قصة الزرافة والسباق

اقرأ في هذا المقال


لكل منّا الميزات والعيوب في شخصيته ولكن هذا لا يمنع أن يكون الجميع أصدقاء؛ فخلقنا الله كي نكمّل بعضنا البعض، سنحكي في قصة اليوم عن زرافة كانت تسخر من باقي الحيوانات وتتباهى بنفسها كثيراً، ولكنّها تعرّضت لموقف جعلها تحتاج مساعدة الحيوانات فندمت على ذلك، وأدركت أنّها كانت مخطئة.

قصة الزرافة والسباق

كان هنالك مجموعة من الحيوانات التي تعيش في الغابة، وهذه الحيوانات قد اعتادت على أن تستيقظ مبكّراً في يوم سباق الأحذية، وعندما حان موعد هذا اليوم استيقظ جميع الحيوانات في تمام الساعة التاسعة تماماً، وكانت تقف في انتظار بدء السباق، ومن أطول هذه الحيوانات كانت الزرافة التي تتباهى دائماً بطولها.

كانت الزرافة تسخر كثيراً من السلحفاة التي تنعتها بالحيوان البطيء، كان ضحك هذه الزرافة عالياً جدّاً وتسمعه كل الحيوانات، بعد ذلك بدأت تسخر من وحيد القرن وتنعته بالجيوان السمين، ثم التفتت إلى الفيل وقالت له: يا لك من حيوان خرطومه طويل، ظلّت تسخر من الحيوانات حتّى حان موعد السباق.

لبست الحيوانات أحذية مختلفة؛ فالثعلب كان حذاءه باللونين الأصفر والأحمر، أمّا القرد فكان باللون الأخضر المنقّط بالبرتقالي، وكان حذاءً رياضياً، وحذاء الحمار الوحشي وردي اللون، أما حذاء السلحفاة فلونه أبيض كالثلج، وبدأ السباق، فجأةً سمعت الحيوانات صوت الزرافة وهي تصيح وتقول: انتظروني أرجوكم ساعدوني.

عندما التفتت لها الحيوانات وجدوها لا تستطيع لبس الحذاء؛ وذلك لأنّها طويلة لم تستطع أن تربطه، ظلّت واقفة تنتظر المساعدة من أحد، ولكن لا أحد من الحيوانات استطاع أن يتعاطف معها، ذهب لها الثعلب واقترب منها وقال: هل رأيتِ يا زرافة لقد سخرتِ من كل الحيوانات؛ لذلك لا أحد منهم قبل أن يساعدك، عليكِ أن تعلمي أن جميعنا نختلف عن بعضنا البعض، وكل منّا لديه ما يميّزه عن غيره.

تأثّرت الزرافة بما قاله الثعلب، وشعرت أنّها نادمة على فعلتها، وقالت في نفسها: فعلاً لقد كنت مخطئة فجميعنا يمكن أن نكون أصدقاء، ذهبت إلى  الحيوانات واعتذرت منهم على سوء كلامها وسخريتها منهم، وجاء النمل ليساعدها بالصعود على الحذاء وربطه، وبدأ بعدها السباق وكان الجميع سعداء به.

انتهى السباق بسعادة فقد أصبح الجميع أصدقاء، وتعلّمت الزرافة حكمة وهي أن تتقبّل الآخرين على ما هم عليه.


شارك المقالة: