من أسوأ ما يقابله المرء هو نكران الفضل الذي يقدمّه للآخرين، فصاحب الفضل يحب أن يشعر بفائدة عطائه ويحب سماع الشكر والثناء من الآخرين، سنحكي في قصة اليوم عن شجرة قدمّت الفضل الكبير لآلاف المسافرين؛ حيث كانت مكاناً للراحة وظلّاً من أشعّة الشمس الحارقة، ولكنّها قابلت أحد المسافرين قام بسبها لعدم حملها للثمار، ولكن عندما عاتبته تلك الشجرة شعر بقيمة فضلها واعتذر منها.
قصة الشجرة والمسافر
في مكان جاف وأرض خالية كان هناك شجرة ذات أغصان كثيرة وفروع قويّة، كانت هذه الشجرة مكاناً لراحة الكثير من المسافرين، ومكاناً لالتقائهم؛ فهي شجرة كبيرة الحجم وتقع بمكان يتوسّط مدناً وقرى كثيرة.
في مرة من المرّات وصل لهذه الشجرة اثنان من المسافرين، فرحوا برؤيتهم لهذه الشجرة؛ فقد كان يوم سفرهما متعب وكان الجو حارّاً، قرّرا أن يستريحان تحت هذه الشجرة، ولبرودة نسمات الهواء تحتها أخدهما النوم لوقت طويل تحت هذه الشجرة.
استيقظ هذين المسافرين من النوم، وكان أحدهما يشعر بالجوع الشديد، ولكن كلاهما لا يملك أي طعام وكان قد نفذ معهما، نظر المسافر الجائع لتلك الشجرة؛ علّه يجد عليها بعض الثمار، ولكنّه عندما بحث لم يجد شيئاً من الثمار، لذلك غضب وبدأ يلعن تلك الشجرة الجرداء من الثمار.
ظلّ المسافر الجائع يسب على هذه الشجرة بغضب ويقول: إنّها شجرة جرداء لا ثمار عليها ولا مكسرّات ولا حتّى أوراق النباتات، عندما رأى المسافر الآخر غضب صديقه بدأ يطلب منه أن يهدأ، ولكن هذا المسافر استمرّ بالسب على تلك الشجرة ونعتها بالشجرة السيئة التي لا فائدة منها.
شعرت هذه الشجرة الوحيدة بالحزن لكلام هذا الرجل المسافر، ونظرت له فجأة وقالت: لماذا تتحدّث عني بسوء أيّها المسافر، هل تنكر فضلي عليك؟ فلولا وجودك الآن تحتي لكنت احترقت من أشعة الشمس القوية، لقد نمت واستمتعت بالهواء البارد والعليل، ولولا وجودي لكنت الآن في عداد الأموات؛ فأنا قد حميتك من العطش الشديد.
شعر المسافر بالندم لما قاله عن هذه الشجرة، وعن نكرانه لفضلها فاعتذر منها وطلب منها السماح، وشكرها على فضلها الكبير وأنها قد أنقذته من الموت هو وصديقه.