قصة الصبي والتنين أو (The Boy and the Dragon) هي حكاية فلكلورية أمريكية أصلية تمّ جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها (S B. Gundy, Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.
الشخصيات:
- الفتى الشجاع.
- السلحفاة
- التنين.
- العجوز.
- الفأر.
قصة الصبي والتنين:
ذات مرّة، كان صبي يعيش مع والديه في قرية بالقرب من المحيط، ونظرًا لأنّه لم يكن لديه إخوة أو أخوات، فقد كان غالبًا وحيدًا، وكان يتوق إلى المغامرة والرفقة، وفي النهاية قرر الانطلاق للبحث عن مغامرة في مكان آخر بعيداً عن قريته، لقد كان على وشك مغادرة منزله عندما كان هناك ضوضاء في الخارج ذات يوم، حيث كان هناك تنينًا عظيمًا قد جاء إلى الأرض والذي كان يتسبب في دمار كبير وضرر أينما ذهب.
كانت البلاد في حالة رعب شديد، لأنّ التنين حمل النساء والأطفال وأكلهم واحدًا تلو الآخر، وما كان أكثر غموضًا، أنّه كان لديه القدرة على اتخاذ شكل الإنسان، وغالبًا ما غيّر نفسه إلى رجل يتمتع بالشكل والأسلوب اللطيفين وجاء بين الناس لتنفيذ مخططاته القاسية قبل أن يعرفوا أنّه قريب، ثمّ دعا رئيس القبيلة المتطوعين للقاء رجل التنين، لكن لم يستجب أي من محاربيه.
لقد كانوا أقوياء في القتال مع الرجال، لكنّ مواجهة تنين كانت مسألة مختلفة، وعندما سمع الشاب هذه القصة المروعة ورأى رعب شعبه، قال: هذه فرصتي لأقوم بعمل عظيم، لأنّه شعر بطريقة ما أن لديه أكثر من قوة بشرية، فودّع والديه وانطلق في مغامرته.
ثمّ سافر طوال اليوم إلى الداخل عبر الغابة حتى وصل في المساء إلى تل مرتفع في وسط مساحة مفتوحة، قال: سوف أتسلق هذا التل، وربما أستطيع أن أرى كل البلاد حولي، لذلك ذهب ببطء إلى القمّة، وبينما كان واقفًا هناك ينظر إلى البلد الذي كان يراه لأميال عديدة، ظهر رجل بجانبه فجأة.
لقد كان رفيقًا لطيفًا للغاية، وتحدثا معًا لبعض الوقت، كان الولد على أهبة الاستعداد، لكنّه قال: بالتأكيد هذا الرجل ذو المظهر الجميل لا يمكن أن يكون التنين، وسخر من شكوكه وأبعدها عن عقله، قال الغريب: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجاب الصبي: أنا ذاهب بعيدًا، أبحث عن مغامرة في الغابة بالقرب من البحر، لكنّه لم يخبره بمهمته الحقيقية.
ثمّ قال الغريب: يمكنك البقاء معي الليلة، لدي نزل مريح للغاية ليس بعيدًا عن هنا، وسأقدم لك الطعام، كان الصبي جائعاً جداً ومرهقاً، وذهب مع الرجل إلى نزله، وعندما وصلوا إلى المنزل، فوجئ الصبي برؤية كومة كبيرة من العظام ملقاة أمام الباب، لكنّه لم يظهر أي خوف ولم يعلق على المشهد المروع.
داخل النزل حيث جلست امرأة عجوز جداً منحنية أمام وعاء، وكانت تقلّبها بعصا كبيرة، ورأى الصبي أنّها تحتوي على يخنة لحم، و عندما وضعت الحساء أمامهم، قال الصبي إنه يفضل الذرة، لأنّه يخشى تذوق اللحم، فقامت السيدة العجوز بقلي بعض الذرة له، وتناول وجبة جيدة، وبعد أن أكلوا، خرج الرجل ليجمع حطبًا للنار.
جلس الصبي يتحدث إلى المرأة العجوز، فقالت له: أنت صغير جدًا وجميل وبريء، أجمل ما رأيته حتى الآن في هذا المكان، وبسبب ذلك، سأشفق عليك وأحذرك من الخطر الذي يحيط بك، الرجل الذي قابلته في الغابة والذي تناولت معه طعامك الليلة ليس سوى رجل التنين الذي سمعت عنه كثيرًا.
ثمّ قالت: لا يمكن قتله في قتال عادي، وسيكون من الحماقة أن تبقى هنا لأنّه سيقتلك، خذ هذه الأخفاف التي سأقدمها لك، وفي الصباح عندما تستيقظ ضعها على قدميك، و بخطوة واحدة ستصل بقوتها إلى التل الذي تراه في تلك المسافة، ثمّ أعط هذه القطعة من لحاء البتولا مع الصورة عليها لرجل ستقابله هناك، وسيخبرك بما يجب عليك فعله بعد ذلك.
لكن تذكر أنّه بغض النظر عن المسافة التي تقطعها، سيصلك رجل التنين في المساء، أخذ الشاب الحذاء ولحاء البتولا الذي يحمل العلامة الصوفيّة وأخفاهما تحت معطفه، وقال: سأفعل ما نصحتني به، لكنّ المرأة قالت: هناك شيء آخر، يجب أن تقتلني في الصباح قبل أن تذهب، وتضع هذا الرداء على جسدي، ثمّ تنكسر تعويذة رجل التنين، وعندما يتركني سوف أستخدم قوتي للعودة إلى الحياة.
ذهب الشاب للنوم، ونام التنين طوال الليل بجانبه حتى لا يدعه يهرب، وفي صباح اليوم التالي، عندما كان رجل التنين في الخارج لإحضار الماء من الجدول على بعد مسافة، نفّذ الصبي على الفور أوامر المرأة العجوز في الليلة السابقة، وفي البداية قتل المرأة العجوز بضربة وغطى جسدها بعباءة برّاقة لأنّه كان يعلم أنّه عندما يغادر رجل التنين المكان، ستنهض مرة أخرى قريبًا.
ثم وضع الحذاء السحري على قدميه وبخطوة واحدة كبيرة وصل إلى التل البعيد هناك، ثمّ التقى برجل عجوز أعطاه قطعة من لحاء البتولا تحمل العلامة الصوفية، نظر الرجل إليها عن كثب وابتسم وقال: هذا جيد، لأنّك حقًا شاب لطيف، أعطاه الرجل زوجًا آخر من الأحذية مقابل الذي كان يرتديه، وقطعة أخرى من لحاء البتولا عليها نقش آخر.
وأشار إلى تل ارتفع باللون الأزرق من بعيد، وقال: بخطوة واحدة ستصل إلى ذلك التل، أعط هذا اللحاء لرجل ستقابله هناك، وسيكون كل شيء على ما يرام، وضع الصبي الحذاء على قدميه، وبخطوة واحدة وصل إلى التل البعيد، وهناك التقى برجل عجوز آخر، أعطاه لحاء البتولا، ثمّ أعطاه هذا الرجل زوجًا آخر من الأحذية وورقة قيقب كبيرة تحمل رمزًا غريبًا، وأمره بالذهاب إلى مكان آخر حيث يتلقى التعليمات النهائية.
لقد فعل ما قيل له، وهناك التقى برجل كبير في السن قال: يوجد جدول في الأسفل هناك، اتجه نحوه وامش فيه مباشرة كما لو كنت على أرض جافة، لكن لا تنظر إلى الماء، خذ قطعة من لحاء البتولا تحمل هذه الأشكال السحرية، وسوف تغيرك إلى ما تشاء، وستحميك من الأذى، ثمّ أخذ الصبي اللحاء وفعل ما قيل له، وسرعان ما وجد نفسه على الضفة المقابلة للجدول.
تبع التيار لمسافة ما، وفي المساء جاء إلى بحيرة، وبينما كان يبحث عن مكان دافئ يمضي فيه الليل، جاء فجأة رجل التنين، وكان الآن على شكل تنين وحش مختبئًا خلف الأشجار، وقد تحقق كلام المرأة العجوز، لأنّ عدوه قد تجاوزه قبل حلول الظلام كما قالت، لم يكن هناك وقت يضيعه، لذلك لوّح الصبي لحاءه السحري، وفي الحال أصبح سمكة صغيرة ذات زعانف حمراء، تتحرك ببطء في البحيرة.
عندما رأى التنين السمكة الصغيرة صرخ: سمكة الزعانف الحمراء الصغيرة، هل رأيت الشاب الذي أبحث عنه؟ قالت السمكة الصغيرة: لا يا سيدي، لم أر أحداً لقد كنت نائمة، ولكن إذا مرّ من هنا سأخبرك، وانتقل بسرعة إلى البحيرة، تحرك الرجل على طول ضفة البحيرة، بينما كان الشاب يراقبه من الماء، التقى الضفدع في الطريق.
وقال له: أيّها الضفدع، هل رأيت الشاب الذي أبحث عنه؟ أجاب الضفدع: لو مرّ بهذه الطريقة بالتأكيد ستراه بالتأكيد، أنا أهتم بشؤوني الخاصة، ثمّ قفز بعيدًا في الطحالب، ثم رأى رجل التنين سمكة كبيرة جدًا ورأسها فوق الماء تبحث عن الذباب، فقال: هل رأيت الصبي الذي أبحث عنه؟ قالت السمكة: نعم، لقد تحدثت معه للتو، وضحكت واختفت.
عاد رجل التنين وبحث في كل مكان عن الضفدع، لكنّه لم يتمكن من العثور عليه. وبينما كان ينظر، صادف فأرًا يجري على طول النهر، فقال بغضب: هل رأيت الشخص الذي أبحث عنه؟ قال الفأر: لا، قال التنين :أعتقد أنّك هو، ثمّ بدأ الفأر المسكين بالبكاء بمرارة وقال: لا، لقد مرّ الصبي الذي تبحث عنه للتو، وصعد على سطح منزلي وكسره.
تمّ خداع التنين مرة أخرى، وسرعان ما عثر على سلحفاة قديمة تتناثر في الوحل، قال لها على أمل أن تجيبه: أنت كبيرة في السن وحكيمة للغاية، لقد رأيت بالتأكيد الشخص الذي أبحث عنه، قالت السلحفاة: نعم، إنّه بعيد جدًا عن النهر، اعبر النهر وستجده، لكن احذر، لأنّه إذا كنت لا تعرفه عندما تراه، فسوف يقتلك بالتأكيد.
علمت السلحفاة جيدًا أن رجل التنين سيواجه مصيره الآن، تبع الرجل التنين البحيرة حتى جاء إلى النهر، ولمزيد من الحذر حتى لا يكون من السهل رؤيته، قام بتغيير نفسه إلى ثعبان، ثمّ حاول عبور النهر، لكنّ الشاب الذي كان لا يزال على شكل سمكة ولا يزال يستخدم قوة لحائه السحري بالعلامة الصوفية، كان يسبح مستديرًا ويدور في دائرة في منتصف النهر.
نشأت دوامة سريعة حيث سبح، لكنّها لم تكن مرئية على السطح، وعندما اقترب الثعبان منه، لم ير شيئًا سوى الماء الصافي، لقد فشل في التعرف على عدوه، وكما أخبرته السلحفاة، سبح في الدوامة قبل أن يدرك ذلك، وسرعان ما انجذب إلى القاع حيث غرق، ثمّ أمسكه الشاب وقطع رأسه.
ثم عاد إلى شكله الخاص، وذهب إلى كوخ رجل التنين ليرى كيف كانت حال المرأة العجوز، لكنّها ذهبت بردائها اللامع، وكان الكوخ فارغًا، ثمّ عاد الشاب إلى منزله وأبلغ الجميع عما فعله، وتلقّى الكثير من الهدايا الغنية من الرئيس مقابل عمله الشجاع، ولم تزعج الأرض مرّة أخرى من قبل التنانين.