أحياناً يكون الذكاء الكبير للشخص سبباً في إيذائه، سنحكي في قصة اليوم عن أمير كان يعاني شعبه من أسماك خطيرة، فأعطاه صياد ذكي فكرة نجحت في التخلّص من وجود هذه الأسماك الخطيرة، وعندما رأى الأمير ذكاء هذا الصياد خاف من أن يعلو شأنه ويأخذ مكانه فقام بقتله، وبذلك كان ذكاء هذا الصياد سبباً في إيذائه
قصة الصياد الذكي
كان هنالك بحر بالقرب إحدى المدن، كان هذا البحر يحتوي على العديد من الأسماك التي يطلق عليها اسم (السيوف)، وتعني أنّها أسماك خطيرة؛ لذلك لم يكن أي أحد من الصيادين يستطيع أن يقترب من شاطئ هذا البحر، أو حتّى يتمشّى بالقرب منه؛ فقد ساهم بإتلاف الكثير من القوارب وقطع أرزاق الصيادين.
كان أمير هذه المدينة يدرك مدى تأثير تلك الأسماك على شعبه؛ فقرّر في يوم ما أن يتخلّص من تلك الأسماك ويتخلّص من خطرها، طلب من جنوده الاجتماع عند شاطئ هذا البحر وحمل الرماح، وعند ظهور تلك الأسماك يتم رميها بالرماح وقتلها، وبذلك يخلّص شعبه من خطرها ويقوم بتقديمها كطعام لهم أيضاً.
نفّذ الجنود ما طلبه منهم الأمير، واجتمعوا متراصّين عند الشاطئ، وسرعان ما أحسّ الجنود بعلوّ الموج وقدوم الأسماك الخطيرة، علت الرماح، ولكن الأسماك كانت أسرع وأقوى من الجنود؛ فقامت بالهجوم عليهم وقضت على البعض منهم، سرعان ما أمر الأمير بإرسال صف آخر من الجنود، ولكن في كل مرّة كانت الأسماك تتغلّب عليهم حتّى قتلتهم جميعاً.
كان هنالك صياد صغير يتصّف بذكاء كبير؛ فذهب إلى الأمير واقترح عليه خطّة ذكية، طلب منه أن يضع أشجار الموز عند شاطئ البحر، وعندما تأتي الأسماك تلتصق سيوفها بالشجر وبذلك يأمن الجنود خطرها ولا تتمكّن من العودة لأعماق البحر، فرح الأمير بخطة ذلك الصياد الذكي، وقام بقطع أشجار الموز الكثيفة ووضعها عند الشاطئ.
وعندما خرجت الأسماك التصقت سيوفها بتلك الأشجار، وأصبحت بلا حول أو قوّة وتم أخذها وتقطيعها وإطعامها لأهل المدينة، عندما شاهد الأمير فطنة ذلك الصياد ونجاح خطّته بإنقاذ المدينة بدأ الشك يدخل لقلب الأمير بأن هذا الصياد يريد أن يصبح حاكماً للمدينة؛ فأخبر من حوله بنيّته لقتل هذا الصياد.
وفي اليوم التالي أرسل الأمير جنوده إلى منزل هذا الصياد وقاموا بقتله، وكان يسكن في أعلى الجبل؛ فسال دمه من أعلى الجبل ومنذ ذلك اليوم تم تسمية هذا الجبل بالجبل الأحمر.
