قصة السيدة موزة

اقرأ في هذا المقال


الغرور لا ينتهي إلّا بندم صاحبه؛ فكل كائن خلقه الله له ميزة عن غيره، سنحكي في قصة اليوم عن موزة مغرورة كانت دائماً ما تسخر من الفاكهة الأخرى، ولكن من شدّة غضب الفاكهة منها قرّروا جميعاً معاقبتها وقاموا بطردها؛ حتّى وقعت على الأرض وانحنت وصارت سيّئة الشكل.

قصة السيدة موزة

ذات مساء كان السلطان جالساً في غرفته الخاصّة، وضع الخدم أمامه صحن كبير يوجد به أنواع مختلفة من الفاكهة مثل: الرمّان، التفاح، الموز، العنب وغيره، وبينما كانت الموزة تجلس في الصحن إذ شعرت بحبّة الرمّان الكبيرة تزعجها؛ فنظرت لها وقالت: أيّتها الرمانة الكبيرة لقد أزعجتني بحجمك، هلّا ابتعدتِ قليلاً؟ نظرت لها الرمّانة وقالت: أعتذر منك يا موزة، ولكن كان عليكِ أن تقومي بتنبيهي لذلك بأسلوب أكثر لباقة.

نظرت الموزة للرمّانة بغضب وقالت: لماذا تناديني موزة يجب عليكِ أن لا تنسي أن تناديني باسم السيدة موزة، هل هذا واضح؟ نظرت الرمّانة للموزة باستغراب وقالت: ولكنّكِ فاكهة مثلي لماذا عليّ أن أقول لك يا سيدة؟ قالت لها الموزة: ألا تعلمين بأنّني الفاكهة الألذ والأطرى، وأنا تقشيري سهل جدّاً، وجميع الأطفال يحبونّني، هل علمتِ لماذا يجب عليكِ أن تناديني باسم السيدة موزة؟ أنا أيضاً ليس لدي أي بذور.

غضبت الرمّانة من الموزة المغرورة التي كادت أن تتدحرج من شدّة الضحك وقالت لها: أيّتها الموزة المغرورة ألا تعلمين أنّني أحتفظ بمئات الحبات من الرمّان بداخلي؟ وأنا أزرع في كل حبّة الأمل بأن تحيا وتكبر وتصبح شجرة رمّان، أنا أحتفظ بها وأحميها من كل عوامل الطقس، كانت التفاحة تستمع إلى حديث الموزة والرمّانة، وعندما سمعت الرد من الرمّانة أعجبت بكلامها كثيراً وصفقّت لها.

شعرت الموزة بالغيظ الكبير لِما سمعت، وسرعان ما استدارت وقامت بضرب الرمّانة حتى خرج منها الدم الأحمر الذي لطخّ البرتقالة، صاحت البرتقالة: توقفّي أيّتها الموزة عن الغرور؛ فجميعنا فاكهة وجميعنا مفيد وله الخصائص والصفات المختلفة، قرّرت الفاكهة أن تعاقب الموزة وتقوم بطردها من الصحن، وقعت الموزة على الأرض وصارت منحنية وتظهر كالعجوز، وكان هذا عقاباً لها بسبب غرورها الدائم.


شارك المقالة: