام الذي يحتجنه في اليوم، ويعدن إلى المنزل ليقمن في صنع الحجاب من جديد.
وذات صباح نهضت السيدة العجوز أبكر من المعتاد، وانطلقت إلى المدينة مع بضاعتها، وحين كانت تعبر الجسر فجأة ظهر أمامها رأس بشري لم تره هناك من قبل، وبدأت المرأة تشعر بالرعب، ولكن كانت مفاجأة لها عندما بدأ الرأس يتكلم، كما لو كان هناك جسد ملتصق به، قال متوسلاً: خذيني معك، أيتها الأم الطيبة! خذيني معك إلى منزلك.
عند سماع هذه الكلمات كادت المرأة المسكينة أن تصاب بالرعب، كيف سيكون هذا الشيء الرهيب دائما في المنزل؟ وقالت في نفسها: أبدا! أبدا! ثمّ استدارت وركضت عائدة بأسرع ما يمكن غير مدركة أن ذلك الرأس كان يقفز ويرقص ويتدحرج وراءها، ولكن لما وصلت إلى بابها دخل أمامها وتوقف أمام النار وتوسل لها أن تسمح له بالبقاء معهم، فسمحت له المرأة بالدخول .
طوال ذلك اليوم لم يكن هناك طعام في المنزل، لأن الحجاب لم يُباع ولم يكن لديهم مال لشراء أي شيء به، لذلك جلسن جميعهن صامتات، وكن يلعنّ الرأس التي كانت سبب مآسيهم، ولما جاء المساء ولم يكن هناك أي طعام للعشاء، حينها تكلم الرأس لأول مرة في ذلك اليوم: أيتها الأم الطيبة، لا أحد يأكل هنا؟ خلال كل الساعات التي قضيتها في منزلك، لم يلمس أحد أي شيء.
أجابت المرأة العجوز: لا، نحن لا نأكل أي شيء، فقال الرأس: ولماذا، أيتها الأم الطيبة؟ فأجابت الأم: لأننا لا نملك المال لشراء أي طعام، ثمّ قال الرأس: هل من عادتكن أن لا تأكلن أبدًا؟ قالت العجوز: لا، كل صباح أذهب إلى المدينة لبيع حجابي، وبقليل من النقود التي أحصل عليها، أشتري كل ما نريد، أما اليوم لم أعبر الجسر، لذلك لم يكن لدي المال لشراء الطعام بالطبع.
فسألها الرأس: إذن أنا سبب جوعك طوال اليوم؟ أجابت المرأة العجوز: نعم، أنت كذلك، فقال الرأس: حسنًا، سأعطيك المال والكثير منه، إذا كنت ستفعلين ما أخبرك به فقط وفي غضون ساعة، مع دقات الساعة الثانية عشرة يجب أن تكوني على الجسر في المكان الذي قابلتني فيه، وعندما تصلين هناك نادِي (أحمد) ثلاث مرات، بأعلى صوت ممكن، ثم سيظهر زنجي، وعليك أن تقول له: سيدك، الرأس، يريدك أن تفتح الجذع، وتعطيني المحفظة الخضراء التي ستجدها فيها.
قالت المرأة العجوز: حسنًا، سأذهب على الفور إلى الجسر، ولفّت حجابها حولها وخرجت، كان منتصف الليل مذهلاً عندما وصلت إلى المكان الذي قابلت فيه الرأس قبل عدة ساعات، ثمّ نادت أحمد! أحمد! وعلى الفور وقف زنجي ضخم بطول العملاق على الجسر الذي أمامها.
سأل العجوز: ماذا تريدين؟ قالت العجوز: سيدك، يريدك أن تفتح الصندوق، وتعطيني المحفظة الخضراء التي ستجدها فيها، قال: سأعود في لحظة، يا أمي الطيبة، وبعد ثلاث دقائق وضع محفظة مليئة بالترتر في يد المرأة العجوز، كانت فرحة الأسرة بأكملها كبيرة جداًعند رؤية كل هذه الثروة.
أعادت العجوز بناء الكوخ الصغير، وارتدت الفتيات فساتين جديدة وتوقفت والدتهن عن بيع الحجاب، لقد كان شيئًا جديدًا بالنسبة لهن أن يكون لديهنّ المال لإنفاقه، ولكنهن لم يكنّ حريصات في إنفاق المال، ولم يتبق لديهن أي عملة واحدة في المحفظة بسبب كثرة إنفاقهنّ، ولما حدث هذا شعرن باليأس وخيبة الأمل.
وعندما رأى الرأس كم تبدو الأم حزينة، سألها: هل أنفقت ثروتك، أجابته بنعم، فقال الرأس: حسنًا، إذن، اذهبي في منتصف الليل، أيتها الأم الطيبة إلى الجسر، ونادي مرة أخرى: أحمد، ثلاث مرات بأعلى صوت ممكن، وسيظهر لك نفس الرجل، ويجب أن تخبريه أن يفتح صندوق السيارة، وأن يعطيك المحفظة الحمراء التي سيجدها هناك.
انطلقت في الحال إلى الجسر، ونادت كما أخبرها، حيث وقف أمامها زنجي أكبر من السابق، وسألها: ماذا تريد؟ قالت العجوز: الرأس، سيدك، يطلب منك أن تفتح الصندوق وتعطيني المحفظة الحمراء التي ستجدها فيها، أجاب الزنجي: حسنًا، أيتها الأم الطيبة، سأفعل ذلك، وفي اللحظة التي اختفى فيها ظهر مرة أخرى ويحمل حقيبته في يده.
هذه المرة بدا المال بلا نهاية لدرجة أن المرأة العجوز بنت لنفسها منزلاً جديداً، وملأته بأجمل الأشياء التي يمكن العثور عليها في المتاجر، وكانت بناتها يلبسن الثياب التي تتألق بالأحجار الكريمة، عندها تساءل الجيران عن مصدر كل هذه الثروة المفاجئة، لكن لم يعرف أحد عن الرأس.
قال الرأس ذات يوم: أمي الطيبة، عليك أن تذهبي هذا الصباح إلى المدينة وتطلبي من السلطان أن يعطيني ابنته كعروس لي، سألت المرأة العجوز بدهشة : أفعل ماذا؟ كيف أقول للسلطان إن رأساً بلا جسد يرغب في أن يصبح صهره؟ سيعتقدون أنني مجنون، وسيطردني من القصر ويرجمني الأطفال.
أجاب الرأس: افعلي ما أطلبه لك، إنها إرادتي، كانت المرأة العجوز تخشى أن تقول أي شيء آخر، وهي ترتدي أغنى ملابسها، وعندما وصلت القصر، وافق السلطان على لقائها فورًا، وبصوت مرتجف، طلبت منه ما أخبرها الرأس، ولكن قال السلطان وهو يحدق بها: هل أنت مجنونة يا عجوز؟
فقالت العجوز: لقد أحبها يا سيدي، فطلب الملك منها أن يظهر قوته من خلال القيام بثلاثة أشياء سيطلبها منه وإذا نفذها سيعطيه ابنته، فقال السلطان: عليه أن يجعل التل الذي أمام القصرفي غضون أربعين يومًا أن يختفي، وأن يزرع مكانه حديقة جميلة، وهذا هو أول طلب، ثمّ طلب منها الذهاب وإخباره بما قال، فعادت المرأة العجوز وأخبرت الرأس بشرط الملك.
فأجاب: إنه طلب جيد، ولم يقل المزيد عنها، ولمدة تسعة وثلاثين يومًا بقي الرأس في ركنه المفضل داخل بيت العجوز دون حركة، اعتقدت المرأة العجوز أن المهمة التي تم تحديدها له كانت فوق قدرته، وأنه سيخسر ابنة السلطان، ولكن في مساء اليوم التاسع والثلاثين بعد زيارتها للقصر، تحدث الرأس فجأة وقال: يا أمي الطيبة، يجب أن تمضي ليلاً إلى الجسر، وعندما تصلين تنادي: علي! بصوت عال و سيظهر أمامك زنجي، وستخبرينه أنه سيعمل على تسوية التل، وأن يضع مكانه أجمل حديقة شوهدت على الإطلاق.
لم تستغرق وقتًا طويلاً للوصول إلى الجسر المؤدي إلى المدينة، وفعلت كما اخبرها الرأس، وهر علي الذي أجابها بقوله: قولي لسيدي أنه سيُطاع، في هذه الأثناء كان السلطان في قصره ينتظر حتى بزوغ فجر الأربعين، متسائلاً أنه لم يكن من المفترض أن تُستخرج قطعة من الأرض من التل، لكن عندما جاء الغد لم يكن هناك تل، وعندما فتح السلطان عينيه قام ونظر إلى الخارج حيث وجد الزهور من كل جزء من العالم تحته، وكانت الزواحف من كل لون معلقة في سلاسل من شجرة إلى شجرة.
صرخ قائلاً: بالتأكيد أن ابن المرأة العجوز هو ساحر ذكي! لم أقابل أبدًا أي شخص ذكي مثل هذا، وأرسل طلبًا للسيدة العجوز، وقال لها: لقد نفذ ابنك رغباتي بلطف شديد، الحديقة أكبر وأفضل من حديقة أي ملك آخر، لكن عندما أمشي عبرها ، سأحتاج إلى مكان لأستريح فيه على الجانب الآخر، في غضون أربعين يومًا يجب أن يبني لي قصرًا، حيث تمتلئ كل غرفة بأثاث مختلف من بلد مختلف، وبعد أن قال هذا استدار وذهب بعيدًا.
سارت العجوز إلى المنزل ببطء ، ورأسها منحني، وروت للرأس قصتها الذي قال: عزيزي! هل هذا كل شيء؟ أجاب الرأس: لماذا هي لعبة طفل؟ ولم يقلق بعد بشأن القصر تسعة وثلاثين يوماً، ثم طلب من المرأة العجوز أن تذهب إلى الجسر وتطلب حسن، وتخبره ببناء أجمل قصر شوهد على الإطلاق ووضع حدوده على الحديقة الجديدة، وعندما استيقظ السلطان، رأى من بعيد قصرًا مبنيًا من الرخام و يرتكز على أعمدة رفيعة من الذهب الخالص.
صاح الملك: ابن تلك المرأة العجوز هو بالتأكيد يملك كل القوة، ماذا أطلب منه أن يفعل الآن؟ وبعد التفكير بعض الوقت أرسل إلى المرأة العجوز وقال: الحديقة رائعة، والقصر هو الأفضل في العالم، ولكن دعي ابنك يملأها بأربعين عبدًا لا يُضاهى جمالهم، وكلهم متشابهون تمامًا، هذه المرة ظن الملك أنه اخترع شيئًا مستحيلًا تمامًا، وبعدما مر تسعة وثلاثون يومًا، وفي منتصف ليل آخر ليلة كانت المرأة العجوز تقف على الجسر كما أخبرها الرأس.
صرخت المرأة: بكير، بكير وظهر زنجي واستفسر عما تريد فأخبرته: سيدك، يطلب منك أن تجد أربعين من العبيد لا مثيل لهم، فوعدها الزنجي بتنفيذ الأمر وعندما ذهب السلطان في صباح اليوم الأربعين إلى القصر الأزرق واستقبله الأربعون عبدًا، كاد أن يفقد ذكائه من الدهشة.
قال الملك: سأعطي ابنتي بالتأكيد لابن المرأة العجوز، إذا كنت سأبحث في جميع أنحاء العالم ، فلن أجد صهرًا أكثر قوة، وعندما حضرت المرأة العجوز أخبرها أنه مستعد للوفاء بوعده، وأنها ستطلب من ابنها الظهور في القصر دون تأخير، كل شيء سار على ما يرام حتى الآن، ولكنها سألت الرأس: لكن ماذا تظن أن السلطان سيقول، عندما يرى زوج ابنته؟
قال الرأس: لا تهتمي بما يقول! ضعيني على طبق فضي فقط واصطحبيني إلى القصر، تم ذلك، على الرغم من أن قلب المرأة العجوز ينبض وهي تضع الطبق على رأسه، ولما رأى الملك أمامه انتابه غضب عنيف، وصرخ قائلاً: لن أزوج ابنتي بمثل هذا الوحش، لكن الأميرة وضعت رأسها برفق على ذراعه، وقالت: لقد أعطيت كلمتك يا أبي، ولا يمكنك كسرها.
قال الملك: لكن يا طفلتي، من المستحيل أن تتزوجي مثل هذا الكائن، قالت الأميرة: نعم، سأتزوجه لأن لديه رأس جميل، وأنا أحبه بالفعل، فتم الاحتفال بالزواج، وأقيمت أعياد عظيمة في القصر، رغم أن الناس بكوا دموعهم في التفكير في المصير المحزن لأميرتهم الحبيبة.
ولكن عندما كان الزوجان الشابان بمفردهما، إضافة جسد ووقف أحد أكثر الشباب جمالًا على الإطلاق أمام الأميرة، وقال: سحرتني جنية شريرة عند ولادتي، وبالنسبة لبقية العالم سأكون دائمًا رأسًا فقط، لكن بالنسبة لك، وأنت فقط أنا رجل مثل الرجال الآخرين، قالت الأميرة: وهذا كل ما يهمني.