في القصص المتنوّعة نجد ما يمتعنا ونجد ما يفيدنا، وتكون العبرة دائماً في آخر القصة، وسنحكي في هذه القصة عن صفة من الصفات المذمومة وهي الطمع، وكما نسمع في القول المأثور (الطمع ضر ما نفع)، فدائماً يقع الشخص الطماع بفخ شروره، تدور أحداث هذه القصة حول صياد طماع لم يكن راضياً بما يملك فحاول جاهداً أن يحصل على المزيد ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل؛ لذلك تعلّم درساً قاسياً جعله يقتنع بأنّ الطمع لن يفيده.
الصياد الطماع:
كان هنالك رجلان يعملان بالصيد، وكان كلاهما يمتلك قارب صغير وشبكة من أجل اصطياد السمك، فكان الواحد منهم يصيد السمك كل يوم بحسب ما يستطيع، ثم يذهب للسوق ويبيعه ويشتري به حاجات منزله، كان أحد هؤلاء الصيادين يصطاد السمك أكثر من الآخر وكان كلما يعود لمنزله يشتكي نصيبه من السمك لزوجته وكانت دائماً تقول له: يجب عليك أن تكون راضياً عن نصيبك لأن الطمع قل ما جمع.
ولكن كان هذا الصياد الطماع لا يقتنع بكلام زوجته وكان يفكّر في كل يوم بطريقة حتى يستطيع الحصول على سمك أكثر من جاره، فخطر بذهنه في يوم من الأيام فكرة فقام ببيع كل ما يملك في منزله حتى يشتري قارب أكبر وشبكة صيد أكبر، وكان يظن بذلك أنّه سيستطيع الحصول على سمك أكثر.
ذهب هذا الصياد باليوم التالي وكان سعيداً بأنّه سيحصل على سمك أكثر من جاره، ولكنّه تفاجأ أنّه بعد قضاء يوم كامل في اصطياد السمك قد جمع نفس الكمية التي يجمعها، وأن جاره قد جمع أكثر منه أيضاً، فغضب لذلك وذهب إلى منزله يشتكي لزوجته ذلك ولكنها كانت في كل مرة تقول له: يا زوجي الطمع قل ما نفع.
فكر هذا الصياد بفكرة أخرى وقال في نفسه: سوف أذهب لأصطاد السمك من عمق البحر فربمّا بذلك سأجمع سمك أكثر، وأنا أستطيع الإبحار لعمق البحر فأنا لدي قارب أكبر، ولكن جاره قام بتحذيره بأن الموج خطير وغدار ولكنّه لم يسمع كلام جاره، وذهب بقاربه لوسط البحر، وعندما وصل علق بشبكة صيده سمك كبير وفرح كثيراً وقال: أخيراً سأصطاد السمك أكثر من جاري، ولكن فجأة جاء موج كبير وقوي وأوقع قارب هذا الصياد وشباكه وغرق السمك كله، وكاد هو أن يغرق كذلك ولكنّه سرعان ما وجد يد جاره تمتد له وتنقذه من الغرق.
وفي اليوم التالي قال الرجل للصياد الطماع: ما رأيك أن نذهب لنصطاد السمك بقاربي ونتقاسم السمك بالنصف، فوافق الرجل ولكنّه تفاجأ أنّه عندما صاد السمك بقارب جاره حصل على سمك أكثر من الذي كان يصطاده بقاربه، وعند ذلك أيقن الصياد الطماع أن كلام زوجته صحيح وأن الطمع قل ما نفع وأن الشخص يجب أن يرضى دائماً بما قسمه الله له فلم يعد يطمع بعد ذلك.