نسمع الكثير عن القصص التي تتحدّث عن الحيلة وفعاليّتها في حل الكثير من المشكلات، سنحكي في قصة اليوم عن شاب كان يبحث عن عمل؛ فقرّر أن يعمل في مجال ليس من تخصّصه، وكان ينوي جمع المال، وعندما حاول أحد معارفه الاحتيال عليه، استطاع هذا الشاب بذكائه أن يلقّنه درساً قاسياً بسبب غيرته الشديدة.
قصة الطبيب المحتال
خالد شاب مجتهد يدرس في الجامعة، وعندما أكمل خالد دراسته الجامعية قرّر البحث عن عمل؛ فذهب إلى إحدى الشركات وعمل بها لمدّة سنة كاملة، ولكن بعد مرور سنة كاملة تعرّضت تلك الشركة للخسارة بسبب بعض الظروف القاسية؛ ممّا اضطرّها أن تقوم بطرد جميع الموظفين كي يتم إغلاقها.
شعر وقتها خالد بالحزن وكان يريد البحث عن عمل آخر، ولكنّه لم يجد أي عمل يناسبه أو يوفّر له المكسب الجيّد الذي يعينه، كان خالد شابّاً محتالاً فقرّر أن يقوم بعمل حيلة كي يكتسب بها المال؛ فخطرت بذهنه فكرة غريبة وهي أن يقوم بفتح عيادة خاصّة به، على الرغم من عدم دراسته للطب، ولكنّه قرّر أن يدرس علاج بعض الأمراض البسيطة والشائعة بين النّاس.
قام خالد بفتح عيادة خاصّة به وكتب عليها لوحة تقول: (علاج جميع الأمراض الشائعة مقابل أجر بسيط)، كان لخالد جار اسمه حسن، وعندما علم بهذا الأمر وهو يعلم بأنّ خالد ليس طبيباً؛ قرّر أن يذهب ويختبر صديقه هذا، وعندما جاء لعيادته قال له: أريد منك أن تعالجني فأنا لا أشعر بطعم أي شيء.
علم خالد بأن جاره يريد الاحتيال عليه وكشف أمره؛ فأحضر له بعض الماء والملح ووضع عليه بعض قطرات الخل، ثم قام بوضعها بعلبة تشبه علبة الدواء وقال لجاره: هل تعلم يا جاري بأنّ مرضك هذا يشتكي منه أغلب الناس، ولقد أعطيتك العلاج المناسب، عليك أن تتناول منه ملعقة ثلاث مرّات باليوم.
عاد حسن إلى منزله ولم يتناول من الدواء، لأنّه لم يكن يعاني من أي شيء، وبعد مدّة عاد إلى صديقه خالد وقال له: لقد تناولت الدواء ولكنّني لا زلت لا أشعر بأي طعم، فأعطاه خالد العلبة ذاتها وطلب منه أن يتناولها وقال له: ربمّا ستحتاج يا صديقي لأكثر من علبة، في ذلك الوقت علم حسن بأنّ حيلته لن تمشي على صديقه خالد. قرّر حسن أن يستسلم لهذا الأمر، ولم يعد يذهب لعيادة صديقه، وبذلك نجح خالد في تلقين جاره المتطفّل هذا درساً لن ينساه.