قصة مغامرة العجوز

اقرأ في هذا المقال


يشعر الإنسان بالسعادة الحقيقية عندما يقنع بما يملك، هذا ما حدث في مغامرة العجوز، حيث راهن رجل على أنّ زوجته سوف تسعد بأي شيء سوف يحضره لها زوجها، وعندما عادا إلى المنزل وجد الرجل أن العجوز تفرح بزوجها وتقول له: أنت دائماً محق، في ذلك الوقت تعلّم الرجل منهما درس عن القناعة.

قصة مغامرة العجوز

كان هنالك رجل عجوز يسكن مع زوجته العجوز في منزل صغير في إحدى القرى، كان هذا المنزل بسيط جدّاً ولا يوجد به سوى القليل من النباتات ذات الأنواع والروائح المختلفة، وكان مصدر قوت هذان الزوجين هو مجرد حصان؛ حيث كان يأتي لهم بعض الأشخاص أحياناً ويطلبون استئجار هذا الحصان لنقل البضائع أو غيره، ويقومون إعطاء الأجرة للعجوزين وهي عبارة عن بعض الطعام أو الملابس فقط.

في يوم من الأيام جاءت الزوجة العجوز وقالت لزوجها: إنّ سقف المنزل مثقوب، وهذا يتسبّب بسقوط بعض الأشياء، قال لها زوجها: لا تقلقي يا زوجتي؛ فهذا الثقب مفيد لأنّه يسمح للهواء وضوء الشمس بالدخول، وبذلك منزلنا يتخلّص من الرطوبة والصدأ، قالت له الزوجة: نعم يا زوجي أنت محق، ولكن ما الحل عندما يأتي فصل الشتاء؟ قال لها العجوز: سوف نقوم بتجميع المال من أجل تصليحه، قالت له زوجته: إذاً ليس هنالك أي طريقة لفعل ذلك سوى بيع الحصان، قال لها العجوز: من الممكن أن ينجح الأمر ومن الممكن أن لا ينجح، فردّت عليه الزوجة: بالتأكيد سوف ينجح لأن زوجي العجوز دائماً يكون على حق.

أخذ العجوز الحصان ليبيعه في السوق، وبينما هو في طريقه إذ مرّ ببائع الحليب، سلّم عليه وقال: لدى بقرتك حليب كثير اليوم، ولكن يبدو عليك أنّك لست سعيداً، قال له البائع: نعم أنا أتمنّى الحصول على حصان مثل حصانك، ردّ عليه العجوز: إذاً لماذا لا نقوم بتبادل الأشياء، أنت تأخذ حصاني وأنا آخذ البقرة، وافق البائع على ذلك وتبادلا الأشياء.

أخذ العجوز الحليب وذهب إلى المعرض، وقف في الطابور فوجد رجل يبدو عليه الحزن؛ قال له: ما بك تبدو حزيناً؟ قال له الرجل: لقد طلبت مني زوجتي استبدال البقرة بالخروف، وعندما أحضرت لها الخروف لم يعجبها وطلبت منّي أن أستبدله، والآن تذكّرت البقرة، قال له العجوز: ما رأيك أن تأخذ البقرة وآخذ أنا الخروف؟ وافق الرجل على ذلك وفرح به كثيراً.

كان العجوز سعيد بهذه الصفقة، وبينما هو يسير في طريقه إذ قابل امرأةً تجلس حزينة؛ فسألها العجوز: ما بكِ أيّتها المرأة لماذا أنتِ حزينة؟ قالت له المرأة: كنت أريد شراء كمية من التفاح، وعندما قامت الإوزة بوضع ثلاث بيضات وأعطيتها للبائع لم يقبل بها ثمناً للتفاح، قال لها العجوز: ما رأيكِ أن تأخذي هذا الخروف وتعطيني تلك الإوّزة، استغربت المرأة من كلامه وقالت له: هل تسخر بي أيّها العجوز؟ قال لها العجوز: كلّا أنا أصدق في قولي؛ فزوجتي تحبّ الإوز كثيراً، وافقت المرأة وتمّت بينهما المبادلة.

حلّ المساء بعد كل تلك الصفقات، وقرّر العجوز العودة لمنزله أخيراً، وبينما هو في طريقه إذ قابل رجل يصيح على دجاجته ويقوم بتوبيخها، تفاجأ العجوز واقترب من الرجل وقال له: ما بك أيّها الرجل، هل تظنّ أن تلك الدجاجة سوف تفهم ما تقول! ردّ عليه الرجل: كلّا ولكن تلك الدجاجة تحزنني، قال له العجوز: هل تقبل أن تعطيني الدجاجة بدلاً عن الإوزة هذه؟ وافق الرجل وأعطى العجوز دجاجته.

سار العجوز ووجد طفل بيد كيس، سأله عنه العجوز فردّ الطفل: إنّه كيس من التفّاح الفاسد أريد التخلّص منه، قال له العجوز: هل أعطيك الدجاجة وتعطيني كيس التفاح، وافق الطفل وقال العجوز في نفسه: ستفرح زوجتي بكيس التفاح الفاسد هذا، رآه رجل آخر وقال له: لماذا تفرح بكيس التفاح الفاسد هذا؟ قال له العجوز: ستسعد به زوجتي، ضحك الرجل من كلام العجوز وقال له: هل أنت جادّ؟ قال له العجوز: سأراهنك إن قبلت على مئة درهم ذهبي، إن فرحت زوجتي بهذا الكيس وقبّلت رأسي وقالت: أنت دائماً على حق، فتعطيني المائة درهم ذهبي، وتأخذ أنت التفاح الفاسد، وافق الرجل على الرهان.

عندما عاد العجوز والرجل إلى المنزل، بدأ العجوز يحكي لزوجته كل ما حدث معه، وكانت في كل مرّة تفرح بما يفعل وتقول له: أنت دائماً على حق، وعندما حان موعد قصة التفاح الفاسد، ظنّ الرجل أن العجوز ستغضب، ولكنّه تفاجأ أنّها فرحت به وقالت لزوجها: لقد تذكّرت شجرة التفّاح التي كانت عندنا، وقامت وقبّلت رأسه وقالت له جملتها الشهيرة، في ذلك الوقت خسر الرجل الرهان، وأعطى للعجوزين مائة درهم ذهبي، وقال الرجل للعجوز: لقد تعلّمت منكما كيف أكون سعيد بما أملك.


شارك المقالة: