يتعرّض الشخص لمشكلة يحتاج بها لمساعدة بسيطة كي ينجو، هذا ما حدث مع السمكة التي وضعها ولد طائش في وعاء زجاجي فارغ من الماء، وعندما جاء العصفور واستغاثت به حزن لحالها؛ ولكنّه لم يستطع فعل ذلك بنفسه وطلب المساعدة من سرب الطيور، واستطاعوا بنهاية الأمر مساعدتها، كانت السمكة سعيدة بتلك المساعدة التي أنقذتها من الهلاك.
قصة السمكة التائهة
في يوم من الأيام ذهب ولد صغير مع عائلته في رحلة إلى شاطئ البحر، جلس الولد يمارس هوايته المفضّلة وهي اصطياد الأسماك، استطاع أن يصطاد سمكة صغيرة، فرح بها لأنهّا صغيرة الحجم وجميلة، وأخذها ووضعها داخل وعاء من زجاج.
سار هذا الولد هو عائلته وترك السمكة داخل هذا الوعاء الذي كان فارغاً من المياه، ونسي أن يعيد السمكة لموطنها الذي تعيش به، كانت السمكة تريد الخروج من هذا الوعاء وتعود لعالمها داخل مياه البحر، حاولت مراراً وتكراراً ولكنّها لم تستطع ذلك، كادت السمكة تختنق من وجودها في ذلك الوعاء؛ وذلك لأنّها لا تعيش إلّا داخل المياه.
أثناء محاولتها جاهدة للخروج شاهدها عصفور طائر، ولاحظ أنّها حزينة وتحاول الخروج، وعندما اقترب منها وجدها تكاد تموت من تعبها وقرّر مساعدتها، سألها عن سبب وجودها فقالت له: لقد جاء ولد مشاكس وضعني هنا وذهب مع عائلته، أرجوك ساعدني بالعودة لمياه البحر وإلّا فسأموت هنا.
حزن العصفور لحال تلك السمكة العاجزة عن الحركة؛ وحاول العصفور جاهداً أن يحمل الوعاء الزجاجي؛ ولكنّه كان ثقيلاً فلم يستطع ذلك، فكّر العصفور ماذا سيفعل وعندما نظر للأعلى وجد سرب من الطيور، قرّر أن يستدعيهم ويطلب منهم المساعدة.
ذهب العصفور مسرعاً إلى سرب الحمام وأخبرهم بقصة تلك السمكة الحزينة، شعروا بالحزن لحالها وقرّروا جميعاً مساعدتها، هبطت العصافير عند شاطئ البحر وحاولت جميعها جاهدة بحمل هذا الوعاء الزجاجي، استمرّوا بالمحاولة مراراً وتكراراً حتّى استطاعوا بنهاية الأمر أن يحملوا الوعاء.
قاموا برمي الوعاء بمياه البحر؛ فخرجت منه السمكة وكانت سعيدة بنجاتها وعودتها إلى عالمها التي تعيش به، قفزت السمكة من المياه وحيّت الطيور وشكرتها على مساعدتهم لها.