يمر الشخص أحياناً بلحظات من الشغف تدفعه للغش أو التحايل واستخدام الخديعة، هذا ما حدث مع السلحفاة التي كانت تريد الفوز في سباق الأرانب، وعندما علمت الأرنبة الأم بغشها عاقبتها على فعلتها، ولكنّ السلحفاة تراجعت وكانت طيبة؛ فاعترفت بخطئها واعتذرت للأرنبة، وأصبحت هي والأرنبة بعد ذلك أصدقاء.
قصة السلحفاة المخادعة
كان هنالك فلاح طيب لديه مزرعة ممتلئة بأنواع مختلفة من الحيوانات، كان لديه الحمار الذي يساعده بحمل الأثقال، وهنالك البقرة التي تعطيه الحليب كل يوم، والحصان الذي كان من أهم الحيوانات لدى هذا الفلاح وهو مخلص له، وتعيش الأرنبة أرنوبة مع أولادها، والسلحفاة تاتي كذلك، وغيرها من أنواع البط والخراف.
وفي صباح يوم مشمس وجميل بدأت الحيوانات تستيقظ على صوت الديك، فانطلق الحصان ليؤدي مهامّه، والحمار بدأ بنقل الحمولة التي يجب عليه نقلها، وأخذت البطة أولادها لتذهب بهم إلى البحيرة القريبة، وبدأ الكلب بوبا يركض ويلعب ويلهو، أمّا القط فخرج يتمشّى هو وأولاده وزوجته، كان الطقس في هذا اليوم جميل جدّاً.
كانت الحيوانات في هذا اليوم تعمل بخفّة كبيرة، فاستيقظت الطيور جميعها وانطلقت في العمل تبني عشاشها وتبحث عن طعام لفراخها، بعد قليل خرجت السلحفاة تاتي من تحت درعها لتبحث عن طعام، ولكن السلحفاة تاتي تريد الاستمتاع بأشعّة الشمس ببطء شديد جدّاً.
بينما كانت السلحفاة تسير على مهل إذ رأتها الأرنبة أرنوبة وتعجّبت من بطئها الشديد، اقتربت الأرنبة أرنوبة من السلحفاة تاتي وقالت لها: أيّتها السلحفاة أنتِ تمشين ببطء شديد، ألا أدلّك على طريقة لكي تصبحين سريعة بها في المشي، وتتخلصّين بها من الكسل؟ نظرت لها السلحفاة بدهشة وقالت: وكيف سأجعل خطواتي سريعة مثلك أيتّها الأرنبة أرنوبة.
قالت لها الأرنبة أرنوبة: أنا سأدلّك على الطريقة، يجب عليكِ أن تشتركي في سباق الأرانب الذي يتم كل يوم، وبذلك سوف تعتادين على المشي السريع، فكّرت السلحفاة قليلاً باقتراح الأرنبة أرنوبة ثم قالت لها: سأوافق على اقتراحك ولكن لدي شرط واحد، أنا لا أستطيع أن أتمرّن لأكثر من ثلاثة أيام.
وقالت السلحفاة للأرنبة أرنوبة: إن استطعت أن أفوز على الأرانب الصغار مرّةً؛ فسوف تعدّين لي الطعام في منزلك، ضحكت الأرنبة أرنوبة من كلام السلحفاة وقالت في نفسها: ما هذا الشرط المضحك، وكيف لسلحفاة أن تسبق واحد من الأرانب الصغيرة.
بدأ السباق بين السلحفاة والأرانب، وفي اليوم الأول انطلقت السلحفاة تاتي مع الأرانب الصغيرة في السباق، ولكنّها لم تستطع أن تنافس الأرانب وتسبق أي أحد، وكذلك كان الحال في اليوم الثاني، وعندما جاء اليوم الثالث فكّرت السلحفاة تاتي أن تجد حيلة لكي تفوز في سباق الأرانب، وتربح وجبة طعام في منزل الأرنبة أرنوبة.
خطر بذهن السلحفاة حيلة الطعم للأرانب، فأحضرت السلحفاة جزرة صغيرة ووضعت عليها البعض من السكر، وقامت بحفر حفرة تحت الأرض، ووضعتها تحت الأرض وجعلت جزئاً صغيراً يظهر منها، وفي بداية اليوم الثالث للسباق ومع صياح الديك استيقظت الأرانب بنشاط.
استعدّت الأرانب للسباق ووقفت السلحفاة لكي تتسابق معهم، انطلقت الأرانب الصغيرة والسلحفاة، وبينما كانت الأرنبة الصغيرة تجري إذ لمحت طرف الجزرة؛ فوقفت حتى تحفر الأرض وتحظى بها، وبينما كانت الأرنبة كذلك إذ السلحفاة استمرّت بالجري حتّى استطاعت بنهاية الأمر أن تصل إلى خط السباق وتفوز بالسباق.
عندما علمت الأرنبة أرنوبة بذلك شعرت أن هنالك أمر ما قد شغل أرنبتها الصغيرة، وعندما ذهبت لترى الأرنبة الصغيرة وجدتها تجلس وتأكل الجزرة، أدركت أرنوبة أن السلحفاة قد فعلت هذا لتنال في السباق؛ فقرّرت أن تعاقبها على فعلتها.
قالت الأرنبة أرنوبة للسلحفاة: سوف أعدّ لكِ الطعام اللذيذ كما وعدتك، ذهبت الأرنبة وكانت قد أعّدت للسلحفاة حساء الجزر، عندما نظرت السلحفاة للحساء شعرت بالدهشة؛ فهي لا تأكل الجزر، قالت لها الأرنبة: هذا هو جزاء غشّك في السباق، شعرت السلحفاة بالندم من فعلتها، وسرعان ما اعتذرت للأرنبة أرنوبة على فعلتها.
ذهبت الأرنبة أرنوبة وأحضرت من مطبخها طعاماً آخر للسلحفاة وقالت لها: سوف أطعمك طعاماً شهيّاً؛ على الرغم من غشك إلا أنّك اعترفتِ لي بالحقيقة ولم تنكري فعلتك، ضحكت السلحفاة وجلست في منزل الأرنبة أرنوبة وقضت معها وقتاً جميلاً، وأصبحت السلحفاة تاتي والأرنبة أرنوبة من أعز الأصدقاء.