إذا كان الكلام من فضة فإنّ السكوت من ذهب، فكثرة الكلام من الصفات غير المحبّبة التي لا بد أن تُوقِع صاحبها في الخطأ، هذا ما حدث مع طائر الحباك الثرثار الذي كان يتحدّث مع القرد، ويخبره بأنّه قرد كسول وكان يجب عليه أن يبني منزلاً لنفسه، وكان هو يتباهى بعشّه، ولكن هذه الثرثرة سبّبت له الضرر وقام القرد بتكسير عشّه.
قصة الطائر الثرثار
في إحدى الغابات تسكن طيور الحباك فوق أحد الأغصان، وكانت هذه الطيور تقوم ببناء أعشاشها فوق الأغصان استعداداً لقدوم البرد وفصل الشتاء، فعند قدوم البرد تشعر الطيور بالسعادة في أعشاشها فهي لم تشعر ببرد الشتاء؛ لأنّها قد بنت أعشاشاً متينة.
من بين هذه الطيور قام طائر ببناء عشّ له فوق الشجر، وبينما كان في عشّه إذ شعر وكأنّ أسنان تقوم بقضم العش الذي يجلس بداخله، ظنّ الطائر أن حيواناً يريد تكسير عشّه، ولكنّه عندما التفت وجد قرد يجلس بالغصن الموجود أسفل منه، ويبدو أنّ هذا القرد يرتجف من شدّة البرد؛ ولهذا السبب فإنّ أسنانه تصدر صوت وهي تصتكّ ببعضها البعض، كان من عادة طائر الحباك أنّه يحب الكلام والثرثرة؛ لذلك بدأ يتحدّث مع القرد ويسأله عن سبب ارتجافه من البرد.
كان القرد يظنّ بأنّ طائر الحباك يريد السخرية منه؛ فكشّف عن أنيابه وبدأ بتخويفه، ولكن طائر الحبّاك بنفس الوقت كانت يظنّ بأن القرد يستمتع بكلامه، فقال له: أنت أيّها القرد لديك جسد مثل البشر أيدي وأقدام، ولكنّك لم تحاول أن تبني لنفسك عشّاً أو منزلاً كما نفعل نحن الطيور.
ظلّ القرد صامتاً ينتظر طائر الحباك أن يتوقّف عن الثرثرة، ولكنّه استمرّ بالكلام ويقول: انظر لنفسك أيّها القرد كيف ترتجف من شدّة البرد، لو أنّك قمت ببناء منزل يحميك من البرد وحر الصيف لما كنت ترتجف من البرد، وظلّ يعيد بالجمل ذاتها، في نهاية الأمر لم يعد القرد يحتمل، وانطلق وقفز فوق عش الطائر الثرثار وقام بكسره، حّتى سقط طائر الحباك على الأرض وصار يرتجف من شدّة البرد بسبب ثرثرته الزائدة.
