تعتبر القصص ذات العناين الغريبة من أكثر ما يجذب الأشخاص لسماعها؛ فالجميع يعرف أن لون اللحية يكون أسود أو أحمر أو أبيض ولكن ليس أزرق، وتعتبر هذه القصة من الخرافات التي ألّفها الكاتب الفرنسي شارل بيرو، نشرت لأول مرة عام 1697، وله العديد من القصص الأخرى، وفي هذه القصة سنحكي عن رجل قاتل لم يكن يعرف بأمره أحد، حتى تزوج بامرأة قامت بكشف سره وإزالة غبار الغموض الذي كان يحيطه.
الرجل ذو اللحية الزرقاء:
كان هنالك رجل ثري، ولكنه ليس من طبقة النبلاء وإنّما كان يسكن بجوارهم، كان هنالك عدة تفاصيل غامضة تحيط بهذا الرجل لا يعرفها أي أحد، مثل ثرائه وزوجاته التي كان يتزوج بهن وينفصل منهن ولكن لا أحد يعرف السبب.
في مرة من المرّات أراد هذا الرجل الزواج، ذهب لخطبة أكثر من فتاة، ولكن كان أغلب الفتيات يرفضنه بسبب لون لحيته الغريب إلّا فتاة وحدة، كانت هذه الفتاة من عائلة متواضعة ومتوسطة الحال؛ فانبهرت بالمال الذي يملكه والبيت الواسع الذي يسكنه، تزوج هذا الرجل من هذه الفتاة وعاشت حياة ترف وسعادة، وأصبحت تأكل من أفضل الطعام وتلبس من أجمل الثياب.
في يوم من الأيام جاء هذا الرجل وأخبر الفتاة أنه يريد السفر لأمر مفاجئ؛ فطلب منها البقاء في القصر وأعطاها مفتاحه وأيضاً مفاتيح غرفه، وطلب منها التصرّف بالقصر واستقبال الضيوف والدخول إلى غرفه كيف تشاء، وقال لها: تستطيعين يا زوجتي الدخول إلى أي غرفة ولكن بشرط واحد فقالت: وما هو؟ قال: هنالك مفتاح في سلسلة هذه المفاتيح للغرفة السفلى لا تقومين بفتحها لأنها غرفتي الخاصة ويوجد بها جميع أوراقي الخاصة.
وافقت الزوجة على ذلك وسافر الزوج، وبدأت تستمع بغرف القصر المليئة بالأثاث الفخم الجميل، وتنتقل من واحدة إلى أخرى، وفي يوم من الأيام شعرت هذه الزوجة بالملل وقرّرت أن تتبع فضولها لتنزل إلى الغرفة السفلى وتفتحها وتستكشف ماذا يوجد بها. نزلت الزوجة إلى الغرفة السفلى ولكنها تفاجأت بمنظر مفزع، فعندما فتحت قفل الباب بهدوء وفتح الباب شاهدت ثلاثة من النساء المقتولات ومعلقات من شعورهن، فزعت الزوجة وخافت ووقع منها مفتاح الغرفة على الأرض.
أرادت أن تخرج من الغرفة وتمسح الدماء عن المفتاح ولكنها لم تستطع ذلك وكأن هذا المفتاح مسحور، عاد الزوج من السفر وطلب منها المفاتيح التي أعطاها لها، عندما أخذ منها المفاتيح شاهد الدم وعلم أن زوجته قد فتحت الغرفة أثناء سفره.
غضب الزوج وقام بتهديد زوجته وقال لها: ألم أطلب منكِ عدم فتح هذه الغرفة سوف يكون مصيرك كهؤلاء النساء المقتولات، فزعت الزوجة قالت له: أرجوك أمهلني أن أصل أختي قبل أن تقتلني، وكان في ضيافة الزوج أختها فذهبت إليها مذعورة وأخبرتها بما حدث.
طلبت الزوجة من أختها أن تقوم باستدعاء أخويها فقامت باستدعائهما، وظلت تنتظر ولكن الأخوان تأخرا في القدوم ونفذ صبر الرجل ذو اللحية الزرقاء فذهب لزوجته ليقتلها، ولكنه تفاجأ بالأخوين فوق رأسه وقاموا بضربه على رأسه ضربة قاتلة. ورثت الزوجة جميع أموال هذا الرجل الشرير القاتل، وأصبحت عائلتها من الأثرياء وتزوجت من رجل آخر وعاشت معه بسعادة وهناء.