قصة الصناديق الثلاثة أو (The Three Chests) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب The Laughing) Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- العجوز الشرير .
- المزارع.
- الفتيات الثلاث.
قصة الصناديق الثلاثة:
كان هناك مزارع عجوز لديه ثلاث بنات، وكانت مزرعته على ضفاف بحيرة عميقة، وفي أحد الأيام عندما كان يميل على الماء ليشرب، ظهر العجوز الشرير ويتاهينين من قاع البحيرة وأمسكه بلحيته، فبكى المزارع وقال: دعني أذهب، لكن العجوز الشرير تمسك به بإحكام أكثر، ثمّ قال: نعم، سأتركك تذهب ولكن بشرط فقط: أن تعطيني إحدى بناتك زوجة لي.
قال المزارع: أعطيك إحدى بناتي؟ أبداً، فقال الشرير: جيد لن أتركك أذاً أبدًا، وبدأ يهز في لحيتة ويشدها والمزارع يطلب منه تركه، ثمّ أدرك أنّه إذا لم يفعل ما طلبه الرجل العجوز الفاسد فقد يفقد حياته وبالتالي يترك كل من بناته الثلاث أيتام، وربما كان من الأفضل أن يضحي بواحدة منهن، فقال: حسنًا دعني أذهب وسأرسل لك ابنتي الكبرى أعدك.
لذلك ترك العجوز لحيته واندفع المزارع، وأسرع إلى المنزل، وقال لابنته الكبرى: عزيزتي لقد تركت القليل من الخضار أسفل البحيرة لذلك ستهبطين وتحصلين عليها من أجلي، ذهبت الابنة الكبرى على الفور وعندما وصلت إلى حافة المياه، مد ويتهينن العجوز يده إلى أعلى وأمسكها وحملها إلى قاع البحيرة حيث كان يعيش في منزل كبير.
في البداية كان لطيفاً معها، وجعلها سيدة المنزل وأعطاها مفاتيح جميع الغرف والخزائن، وحذرها بشدة من لمس أحد المفاتيح وأشار إلى أحدها قال: هذا المفتاح الذي يجب ألا تستخدميه أبدًا حيث سيفتح غرفة أمنعك من الدخول إليها أبداً، بدأت الابنة الكبرى في تدبير منزل العجوز وأمضت وقتها في الطهي والتنظيف والغزل كما اعتادت في المنزل مع والدها.
ومرّت الأيام وأصبحت على دراية بالمنزل وبدأت تعرف ما يوجد في كل غرفة وكل خزانة، وفي البداية لم تشعر بأي إغراء لفتح الباب الممنوع، ولكنّها كانت تتساءل دائماً: لماذا حقًا أعطاها المفتاح إذا لم يكن يريدها حقًا أن تفتح الباب؟ وكلمّا فكرت في الأمر أكثر كلما تساءلت، وفي كل مرة تعبر فيها الغرفة كانت تتوقف لحظة وتحدق في الباب.
أخيرًا في أحد الأيام عندما غاب ويتهينين العجوز بعيدًا، فكرت قائلة: لا أعتقد أنه سيكون من المهم إذا فتحت ذلك الباب واختلست النظر مرة واحدة، وترددت لبضع لحظات ثمّ حشدت الشجاعة الكافية لوضع المفتاح في القفل الممنوع وفتح الباب، وكانت الغرفة عبارة عن مخزن به صناديق وأواني قديمة مكدسة حول الحائط، ولكن في منتصف الأرضية كان هناك بركة من الدم الأحمر الداكن.
وكانت على وشك إغلاق الباب عندما رأت شيئًا آخر جعلها تتوقف حيث كانت هناك خاتم جميل تقع في وسط البركة، قالت لنفسها: يا له من خاتم جميل، وقالت لنفسها: إذا كنت حذرة للغاية، فإنّه يمكنني الوصول إليه والتقاطها دون لمس الدم، وكانت تتقدم بحذر إلى الغرفة، وركعت على الأرض ومدّت ذراعها فوق الحوض، ثمّ التقطت الخاتم بحذر شديد.
لكن مع ذلك لمس ثوبها بضع قطرات من الدم، ففكرت قائلة: يمكنني غسل ذلك، لا يهم أمام ذلك الخاتم الجميل، ولكن في وقت لاحق بعد أن أغلقت الباب مرة أخرى عندما حاولت غسل الدم، وجدت أنها لا تستطيع، وعندما جربت الصابون، وجربت الرمل، لكن دون جدوى، ففكرت في نفسها: أنا لا أهتم، وإذا رأى ويتيهنين الدم فسأقول له إنني جرحت إصبعي.
لذلك وعندما عاد ويتهينين إلى المنزل، أخفت الخاتم وتظاهرت بأن لا شيء على الإطلاق، وبعد العشاء وضع ويتينين رأسه في حجرها وقال: الآن يا عزيزتي حكي رأسي واجعليني أشعر بالنعاس من أجل النوم، بدأت في حك رأسه كما فعلت قبل عدة ليالٍ، ولكن في أول لمسة من أصابعها، صرخ: قفي أنت تحرقين أذني، يجب أن يكون هناك بعض الدم على أصابعك لنرى.
وعندما مدّت يدها أمسك يدها، وعندما رأى بقع الدم غضب بشدة، ثمّ قال: لقد كنت في الغرفة الممنوعة، وقفز ولم يسمح لها لتقول كلمة واحدة، وقطع رأسها ولم يكن هناك أي حزن عليه تجاهها كما لو كانت بعوضة، بعد ذلك أخذ الجثة والرأس المقطوع وألقى بهم في الغرفة المغلقة وأغلق الباب، والآن لم يكن لديه من يهتم بمنزله، ويطبخ له ويحك رأسه في المساء، وسرعان ما قرر أنّه سيتعين عليه الحصول على زوجة أخرى.
لقد تذكر أنّ المزارع لديه ابنتان أخريان، لذلك فكر في نفسه أنّه سيتزوج الآن من الأخت الثانية، وذات يوم عندما كان المزارع في قاربه يصطاد صعد العجوز من قاع البحيرة وأمسك بالقارب، وعندما حاول المزارع العجوز الفقير التجديف إلى الشاطئ لم يستطع جعل القارب يتحرك شبرًا واحدًا، وبقي يحرك قاربه بالمجاديف وسمح له العجوز الشرير ويتهينين بالصراع حتى استنفد قوته.
ثم رفع رأسه عن الماء وعلى جانب القارب وقال: أنا سأغرق قاربك هنا في هذا المكان، إلا إذا تعهدت بإعطائي فتاة أخرى من بناتك، لم يعرف المزارع ماذا يفعل، وتوسل إلى ويتهينين لكن العجوز الشرير كان حازمًا، وعندما عاد المزارع إلى المنزل، تظاهر بأنّه نسي فأسه في القارب وأرسل ابنته الثانية إلى البحيرة للحصول عليها، فأمسك بها العجوز الشريرة وحملها معه إلى منزله في قاع البحيرة.
عامل ويتهينين الأخت الثانية تمامًا كما عامل الأولى، وأخبرها أنّها قد تستخدم كل مفتاح ما عدا مفتاح واحد مثل أختها هي أيضًا، وبعد فترة من الوقت استسلمت لإغراء النظر إلى الغرفة المحرمة وعندما رأت الخاتم اللامع ملقى في بركة الدم بالطبع أرادته، وعندما وصلت للحصول عليه توغلت أصابعها في الدم، وكانت هذه هي نهايتها أيضًا بالنسبة إلى ويتهينين العجوز الشرير.
مرّ الوقت وكان المزارع يعيش بسعادة مع ابنته الصغرى، وذات يوم أثناء تواجده بالخارج ذهب مباشرة إلى حافة الماء ودخل إلى البحيرة حتى وصل إلى عمق خصره، ثم سمع صوت أجش وبالطبع كان العجوز الشرير الذي طلب منه الزواج من ابنته الأخيرة، وعندما رفض العجوز، أغرقه حيث ارتفع الماء إلى أنفه، وفي يأس رفع يديه وصرخ: فلما عاد إلى المنزل في ذلك اليوم قال لابنته الصغرى ليزا: يا عزيزتي، لقد نسيت حذائي عند البحيرة.
ألا تذهبين وتحصلي عليه من أجلي؟ ذهبت الفتاة إلى البحيرة وأمسكها ويتهينن بالطبع وحملها إلى منزله حيث كان لديه شقيقتاها، ثم تكررت نفس القصة القديمة، وأعطاها مفاتيح جميع الأبواب والخزائن مع نفس الحظر على فتح باب الغرفة الممنوعة، ولكنّها فتحت الباب ووجدت شقيقتاها مقطعتان هناك في بركة الدم، كما رأت الخاتم الجميل، لكن لم تهتم به، ثم فتشت حولها، وفتحت الصناديق حيث وجدت في زاوية مظلمة إبريقين.
أحدهما يحمل علامة ماء الحياة، والآخر ماء الموت، قامت بتثبيت رؤوس أخواتها المقطوعة في مكانها ثم أعادتها المياه السحرية إلى الحياة، لقد استهلكت كل ماء الحياة، لذلك ملأت الإبريق الذي يحمل علامة ماء الحياة بالماء من الإبريق الآخر، وأخفت أخواتها في صندوق خشبي كبير، وأغلقت باب الغرفة، وعندما عاد إلى المنزل وجدها العجوز تعمل على عجلة الغزل وكأن شيئًا غير عادي لم يحدث.
بعد العشاء قال لها العجوز: أنت فتاة جيدة وإذا كان هناك أي شيء تريدني أن أفعله فقط أخبريني ما هو، قالت ليزا: أريد أن أرسل صندوقًا من الأشياء إلى والدي المسكين، وأتمنى أن تحمل الصندوق إلى الشاطئ غدًا وتتركه حيث سيجده والدي، وفي صباح اليوم التالي رفع أحد الصناديق على كتفه الذي كانت فيه الأخت الكبرى، ورماه على الشاطئ في مكان كان متأكدًا من أن المزارع سيجده فيه.
وفي اليوم الثاني عندما تمّ تسليم الأخت الثانية بأمان، بدأت ليزا في التخطيط لهروبها حيث سحبت صندوقًا فارغًا آخر، ثم في إحدى الأمسيات توسلت إليه أن يحمل هذا أيضًا إلى والدها في الصباح، تذمر واحتج لكنه وافق في النهاية، وفي صباح اليوم التالي بمجرد خروج ويتهينين، أخذت الفتاة عصا وألبستها بعض ملابسها الخاصة. ووضعتها على حافة السطح، ثمّ تسللت هي نفسها داخل الصندوق الثالث وانتظرت.
عندما عاد إلى المنزل، نظر لأعلى ورأى ما اعتقد أنه ليزا تدور على السطح، وقال لنفسه: أفترض أنها تجلس هناك حتى تتمكن من مشاهدتي، فحمل الصندوق وغادر ووضعه على الشاطئ، وعندما اقترب من المنزل رأى العصا التي اعتقد أنّها زوجته لا تزال على السطح جالسة، فصرخ: لماذا لم تحضري عشاءي؟
ولم يتلقى أي إجابة، فقال: لماذا تجلسين هناك كصورة خشبية بدلاً من طهي العشاء الخاص بي؟ وفي حالة من الغضب تسلق السطح، ومد يده بشكل أعمى وأمسك بتنورة ليزا وقذفها بقوة ليجدها قد خدعته، فركض إلى الغرفة وسكب على نفسه الماء الذي كان في الإبريق الذي يحمل علامة ماء الحياة، لكنه لم يكن ماء الحياة على الإطلاق بل كان ماء الموت، ومات على الفور، ولم يزعج ليزا وأخواتها أبدًا.