قصة الضفدع الحكيم

اقرأ في هذا المقال


إنّ الذكاء هو القدرة على اتخاذ القرار والتصرّف الصحيح بالوقت المناسب وليس التباهي والتفاخر به، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة حيوانات تعيش في البحيرة تعرضّت لهجوم من إحدى الصيادين، ولم يستطع منهم أحد أن ينقذ نفسه ما عدا ضفدع ذكي وحكيم.

قصة الضفدع الحكيم

كان هناك بحيرة تقع في وسط الغابة، يعيش داخلها الكثير من أنواع الكائنات البحرية كالأسماك والضفادع والأخطبوط والمرجان والسرطان البحري، ولكن من ضمن أجمل الحيوانات وأذكاها سمكتين كبيرتين في الحجم، دائماً ما تفتخران بما تملكانه من حجم وذكاء.

كان هناك أيضاً ضفدع يعيش مع زوجته وهم أصدقاء لهذه السمكات؛ كان الجميع يعيش في هذه البحيرة بسعادة وسلام، دون حدوث أي مشاكل أو خلافات، حدث شيء سيء في يوم من الأيام؛ حيث اقترب صيادين من هذه البحيرة، كانوا في طريقهم إلى النهر المجاور، أمّا الحيوانات فكانت تلعب في البحيرة.

جذب هذا المشهد الجميل كلا الصيادين؛ فوقف كل منهما يشاهد وقال أحدهما للآخر: هل ترى؟ ما أجمل هذا المنظر يبدو وكأن كل من في البحيرة سعداء، قال الآخر: نعم حقّاً إنّها بحيرة جميلة ويبدو أنّها تحتوي على الكثير من الأسماك، إنّها بحيرة مثيرة للفضول.

بعد ذلك قال أحد الصيادين لصديقه: يبدو أنّ هذه البحيرة ليست عميقة، فقال الآخر: نعم هي كذلك هيا بنا لنبدأ باصطياد أحد الأسماك الموجودة، فقال له صديقه: كلّا الوقت الآن قد تأخّر ربّما يمكننا القدوم غداً في الصباح، هيا فلنأخذ أمتعتنا ونكمل سيرنا لقد حل المساء.

سمع الضفدع ما قاله الصيادين؛ فقال للأسماك: هل سمعتم ما قاله هذين الصيادين؟ يجب علينا المغادرة والبحث عن بحيرة أخرى، فقالت له إحدى السمكتين: وهل يجدر بنا المغادرة فقط لأنهم قالوا أنّهم سيصطادوننا غداً؟ هذا مكان سكننا وموطننا الأصلي، وحتّى إن عادوا فأنا لدي الكثير من الخطط الذكية التي يمكننا الهروب بها من هذين الصيادين.

لم يقتنع الضفدع بما قالته السمكة وقال لها: أنا لا أملك إلّا خطة الهروب أنا وزوجتي لبحيرة أخرى، وغادر الضفدع ليبحث عن بحيرة أخرى، وصار الجميع يضحكون ويسخرون منه، وعندما جاء اليوم التالي كان هذين الصيادين قد قاموا بتجهز شبكة كبيرة ومتينة لاصطياد كل من في البحيرة.

رمى الصياد شباكه وقام باصطياد الأسماك والسرطان وبقية الضفادع ولم يبق منهم أحد، ولشدّة سماكة الشبك لم يستطع أحد منهم النجاة، ووضعهم جميعهم في سلة، بينما كان الضفدع وزوجته يقفان بعيداً ويراقبان ما حدث، فقال الضفدع لزوجته: هل رأيتِ لو لم أتصرّف في الوقت المناسب لكنّا الآن معهم في هذه السلة.


شارك المقالة: