خلق الله لكل شخص ميزة ولكن هذا لا يعني أن نتفاخر ونتباهى بما نملك أمام الآخرين؛ فالغرور صفة منبوذة من قبل الجميع، كانت تلك صفة الطاووس ذو اللون الأبيض المميّز؛ حيث كان مغروراً بسبب لفته لأنظار الجميع، ولكن بسبب غروره هذا لقّنته الملكة درساً لن ينساه، وبسبب تهديد وجهّته له، توقّف هذا الطاووس عن التعالي والغرور.
قصة الطاووس الأبيض
في إحدى القرى يعيش الطاووس الأبيض النادر من نوعه وليس فقط في تلك القرية، بل يكن يشبهه أحد من الطواويس في العالم كلّه، كل من يراه يعجب به ويشيد بجماله وروعته، كان هذا الطاووس يذهب كل يوم إلى البحيرة فقط كي يتفاخر بنفسه أمام الحيوانات الأخرى الموجودة هناك، ومن أجل أن يرى انعكاس صورته في الماء أيضاً.
كان في المدينة المجاورة للقرية ملكة سمينة بعض الشيء، كانت تشعر بغيرة من هذا الطاووس الأبيض؛ إذ أن صيته قد وصل في كل مكان، وجميع الأنظار لا تتلفت إلّا إليه، كانت تقول في نفسها: كيف يلتفتون لطاووس كهذا، وأنا الملكة لا ينتبهون لي ولوجودي، بل على العكس تماماً؛ فقد كان كل من يرى الملكة يكتم ضحكاته في أنفاسه خوفاً من أن تسمعها؛ وذلك بسبب بدانتها المفرطة.
قرّرت تلك الملكة أن تنتقم من هذا الطاووس الأبيض، وتحاول جاهدةً أن تقضي على غروره وتعاليه على الجميع، عندما جاء فصل الصيف قرّرت الملكة أن تقوم بعمل احتفال كبير، وطلبت من الخدم أن يقوموا بقص ذيل هذا الطاووس كي تستخدمه كمروحة لها، عندما سمع الخدم بطلبها تفاجئوا كثيراً، وعندما سمع الطاووس بذلك شعر بالحزن الكبير، وكيف سيفقد أهم معالم جماله، صار كلّ ما مشى حاول أن يخفي هذا الريش، وكان دائماً يخفض رأسه للأسفل.
فكّر الطاووس كيف سينقذ نفسه؛ فذهب إلى الملكة وأخبرها بأنّه يريد أن يحتفظ بريشه مقابل أن يقف وراءها بالاحتفال ويقوم بهز ريشه بنفسه، فكّرت الملكة قليلاً ثم وافقت على الاقتراح الذي بدا لها عظيماً، ولكن طلبت من الطاووس أن يتدرّب جيّداً كي لا يظهر منه إلّا ريشه، وبذلك لقّنت تلك الملكة هذا الطاووس درساً عن الغرور لن ينساه، وتوقّف منذ ذلك اليوم عن التعالي والتكبّر.