قصة الشرطي أو (The Constable) هي حكاية فولكلورية صينية مقسمة إلى عدة فئات من مجموعة قصص الأشباح، حررها الدكتور فيلهلم، نشرت عام 1921، للناشر شركة فريدريك ستوكس.
الشخصيّات:
- الشرطي دونغ.
- السيد وانغ.
- الشرطي من العالم السفلي.
قصة الشرطي:
في مدينة في حي كايتشو، كان هناك رجل شرطة يُدعى دونغ وفي أحد الأيام عندما عاد من مطاردة خلف مجموعة لصوص، كان الشفق قد بدأ بالفعل في السقوط، لذا قبل أن يسبح في النهر الذي يتدفق عبر المدينة، جلس على الضفة وأشعل أنبوبًا وخلع حذائه، وعندما نظر إلى الأعلى، رأى فجأة رجلاً يرتدي قبعة حمراء يرتدي زي شرطي بجانبه، سأل مندهشاً: من أنت؟ ملابسك تدل على أنك عضو في مهنتنا.
لكنّي لم أرك قط من بين رجال قوتنا المحلية، قل لي من أين أتيت؟ أجاب الآخر: أنا مرهق بعد أن قطعت رحلة طويلة، وأود أن أستمتع بتناول التبغ بصحبتك، أنا متأكد من أنّك لن تعترض على ذلك، فسلّمه دونغ غليون وتبغ، لكن الشرطي الآخر قال: لست بحاجة إليه، فقط استمر في التدخين، يكفي أن أستمتع بالرائحة، لذا تجاذبوا أطراف الحديث معًا، وسبحوا معًا في النهر.
وتدريجيًا أصبحوا صديقين تمامًا وقال الغريب: سأكون صريحًا معك تمامًا، أنا رئيس الشرطيين في العالم السفلي، وأنا خاضع لسيد الجبل العظيم، أنت نفسك شرطي مشهور هنا في العالم العلوي. وبسبب مهارتي، فقد وقفت في العالم أدناه، ونظرًا لأننا مناسبون تمامًا لبعضنا البعض، أود الدخول في رابطة أخوّة معك، كان دونج مذهولًا وسأل: لكن ما الذي أتى بك إلى هنا حقًا؟
قال الرجل: في منطقتك يعيش وانغ الذي كان في السابق مشرفًا على مخازن الحبوب، وفي ذلك الوقت تسبب في وفاة ضابط، لقد اتهمه هذا الرجل الآن في العالم السفلي، ولا يمكن لملك العالم السفلي أن يتخذ قرارًا في هذه القضية، ولذلك فقد طلب من سيد الجبل العظيم أن يحلّها حيث أمر سيد الجبل العظيم بتقصير ممتلكات وانغ وحياته.
أولاً، يتم عزل ممتلكاته هنا في العالم العلوي، ثمّ يتم جر روحه إلى العالم السفلي، لقد تم إرسالي من قبل قاضي الموتى لإحضاره. ومع ذلك، فإن العرف المعمول به عندما يتم إرسال شخص ما، يجب على الشرطي أولاً إبلاغ سيد المدينة، ثم يصدر سيد المدينة استدعاء، ويرسل أحد رجال شرطة روحه للاستيلاء على الروح وتسليمها إلي، عندها فقط يمكنني أخذها معي.
سأله دونغ عن مزيد من التفاصيل، لكن الآخر قال فقط: لاحقًا سترى كل شيء بنفسك، وعندما وصلوا إلى المدينة، دعا دونج زميله للبقاء في منزله، وقدّم له الطعام والشراب، ولكن الآخر تحدث كثيراً ولم يلمس الكأس ولا عصي الطعام، قال دونج: كنت في عجلة من أمري، لم أجد أفضل وجبة لك، أخشى أنّها ليست جيدة بما فيه الكفاية، لكنّ ضيفه رد وقال: لا، أنا بالفعل مرتاح، نحن الأرواح تتغذى فقط على الروائح حيث نختلف عن الرجال.
كان الوقت متأخرًا من الليل قبل أن يشرع الشرطي من العالم السفلي في زيارة معبد سيد المدينة، ولم يكد يشرع الفجر حتى ودّع دونج وقال له: الآن كل شيء على ما يرام، وسأغادر في مهمتي، وفي غضون عامين ستذهب إلى تايانفو المدينة القريبة من الجبل العظيم، وهناك سنلتقي مرة أخرى، وبعد أيام قليلة من مغادرة الضيف، بدأ دونغ يشعر بالدهشة، وذلك بعد أن سمع أخبار وفاة السيد وانغ، وسافر رئيس الشرطة في المنطقة إلى قرية السيد وانغ للتعبير عن تعاطفه.
ومن بين أتباعه الذين أخذهم معه، كان الشرطي دونج، وعند وصولهما النزل الذي استأجره السيد وانغ، سأل دونغ صاحب النزل: هل حدث أي شيء خارج عن المألوف عندما مات السير وانغ؟ أجاب صاحب النزل: كان كل شيء غريبًا جدًا، وأخبره أنّ والدة السيد وانغ كانت قد زارته وأقامت معه في غرفته ليومين، وعادت يوماً إلى النزل وأصيبت بحمى شديدة، وكانت فاقدة للوعي لمدة يوم وليلة، وبالكاد كانت تتنفس.
لقد جاءت في نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن خبر وفاة السير وانغ، وقالت: لقد زرت العالم السفلي والتقيت به هناك، كان لديه سلاسل حول رقبته وكان العديد من الجنيين يجرونه، وعندما سألته عمّا فعله، لكنّه قال: ليس لدي وقت لأخبرك الآن، عندما تعودي، اسألي زوجتي وستخبرك بكل شيء! وبالأمس ذهبت والدته إلى هناك وسألتها، وأخبرتها زوجة وانغ بدموع وقالت: زوجي كان مسؤولاً مهماً.
كان مشرفًا على مخازن الحبوب في نانكينغ، وفي نفس المدينة كان ضابطًا رفيعًا، أصبح زوجي صديقاً حميميًا جدًا معه، وكان يأتي دائمًا لزيارتنا في منزلنا وكان هو وزوجي يتحدثان ويشربان معًا، وقال له ذات يوم زوجي: نحن الكوادر الإدارية لدينا راتب كبير ودخل جيد، أنت ضابط، وقد وصلت إلى الدرجة الثانية في الرتبة، ومع ذلك فإنّ راتبك ضئيل للغاية بحيث لا يمكنه أن يكفي حياتك.
وسأله: هل لديك أي دخل آخر غير ذلك؟ أجاب الضابط: نحن أصدقاء جيدون لدرجة أنني أعرف أنني أستطيع التحدث إليك بصراحة، نحن الضباط مضطرون إلى إيجاد بعض مصادر الدخل الإضافية حتى لا تكون جيوبنا فارغة تمامًا، فإننا نحقق نسبة صغيرة من المكاسب في البورصة، كما أننا نكتب على قوائمنا عددًا أكبر من الجنود مما هو موجود بالفعل، إذا كان علينا أن نعيش على رواتبنا، فسنموت من الجوع!
عندما سمعه زوجي يقول هذا لم يستطع أن يتخلص من فكرة أنّه من خلال الكشف عن هذه الإجراءات الجنائية فإنّ الدولة ستكون مدينة له، وأنّها ستقوم بالتأكيد في ترفيعه ومنحه رتبة جديدة، من ناحية أخرى، قال إنّه لن يكون من الصواب الإساءة إلى ثقة صديقه، ومع هذه الأفكار في ذهنه جلس في الغرفه وحيداً، ولفترة طويلة كان يقلّبها في عقله، وأخيرًا قال بحسرة: الصدقة تبدأ من المنزل سأضحي بصديقي!
ثمّ أعد محضره الذي اتهم فيه الضابط بجرمه، وصدر أمر إمبراطوري، وتمّ التحقيق في الأمر، وحُكم على الضابط بالإعدام، وتمت زيادة رتبة زوجي في الحال، ومنذ ذلك الوقت تقدم بسرعة، ولم يعرف أحد شيئًا عن هذا الأمر سواي، وبعد سماع والدته القصة من زوجة ابنها أخبرتها عن لقائها مع وانغ في العالم السفلي، انفجرت العائلة بأكملها في البكاء بصوت عالٍ، وتم إرسال أربع خيام مليئة بالكهنة البوذيين الذين صاموا وقرأوا القدّاس لمدة خمسة وثلاثين يومًا حتى يتم تسليم وانغ.
أحرقت جبال كاملة من النقود الورقية والتماثيل المصنوعة من الحرير والقش، ولم تنته الاحتفالات بعد، وعندما سمع دونج هذا كان خائفًا جدًا، وبعد ذلك بعامين تلّقى أمرًا بالسفر إلى تايانفو للقبض على بعض اللصوص هناك، لقد فكّر في الشرطي من العالم السفلي: يا صديقي العزيز، يجب أن تكون قوياً جدًا حقًا، وقال: يجب أن أستفسر عنه، ربما سأراه مرة أخرى، وعندما وصل تايفانو بحث عن نزل.
استقبله صاحب النزل قائلاً: هل أنت السيد دونغ، وهل أتيت من خليج كايوتشو؟ أجاب دونج بقلق: أنا هو، كيف تعرفني؟ أجاب حارس الفندق: ظهر لي شرطي معبد الجبل العظيم الليلة الماضية وقال: غدًا يأتي رجل اسمه دونج وهو صديق جيد لي من خليج كايوتشو! ثم وصف لي مظهرك وملابسك بالضبط، وقال لي أن ألاحظها بعناية، وإذا أتيت أعاملك بأكبر قدر من الاهتمام، ولا آخذ منك أجرًا، لأنّه سيدفع لي بسخاء. .
لذلك عندما رأيتك قادمًا كان كل شيء كما قال لي تمامًا، وعرفتك في الحال، لقد أعددت بالفعل غرفة هادئة من أجلك، وأتوسل إليك أن تجعل نفسك مرتاحًا، تبعه دونج بفرح، وانتظره حارس الحانة بأكبر قدر من الاهتمام، ورأى أنّ لديه الكثير ليأكل ويشرب، وفي منتصف الليل وصلت الروح، ودون أن يفتح الباب وقف بجانب سرير دونغ، وسلّم عليه، وسأل كيف سارت الأمور معه منذ أن رآه آخر مرة.
أجاب دونج على جميع أسئلته، واستمر في العيش لعدة أيام في النزل، وخلال النهار كان يمشي على الجبل الكبير وفي الليل جاء صديقه لزيارته وتحدث معه، وفي نفس الوقت سأله عما حدث للسير وانغ، فأجاب الآخر: تظاهر هذا الرجل بالضمير، وتسبب بخيانتة في وفاة صديقه، ليس هناك خطيئة أعظم من خطيئته وكعقوبة سيتم إرساله مرة أخرى إلى العالم السفلي كحيوان.
ثمّ أضاف: عندما تصل إلى المنزل يجب أن تعتني بصحتك باستمرار. لقد أتاح لك القدر ثمانية وسبعين عامًا من الحياة المميتة، وعندما يحين وقتك سوف آتي لك بنفسي، ثمّ سأرى أنك تحصل على مكان بصفتك شرطيًا في العالم السفلي حيث يمكننا دائمًا أن نكون معًا، و قال هذا، ثمّ اختفى.