هنالك الكثير من الأمور الأساسية التي يجب علينا تعليمها لأطفالنا، مثل الاهتمام بالأخ الأصغر ورعايته، سنحكي في قصة اليوم عن أخ يعمل كحطاب، ولكنّه كان يعامل أخيه الأصغر بقسوة، وعندما تعرّض هذا الأخ الأكبر للأذى أسرع أخيه الأصغر لإنقاذه، على الرغم من قسوته معه، وقرّر الأخ الأكبر منذ ذلك الوقت أن يغيّر تعامله السيء مع أخيه الأصغر.
قصة الشجرة والعقاب
كان هنالك شقيقان يعيشان مع بعضهما البعض بجوار إحدى الغابات، الأخ الكبير ويعمل حطّاب ومعه الأخ الأصغر منه، وكان الأخ الأكبر يتعامل مع أخيه الأصغر بقسوة كبيرة؛ حيث كان يأخذ طعامه وملابسه، وكان الأخ الأكبر يعمل كحطّاب ويقوم بقطع الأخشاب وبيعها في السوق، وفي يوم من الأيام بينما كان الأخر الكبير يمشي في الغابة إذ نوى قطع شجرة كبيرة ذات أغصان ممتدّة.
سمع الحطاب صوت قادم من الشجرة يقول له: لا تقطعني أرجوك، وإن فعلت ما طلبته منك فسوف أعطيك تفاحة ذهبية، عندما سمع الحطاب بذلك فرح كثيراً وقال للشجرة: حسناً لن أقوم بقطعكِ وسآتي كل يوم لتعطيني تفاحة ذهبية، وبالفعل كان الحطاب يأتي كل يوم بجانب الشجرة الكبيرة فتقدّم له تفاحة ذهبية.
ولكن هذا الحطاب الطمّاع جاء في يوم من الأيام وقال للشجرة الكبيرة: أنا سوف أقوم بقطعكِ لأنّك تعطيني تفاحة واحدة كل يوم، قالت له الشجرة: ألا تكفيك تفاحة واحدة؟ قال لها: لا أنا أريد المزيد.
غضبت الشجرة من طمع هذا الحطاب، وقرّرت أن تعاقبه؛ فقامت بإهالة الإبر عليه فجأةً دون توقّف، وقع الحطاب على الأرض يتألّم من هذه الإبر، وفجأةً جاء أخيه الأصغر يبحث عنه، وعندما وجده يقع على الأرض أسرع لإنقاذه، وعندما رأى الحطاب اهتمام أخيه الأصغر به وخوفه عليه، خجل من تصرّفاته السيّئة وقسوته في معاملته.
قرّر الأخ الأكبر أن يتعامل مع أخيه الأصغر بود ولطف، وأعاد له كل ما أخذه منه، وعندما رأتهم الشجرة كذلك قرّرت أن تهدي كل واحد منهم تفاحة ذهبية، لتكافئهم على المحبّة التي تولّدت بينهم بسبب هذا الموقف الذي حدث بسببها مع الحطاب.
