قانون الغابة يقتضي بأن الحيوان القوي يأكل الحيوان الضعيف، ولكن القوة ليست دائماً بالجسد بل تكن بالعقل والحيل الذكية، وسنحكي في قصة اليوم عن ثعلب كان يطارد الزقزاق بالغابة دائماً ويتباهى بقوته وسرعته في الركض، لكن استطاع الزقزاق في نهاية الأمر أن يقوم بعمل حيلة أثبت بها أنّه أقوى وأشجع منه.
قصة الثعلب والزقزاق:
كان هنالك ثعلب وزقزاق يعيشان في غابة الحيوانات، كان الثعلب دائماً ما يقوم بمطاردة الزقزاق، ولكنّه كان يفلت منه في كل مرّة، وفي مرّة من المرّات قرّر الزقزاق أن يواجه هذا الثعلب الماكر؛ فهو دائماً ما يناديه بالجبان الذي يهرب، عندما جاء الثعلب لمطاردة الزقزاق كعادته قال له: أنا لست جباناً بل أمتلك شجاعة أكثر منك.
قال للثعلب: هيا تعال معي لنعرف من منّا الشجاع ومن منّا الجبان، فطار الزقزاق وبدأ الثعلب يلاحقه ويركض بسرعة كبيرة، بقيا على هذا الحال حتّى وصلا لحافة النهر، كان يجلس على حافة النهر تمساح كبير وله أسنان حادة جدّاً ولامعة، وكان يفتح فمه الكبير.
وفجأةً توقّف الطائر فوق رأس التمساح وكان الثعلب قد أُنهك من شدّة التعب، فنظر الزقزاق للثعلب وقال له: هيا أيها الثعلب يجب عليك أن تريني شجاعتك، أنا سأقوم بفعل أنت لن تستطيع فعله، قال له الثعلب: وما هو؟ قال له: أنا سأدخل داخل فم التمساح واقترب بشجاعة من فمه دون تردّد.
دخل الطائر في فم التمساح وبدأ يتنقّل بين أسنانه الحادة وهو يضحك، وبعدما أكل نظر للثعلب وقال له: هيا لقد جاء دورك الآن، وقف الثعلب وهو يشعر بالتعجّب من حال هذا الطائر، وبدأ يتخيل نفسه كيف سيدخل بفم هذا التمساح وربّما قد يأتي تحت أسنانه الحادّة ويطبق عليه؛ ففتح فمه وصاح من شدّة الخوف ولم يستطع الاقتراب.
ظل الثعلب واقفاً يتخيّل هذا المنظر المرعب وقرّر أن يتجّه مسرعاً للعودة إلى الغابة، وبذلك نجح الزقزاق بهذا التحدّي ولم يستطع الثعلب فعل ما فعله هو، واستطاع بذكائه أن يبثث لهذا الثعلب المغرور أن القوّة ليست دائماً بالجسد بل بالعقل أيضاً.