الصداقة الحقيقية تظهر في وقت الشدائد، والصديق وقت الضيق، هذا ما تعنيه الصداقة وهي أحد المفاهيم العميقة والرائعة في حياتنا، سنحكي في قصة اليوم عن مواقف تظهر الصداقة الحقيقية بين العصفور وشجرة الصفصاف الكبيرة، وكيف استطاع كل منهما أن يحمي الآخر في وقت الشدائد.
قصة الشجرة والصداقة الحقيقية
في إحدى الغابات البعيدة تعيش شجرة صفصاف كبيرة، ويسكن فوق أغصان هذه الشجرة عصفور صديق لتلك الشجرة؛ فهو يمكث فوق أغصانها هو وفراخه الصغيرة منذ وقت طويل، وكان دائماً يتحدّث معها ويروي لها الكثير من القصص وهي تشعر بالتسلية أثناء سماعها، وكانت الشجرة تشعر بالحزن عندما يطير العصفور ويغادر عشّه، وتشتاق لسماع قصصه الجميلة.
وفي يوم من الأيّام هبّت رياح قويّة على الغابة، خاف العصفور أن يسقط عشّه الذي تعب ببنائه، أو أن تموت فراخه الصغيرة، فصارت الشجرة تحاول أن تتحدّى هذه الرياح وتصمد بوجهها؛ خوفاً على عش العصفور من التحطّم، واستطاعت بفضل حبّها له أن تحميه وتصمد أمام تلك العاصفة، انتهت العاصفة وشكر العصفور الشجرة على صداقتها الحقيقية.
قالت الشجرة للعصفور: إنّ الصديق الحقيقي لا يظهر إلّا في وقت الشدائد، وفي إحدى الأيام بينما كان العصفور يجلس بداخل عشّه ويروي للشجرة الكبيرة قصصه المسليّة، إذ دخل الغابة أحد الحطّابين، وكان يحمل بيديه فأساً كبيراً ويبحث عن شجرة كبيرة ليقطعها، عندما رأى شجرة الصفصاف أعجب بخشبها واقترب منها ونوى قطعها.
شعر العصفور بالخوف على الشجرة وبدأ يفكّر في كيفية إنقاذها من الحطّاب، فطار وصار يحلّق فوق رأسه محاولاً إزعاجه لكي يبتعد، ولكن الحطاب صرخ على العصفور وصار يلوّح بيده كي يطرده، لذلك بدأ العصفور ينقر بفمه الصغير على رأس الحطّاب بقوّة، وظلّ هكذا حتى قرّر هذا الحطّاب أن يغادر هذه الشجرة وأن يبحث عن شجرة أخرى.
فرحت الشجرة إن أنّها نجت من فأس الحطّاب، وشكرت صديقها العصفور فقال لها: لا شكر على واجب يا صديقتي العزيزة، ألم نتفّق أن الصديق الحقيقي يظهر وقت الشدائد! وعاد العصفور إلى عشّه ووعد كل منهما أن يظلّ يحميه حتّى النهاية.