لا يمكننا أن نفكّر بنفس الطريقة وننتظر نتائج مختلفة، بل علينا أن نغيّر طريقة تفكيرنا تجاه المشاكل التي تواجهنا حتى نجد الحل المناسب لها، هذا ما حدث مع الحكيم ومجموعة الرجال اللذين كانوا دائماً ما يشتكون من المشاكل ذاتها، ولكن الحكيم فعل حيلة ولقّنهم درساً عن عدم تكرار الشكوى واستغلال الوقت بالبحث عن الحل.
قصة الرجل الحكيم
في إحدى القرى يسكن رجل حكيم ويحبّه الجميع، وكان الناس يأتون دائماً إليه ليتحدثون معه ويستشيرونه بكل شؤون حياتهم، وأي شخص كان يواجه في حياته أي مشكلة، يأتي له ويقوم باستشارته ومن ثم يعطيه الرجل الحكيم الرأي السديد لحل هذه المشكلة.
كان الحكيم يبدأ قوله بأي مشكلة يسمعها من أي شخص هو كلمة: لا تقلق؛ فالقلق هو مضيعة وإهدار للطاقة والوقت، بل عليك أن تجد الحل، ولكن كان البعض من هؤلاء الأشخاص لا يفهمون مقولة الحكيم؛ وكان هذا يظهر في تردّدهم الدائم عليه وسرد المشاكل ذاتها عليه.
ولكن الرجل الحكيم كان في كل مرّة يعطيهم الردّ ذاته ويقول لهم: لا تمضوا أوقاتهم بالشكوى من المشكلة ذاتها، بل عليكم بدلاً من ذلك أن تبحثوا وتفكّروا في الحل المناسب، مضى وقت طويل وكان هؤلاء الرجال يتردّدون على الرجل الحكيم ويسردون مشاكلهم دون إيجاد حلّ لها، ولكن هو لا يملك إلّا الرأي ذاته.
بعد مدّة من الوقت شعر الرجل الحكيم بأنّه قد سئم من سماع المشاكل بنفس الطريقة؛ فقرّر أن يلقّن هؤلاء الرجال درساً لن ينسوه أبداً، فقام باستدعائهم في يوم وأخبرهم أنّه يريد أن يمضي معهم سهرة جميلة برفقتهم، اجتمع الرجال في منزل الرجل الحكيم وبدأ سهرته بنكتة ظريفة رواها أمامهم وضحك منها الجميع.
وبعد مدّة ساعة أعاد الحكيم الطرفة ذاتها وضحك الرجال ولكن بشكل أقلّ، وفي المرة الثالثة روى الطرفة ولكن لم يضحك عليها أي أحد، في ذلك الوقت نظر الرجل الحكيم لهؤلاء الرجال وقال لهم: هل رأيتم، لا يمكن لكم أن تضحكوا في كل مرّة على الطرفة ذاتها، وهكذا لا يمكنني أن أجد لكم حلّاً مختلفاً للمشكلة ذاتها. في ذلك الوقت فهم الرجال مغزى الحكيم، وعلموا بأنّهم كانوا يضيعون أوقاتهم بالشكوى بدلاً من البحث عن الحل لمشاكلهم.