من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتّع بها الإنسان والحيوان هي الحرية، سنحكي في قصة اليوم عن عصفور سجين لمدّة طويلة، استطاع هذا العصفور أن ينال حريّته بسبب عصفور طليق قام بمساعدته، ومع الإصرار والعون استطاع أن يحقّق له أمنيته.
قصة العصفور السجين
في إحدى المنازل يجلس العصفور أسيراً للقفص؛ حيث كان صاحب هذا المنزل قد اشترى هذا العصفور ووضعه في القفص كي يلعب به أولاده، وبينما كان العصفور يجلس في القفص بحزن كعادته إذ مرّ به عصفور آخر ولكنّه طليق ويطير في السماء كما يشاء، سأله العصفور: ما بك أيّها العصفور تبدو حزيناً؟ قال له العصفور السجين: كما ترى فأنا أجلس هنا منذ زمن طويل، لقد أفقدني صاحب هذا المنزل حريتي.
شعر العصفور الطليق بالحزن لأجل صديقه العصفور السجين هذا وقال له: أنا لا أملك ما أساعدك به الآن، ولكنّني أعدك بأن أجد لك الحل يوم غد، جلس العصفور السجين حزيناً ولا يمتلك الأمل بأن هذا العصفور سيعود ويساعده؛ فهو يجلس في هذا القفص منذ مدّة ولم يستطع أي أحد أن يساعده.
ظلّ العصفور السجين في قفصه هكذا لمدّة أربع أيام، وفي اليوم الخامس عاد العصفور الطليق إليه، وعندما رآه العصفور السجين فرح به كثيراً وكان يتأمّل بأنّه سوف يساعده في الهروب من القفص، اقترب العصفور الطليق من القفص وسلّم على العصفور السجين وقال له: لقد أحضرت معي شيئاً سوف يساعدني في فتح القفص.
قال له العصفور السجين: وما هو؟ قال له: لقد ذهبت إلى أحد الأساطيح وجلبت لك سلك صغير، وسأحاول أن أفتح به القفص بمساعدتك، بدأ العصفور بمحاولة فتح القفص وكان العصفور السجين يساعده في وضع السلك قفل باب القفص، استمرّ هذا الأمر لعدّة ساعات، ولكنّه نجح في نهاية الأمر.
خرج العصفور السجين من القفص وطار مع صديقه العصفور، وكان يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل أبداً، شكر صديقه العصفور على مساعدته وعلى إصراره على فتح باب القفص رغم صعوبة الأمر، وقال له صديقه: لا شيء يساوي الحرية للعصفور، فهو خلق حتى يكون حرّاً.