علينا تعليم أطفالنا أن حبل الكذب قصير جدّاً، وأنّ الذكاء لا علاقة له بالكذب، هذا ما كان يظنّه الطلبة الأربعة، الذين كانوا يظنّون بأنّ حجّتهم الكاذبة قد تكون منجاة لهم، ولكن تم كشف أمرهم، ممّا سبّب لهم الإحراج الشديد.
قصة الطلبة الأذكياء
في إحدى المدارس كان هنالك أربعة طلاب أصدقاء، وكان هؤلاء الطلبة يتصفون بالذكاء الشديد وحبّهم للاجتهاد والدراسة، وفي يوم من الأيام تم دعوة هؤلاء الأصدقاء إلى حفل زفاف مهم، وصادف يوم حفل الزفاف هذا موعد امتحانهم في المدرسة، ولكن كان على هؤلاء الطلبة الذهاب إلى الحفل.
عندما ذهب الأصدقاء الأربعة لهذا الحفل عادوا بوقت متأخّر، ولم يمكّنهم هذا الأمر من الدراسة على الامتحان؛ لذلك فكّروا ماذا يمكنهم أن يفعلوا حتّى يقدّموا للمعلّم مبرّر لعدم دراستهم على الامتحان، فكّر أحدهم واقترح وقال لأصدقائه: سنقوم بتوسيخ أنفسنا بالزيت والفحم الأسود، وفي اليوم التالي سنخبر معلّمنا أنّ سبب تأخيرنا هو انفجار إطار السيارة ومحاولتنا لإصلاحه لوقت طويل.
وعندما ذهبوا لمعلّمهم في اليوم التالي وأخبروه بذلك، شكّ المعلّم بتلك الحجّة التي منعتهم من الدراسة على الامتحان؛ ولكنّه أخبرهم بأنّه سيعطيهم فرصة إعادة هذا الامتحان بعد ثلاثة أيّام، فرح الطلبة بهذه المهلة، وظنّوا أنّها ستكفيهم للدراسة على الامتحان بشكل جيّد وكافي.
اجتهد الطلبة الأذكياء بالدراسة، وعندما حان موعد الامتحان وذهبوا للمدرسة، أخبرهم المعلّم أنّه يجب عليهم أن يجلسوا بشكل منفصل عن بعضهم البعض، وافق الطلبة ولم يكن أي منهم يشعر بأيّ تردّد أو خوف؛ وهذا لأنّهم كانوا قد اجتهدوا بدراستهم بشكل جيّد جدّاً.
بدأ الطلبة بقراءة أسئلة الامتحان، ولكنّهم تفاجئوا أن الامتحان كان عبارة عن سؤالين فقط، وكانت درجة الامتحان من مئة وخمسين علامة لكل سؤال، كان السؤال الأول هو ما اسمك؟ أمّا السؤال الثاني وهو الذي كان صدمة للطلبة الأربعة، وهو ما هو نوع الإطار الذي انفجر عند العودة من حفل الزفاف.
في ذلك الوقت شعر الطلبة بالحرج الشديد من معلّمهم، وعلموا بأنّه كان قد اكتشف كذبهم وبأنّ حبل الكذب قصير، وطلبوا منه أن يسامحهم، فقال لهم: سوف أسامحك لأنّكم من الطلبة الأذكياء، ولكن عليكم أن تعلموا أن حبل الكذب قصير، وليس علينا استخدام ذكائنا لأغراض سيئة.