نجد في الصفوف المدرسية الكثير من الأطفال ذات الأطوار الغريبة، ولكن لكل منهم حكاية، سنحكي اليوم عن رشيد الصامت صاحب الابتسامة الدائمة، كان الطلاب والمعلّمين في تساؤل دائم عن سبب صمته، ولكنّه عندما تحدّث نطق بما لم يتوقّعه أحد.
قصة الطالب الصامت
في إحدى المدارس كان هناك طالب في الصف الرابع واسمه رشيد، كان دائماً ما يجلس في الصف الأول من المقاعد الدراسية، وكان يستمع لشرح المعلّم في صمت وابتسامة، كان زملائه من حوله يشعرون بأنّ رشيد يستمتع بشرح المعلّم، ولكن حقيقة الأمر أن رشيد لا يفهم أي شيء، فهو لم يكن يجيب على أي سؤال.
كان من ينظر لرشيد يبتسم له فقط ولا يتكلّم بأيّ كلمة، وبعد ذلك يشيح بوجهه وكأنّه يريد الاختباء، لا أحد يفهم تصرّفاته أبداً، فقد كان يأتي إلى المدرسة مبكّراً كل يوم، ويجلس في الصف الأول، ثم يقوم بإخراج أقلامه ودفاتره، كان رشيد لا يفعل أي شيء ولا يكتب بأقلامه، وعندما يبدأ المعلّم بالشرح يستمع بابتسامة، وكأنّه يفهم تماماً ما يقوله، ولكن عندما يسأله المعلّم سؤالاً كان يبتسم فقط ولا يتكلّم.
كان جميع المعلّمين في المدرسة يتحدّثون بشأن رشيد الصامت، ولماذا لا يتكلّم أبداً، وفي يوم من الأيّام كان معلم اللغة الإنجليزية يعطي حصّته للطلّاب، وكان الطقس حار جدّاً، كان جميع من الصف بما فيهم المعلّم يشعر بالحر ويكاد لا يوجد أي نسمة هواء إلّا من خلال النافذة.
بينما كان المعلّم يشرح في الحصّة وقام بطرح سؤالاً على الطلّاب، فجأةً قام رشيد برفع يده، تفاجأ جميع الطلّاب في الصف بأن رشيد رفع يده ويريد الإجابة، وحتّى المعلّم كان يقول في نفسه: يا إلهي لقد رفع رشيد يده أخيراً، إنّه إنجاز عظيم أن أجعله يتكلّم، وأنّه قد فهم ما كنت أشرحه للطلّاب.
وبينما هو كذلك سمح لرشيد أن يتكلّم، قال رشيد للمعلّم بصوت خافت مع ابتسامته المعهودة: أنا أريد شرب الماء، شعر المعلّم بخيبة أمل كبيرة، وصاح برشيد قائلاً: وهل هذا هو وقت شرب الماء؟! جلس رشيد وعاد لصمته، ولكن الغريب في الأمر أنّه لم يعد يرى أي أحد ابتسامته، ولا زال أمر صمت رشيد مجهولاً ولا أحد يعلمه، ولكن الطلّاب شعروا بالسعادة لأنّهم قد سمعوا صوته أخيراً.