الشخص المعطاء هو شخص ينشر السلام والمحبة بين الجميع، هذا ما فعلته الشجرة العجيبة المعطاءة التي استطاعت أن تنشر السلام بين الحيوانات، بسبب عطائها المستمر وتقديم الثمار اللذيذة لهم، وعلّمتهم ذلك عدم التحقير من شأن أي حيوان مهما كان حجمه.
قصة الشجرة العجيبة
في إحدى الغابات تعيش الحيوانات جميعها بسلام، ولم يكن هنالك أي فرق بين صغير وكبير، أليف أو مفترس، وكان في الغابة شجرة كبيرة جدّاً تقطن في هذه الغابة منذ آلاف السنين، وكانت شجرة مثمرة ومعطاءة، ولكنّها كانت لا تعطي من ثمارها أي أحد، بل كان لهذه الشجرة العجيبة كلمة سر لا تعلمها إلّا السلحفاة الحكيمة.
كانت الحيوانات تبحث عن طعام لها ولصغارها كل يوم، وفي الظروف السيئة وأيام القحط تذهب لهذه الشجرة العجيبة التي تعتبر نفسها صديقة للحيوانات، وينطق أمامها أحد الحيوانات الكلمة السريّة؛ ومن ثم تقوم بتزويدهم ما يرغبون من الثمار، فيأخذوا الثمار ويأكلوا هم وصغارهم حتّى الشبع، ويشكروا الشجرة العجيبة، ويعدها الجميع بحمايتها في كل الأوقات.
ومع اقتراب فصل الشتاء واختفاء الأعشاب والحشائش، بدأت الحيوانات تشعر بجوع شديد، فقام الأسد بعمل اجتماع طارئ لجميع الحيوانات، وقام باستدعاء الحيوانات كلّها؛ وهذا من أجل التشاور فيما بينها من سيذهب لمنزل السلحفاة الحكيمة التي تسكن بعيداً، ويطلب منها كلمة السر لتلك الشجرة العجيبة.
في بداية الأمر اقترح أحد الحيوانات إيكال هذه المهمّة للأرنب؛ وهذا لأنّه سريع جدّاً، ولكن باقي الحيوانات اعترضت كيف أنّ هذا الحيوان الصغير سيستطيع أن يحفظ كلمة السر، لذلك قرّر الأسد أن يطلب من الحيوانات جميعها أن تذهب لمنزل السلحفاة الحكيمة لطلب كلمة السر.
ذهبت الحيوانات جميعها لمنزل السلحفاة الحكيمة، ولكن لا أحد من الحيوانات استطاع حفظ كلمة السر؛ فاضطرّ الجميع لطلب هذا الأمر من الأرنب الذي كان قد رفض مرافقتهم في مشوارهم، وبالفعل عندما ذهب الأرنب استطاع حفظ كلمة السر، وقام بنطقها أمام الشجرة العجيبة، وبدأت الشجرة تجود عليهم من ثمارها، وشكرت الحيوانات الشجرة واعتذروا كذلك من الأرنب؛ لأنّهم لم يعطوه الثقة الكافية بسبب صغر حجمه.