تعاني أغلب الأمهات من إزعاج أولادهن بكثرة، وهنالك صغائر الأمور التي يطلبها الطفل من أمّه وترفض، ولكن على الأمّهات أن يكن حذرات بهذا الشأن، فكل ما يحدث للطفل في مرحلة الطفولة يبقى عالقاً في ذهنه إلى الأبد، هذا ما حدث مع خالد الذي كان يحب المزاح، وعندما احتاج إلى أمّه في مرّة من المرّات الجادّة، رفضت أن تساعده، فظلّ هذا الموقف عالقاً في ذهنه طوال الوقت.
قصة الطفولة المؤلمة
خالد كان ولد شقي جدّاً وكان يحب اللعب والقفز والحركة كثيراً، وكان هو أصغر إخوته في المنزل، كان من أكثر ما يحبّه خالد هو عمل المقالب بوالدته؛ حيث كان دائماً يقوم بمناداتها بصوت عالي بحجة أنّه في ورطة، ولكن عندما كانت تأتي والدته يبدأ بالضحك بصوت عالي.
كانت والدته تنزعج من أفعاله تلك، وكانت توبخه دائماً وتطلب منه أن يكفّ عن المزاح المزعج، وفي يوم من الأيّام بينما كان خالد يلعب ويمرح اتّسخت ملابسه كثيراً، وعندما جاء إلى أمّه طلبت منه أن يدخل إلى حوض الاستحمام وأن يستحم.
بدأ خالد باستخدام الماء والصابون، وقد كان خالد يحب اللعب بالماء كثيراً، ولكن فجأةً بينما كان خالد يلعب بالماء والصابون، إذ دخل الصابون في عينه اليمنى، وصارت تؤلمه كثيراً، صار خالد ينادي على أمّه ويقول: يا أمّي لقد دخل الصابون في عيني، وأنا أخاف أن أفقد بصري.
عندما سمعت والدته كلامه، ظنّت أنّه يلهو ويمزح كعادته، وكانت منهمكة في انشغالها فقالت له: كف عن إزعاجي يا خالد، فأنا منشغلة ولا وقت لدي لهذا الحديث، شعر خالد في تلك اللحظة بشعور سيء وغريب، فقد شعر بأن ثقته في العالم كلّه قد انهارت.
لقد كان خالد حقّاً بحاجة والدته في تلك المرّة، ولكنّها رفضت أن تأتي وبقيت منهمكة في أعمالها، شعر خالد في تلك اللحظة أنّه قد فقد الحب والطمأنينة التي كان بحاجة إليها، وعلى الرغم من أن عين خالد لم يصبها أي شيء، إلّا أنّ هذا الموقف ظلّ عالقاً في ذهنه، وكان للأسف من ذكرياته السيئة، تعلّم خالد بعد ذلك أن يكف عن المزاح السيء والمزعج، ولكن هذا الموقف زرع في نفسه بأنّه شخص غير مهم.