يجب علينا تعليم أطفالنا ما هي عاقبة كل الأفعال السيئة، وأن الخير دائماً ينتصر على الشر، سنحكي في قصة اليوم عن صبي يقوم بأفعال سيئة، وكان عقابه أنّه تحوّل لشكل الوحش، ولكن بعد تفكير طويل قرّر هذا الصبي أن الحل الوحيد الذي يساعده أن يعود كما كان هو أن يتمنّى الخير للآخرين، وعندما حدث ذلك جاءت الجنية وأعادته كما كان، وصار الصبي ولداً صالحاً.
قصة الصبي الوحش
كان هنالك ولد سيء الأخلاق جدّاً، ومن شدّة الأعمال الشرّيرة التي يقوم بها، علمت بذلك أميرة الجنيّات وقرّرت أن تعاقبه وتحوّله إلى وحش قبيح الشكل، تحوّل ذلك الصبي إلى وحش من خلال تعويذة قامت بتلاوتها عليه تلك الجنيّة، وأخبرته بأنّه لا يستطيع أن يعود لشكله السابق إلى عن طريق شيء واحد، وهو أن يجد من يخاف من شكله.
علم الصبي بذلك الشرط وقال في نفسه: هذا الأمر سهل للغاية؛ فأنا طالما كنت أسبّب لهؤلاء الأطفال الأذى والإزعاج عن طريق تصرّفاتي فقط، من المؤكّد أنّهم عندما يرونني بهذا الوجه القبيح سيخافون حتماً وأعود كما كنت، ولكنّه تفاجأ أن الأطفال عندما رأوه لم يخافوا منه أبداً، بل أنّهم قد تعودّوا على السوء منه.
فكّر الصبي بطريقة يجد بها من يخيفه؛ فخطر بذهنه أن يقوم بتخويف واحد من الأولاد وهو معروف عنه أنّه طيّب القلب وهادئ جدّاً، فقرّر أن يراقبه ويعرف عنه كل شيء، وعندما راقبه اكتشف أن هذا الصبي يقوم بالكثير من الأعمال الخيرية ويساعد المسنّين، بالإضافة إلى مساعدته للأطفال المرضى في المستشفى ولعبه معهم، فقرّر أن يجد الوقت المناسب كي يستطيع تخويفه من خلال رؤية وجهه المليء بالوحشية والقسوة.
ولكن حدث شيء غريب، عندما قرّر الصبي أن يخيف هذا الولد الطيّب خطر بذهنه المساكين والأطفال المحتاجين الذي يساعدهم هذا الولد الطيب، وقال في نفسه: لا بدّ أنّني لو قمت بتخويفه سيتوقف عن مساعدة الآخرين، وأنا بذلك سأسبّب الضرر للكثيرين، وأن كل أعماله الخيرية ستكون بلا قيمة ولا فائدة.
في ذلك الوقت ظهرت فجأةً رئيسة الجنيّات وقالت للصبي: أنا سوف أكافئك لأنّك فكّرت بتلك الطريقة وسأعيدك كما كنت بشرط أن لا تعود وتؤذي الآخرين، وعد الصبي الجنية أن لا يعود لأفعاله السيّئة، وعاش بسعادة كما أنّه اصبح صديقاً لهذا الولد الطيب الذي كان سبباً في أن يعود كما كان.