طاعة الوالدين من أهم الأمور التي يجب حث الأطفال عليها، سنحكي في قصة اليوم عن ضفدع لا يطيع أمّه، وكان قد اعتاد على ذلك، وبعد موت أمّه قرّر أن يلبّي طلبها الأخير ممّا سبب لها الأذى.
قصة الضفدع العاصي
كان هناك ضفدع يعيش مع أمّه على أحد البحيرات، ولكن كان هذا الضفدع من عاداته السيئة أنّه لا يستمع لكلام أمّه ولا يصغي لآرائها، ومن شدّة عناده كان يفعل في أغلب الأحيان عكس ما تطلبه منه أمّه تماماً؛ فعندما تقول له اذهب إلى الجبل فيذهب مسرعاً لحافة النهر، وعندما تقول له اذهب إلى النهر يذهب إلى الجبل.
كانت أمّه تغضب منه دائماً لأنّه لا يطيع أوامرها ويعصيها بكل شيء، وبعد مدّة من الزمن شعرت أمّه بالتعب الشديد ومرضت مرضاً شديداً، وبدأت تفكّر عندما تموت أين سيدفنها ابنها، وقالت في نفسها: ابني سيفعل عكس ما أطلب منه؛ فلو قلت له ادفني في النهر فسيدفنني في الجبل، وإن طلبت منه أن يدفنني في الجبل سيذهب ويدفنني في النهر.
ظلّت الأم تفكّر فترة مرضها ماذا ستقول لابنها، وفي نهاية الأمر قرّرت ما هو القول المناسب الذي ستقوله لابنها الذي لا ينفّذ ما تطلبه منها، نادت ابنها في يوم الأيّام وقالت له: يا بني أنا أشعر بتعب شديد وربّما سأموت، أريد أن أخبرك بوصّيتي، قال لها: وما هو طلبك؟ قالت له: وصيتي لك يا بني أن تدفنني عند شاطئ النهر بعد ما أموت.
بعد مدّة من الزمن لم تستطع الأم تحمّل المرض وماتت، حزن الابن حزناً شديداً على أمّه، وخاصّةً أنّه كان يعصي كلامها وشعر أنّه نادماً على كل المرّات التي عصى أمّه بها، وقال في نفسه: لقد كنت أعصي أمّي طوال الفترة الماضية، ولكن هذا الطلب الأخير لها سوف أفعل ما طلبته مني تماماً.
ذهب الضفدع ودفن أمّه عند شاطئ النهر، وبعد فترة من الوقت بدأت الأمطار تهطل بشدّة بحيث جرفت القبر الذي دفن الضفدع به أمّه، رأى الضفدع ما حدث لقبر أمّه بدأ بالنقيق ويقول: قاق قاق، ولم يكن يعلم ماذا سيفعل، ويقال أنّه منذ ذلك الوقت تصدر الضفادع هذا النقيق كلمّا رأت مياه الأمطار.