الشخص الذي يتصّف بالطمع يظنّ بأنّ حرصه سيجلب له الكثير، ولكن تكون دائماً نهايته الندم والخسارة، هذا ما حدث مع العجوز الطماعة، التي كانت تحتفظ بالطعام والشراب وترفض زيارة أي أحد لها؛ خوفاً من نقصان الطعام لديها، حتى قام بزيارتها رجل عجوز ولقّنها درساً لن تنساه.
قصة العجوز الطماعة
كان هنالك امرأة عجوز تعيش في المنزل لوحدها، تتصّف تلك العجوز بالبخل والطمع، حتّى أنّها كانت عندما تسمع صوت طرق باب منزلها ترفض أن تفتح الباب لأحد، وذلك خوفاً من استقبال الضيوف في منزلها أو تقديم لهم أي شيء من الطعام أو الشراب، فكانت دائماً تغلق الباب بوجه أي شخص يفكّر في زيارتها.
وفي يوم من الأيام سمعت العجوز صوت طرق الباب، ذهبت لترى من ثقب الباب من الطارق فلم تجد أحد، فتحت الباب وسمعت صوت رجل عجوز ينادي عليها ويقول: السلام عليكم أيّها العجوز، نظرت له العجوز باستغراب وقالت له: وعليك السلام أيّها العجوز، أخبرني ماذا تفعل هنا؟ قال لها العجوز بترّدد: أنا قد ضللت سبيلي وأبحث عن أي شيء لآكله، هل أجد لديكِ أي شيء.
ذهبت العجوز وهي غاضبة وأعطته كسرة خبز وقالت له: أنا لا أملك إلّا هذه القطعة، قال العجوز في نفسه: يبدو أن هذه العجوز شحيحة جداً ويجب علي أن ألقّنها درساً لن تنساه، كانت كسرة الخبز جافّة وقديمة، قال لها العجوز: شكراً لكِ يا سيدتي، لقد كنت أنوي أن أعلّمك طريقة شوربة الحجار فهي لذيذة جدّاً.
عندما سمعت العجوز بذلك قالت له: أرجوك أخبرني ما هي شوربة الحجارة؟ قال لها: إذاً أحضري لي اللحم والزبدة والخبز الطازج، أسرعت العجوز الطماعة لتحضر ما طلبه العجوز، وكانت متحمّسة لمعرفة عمل شوربة الحجارة لطمعها، بدأ العجوز بطهو اللحم وكان يتظاهر بوضع الحجارة بها.
عندما انتهى العجوز من صنع الشوربة أكل منها قليلاً، ثم حمل قطعة حصى صغيرة بيده وأعطاها للعجوز وطلب منها أن تتذوّقها، عندما أكلت العجوز الحصة كسر سنّها، وذهب العجوز بعد أن لقّن هذه العجوز الطمّاعة درساً لن تنساه.