قصة الطبشور والإسفنج

اقرأ في هذا المقال


خلق الله كل شيء في هذه الحياة ليقوم بمهمّة معيّنة؛ فلا يجب أن يرى أي شخص نفسه بأنّه أفضل من غيره لأي سبب كان، فلكل منّا صفاته التي تميّزه عن غيره، سنحكي في قصّة اليوم عن حوار دار بين قطعة الإسفنج والطبشور، يزعم في هذا الحوار كل منهما بأنّه أفضل من غيره، ولكن عندما تعرّض كل منهما للاستخدام، اكتشفا بأنّهما يكمّلان بعضهما البعض في عمليّة التعليم.

قصة الطبشور والإسفنج

في إحدى المرّات دخل المعلّم الصف ليعطي حصّته لطلّابه وجلس بجانب السبّورة، وبينما هو كذلك إذ سمع حواراً يدور بين الطبشور وقطعة الاسفنج، كانت قطعة الاسفنج المغلفّة تتباهى بنفسها وتتحدّث بغرور وحماس وتقول للطبشور: أنا هي قطعة الاسفنج يستخدمونني لمحو الأخطاء، فأنا لست مثلك أيّها الطبشور، انظر كيف قاموا بوضع الغلاف حول جسمي؛ هذا لأنّني مهمّة ويخافون علي، يجب أن أكون على السبورة لوحدي.

ردّ الطبشور بكل ثقة قائلاً: ولكن أنا أيضاً أقوم بكتابة الكلمات التي يتعلّمها الطلّاب كل يوم، ومن دوني لا يستطيعون فهم أي شيء، وهم يتهافتون على شرائي في الأسواق؛ وهذا لشدّة أهمّيتي وجمال ألواني، كما أنّهم يحبّون ملمسي الناعم الجميل والمريح لهم، ردّت قطعة الاسفنج عليه بسخرية وهي تضحك: ولكن الآن قاموا باستبدالك بقلم متعدّد الألوان، وهو أفضل منك؛ حيث أنّه لا يترك أي أثر على يد من يستخدمه وليس مثلك.

قالت قطعة الطبشور للإسفنج: ولكن أنتِ يتخلّصون منكِ عندما يمتلأ جسمك بغباري، ويكون مكانك في القمامة، أمّا أنا فيظلّ المعلّم يستخدمني حتى أنتهي تماماً، في ذلك الوقت أمسك المعلّم قطعة الاسفنج وبدأ بمسح اللوح يميناً وشمالاً، ومن ثم وضعها المعلّم في القمامة، بعد ذلك أمسك الطبشور لكتابة التاريخ.

ولكن المعلّم أخطأ بكتابة التاريخ واضطّر لتناول قطعة الاسفنج مرّةً أخرى لمحو الخطأ، في ذلك الحين نظرت قطعة الاسفنج للطبشور؛ فوجدته يرمقها بنظرة عتاب واضحة، وعلمت وقتها أن لكل منهم دور مهم لا يختلف عن الآخر؛ فهي تقوم بمحو الأخطاء، والطبشور يقوم بكتابة الصح بعد الخطأ مباشرةً، وكلاهما مكمّلاً للآخر.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: