قصة الكلب والعظمة

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا الابتعاد عن صفة نكران الجميل؛ ويجب علينا أن نقدّر الآخرين ونقدّر أي معروف يصنعونه معنا حتّى نجد دائماً من يساعدنا، سنحكي في قصة اليوم عن ثعلب طلب مساعدة من طائر مقابل هدية، وعندما تعاطف معه الطائر وساعده نكر الثعلب جميله وسخر منه، ممّا جعل هذا الطائر نادماً على المعروف الذي صنعه مع الثعلب ناكر الجميل.

قصة الكلب والعظمة

في إحدى الغابات وبجانب بركة الماء يسكن ثعلب كسول، كانت جميع حيوانات الغابة تأتي إلى بركة الماء كي تشرب منها، وفي يوم من الأيام بينما كان هذا الثعلب جائعاً ويبحث عن طعام، مشى بجانب البركة فلاحظ بداخلها شيء غريب، عندما اقترب وجد بداخلها جثة لثور ميت.

فرح الثعلب كثيراً وأسرع وقفز بداخل البركة كي يأكل تلك الجثة قبل وصول أي حيوان آخر ويشاركه في الأكل، ولشدّة سرعته في الأكل كان الثعلب قد ابتلع بفمه عظمه دون أن يمضغها؛ فعلقت في حلقه وصار يسعل محاولاً إخراجها ولكن دون جدوى، صار الثعلب يصرخ من شدّة الألم ويحاول أن يمضغ تلك العظمة العالقة في حلقه.

في ذلك الوقت فكّر الثعلب ماذا سيفعل إن لم يبتلع تلك العظمة فسوف يموت، أسرع متجهّاً إلى الطائر الذي يسكن على ضفة البركة وطلب منه أن يخرج العظمة من جوفه بواسطة منقاره لطويل، وقال له: إن أخرجتها سأعطيك هدية قيّمة.

شعر الطائر بالتعاطف لحال ذلك الثعلب، وطلب منه أن يفتح فمه على الفور حتّى يخرج تلك العظمة، وعندما فتح الثعلب فمه استطاع هذا الطائر إخراج العظمة بكل سهولة، فرح الثعلب وشعر براحة كبيرة وشكر الطائر ومضى، ولكن الطائر سأله عن الهدية التي وعده بها.

ضحك الثعلب وصار يتظاهر بأنه لا يفهم شيئاً من كلام الطائر وقال له: أنا لم أعدك بشيء، قال له الطائر: كلّا بل وعدتني بهدية بعد أن أخرج العظمة من حلقك وأنا أخرجتها لك الآن، رد عليه الثعلب بسخرية وقال: أولا تظن أن أتركك سليماً دون أن آكلك هو أكبر هدية لك، لقد كان بإمكاني أن أسحق رأسك وهو بداخل فمي. شعر الطائر بالحزن والندم الشديدين، وقرّر منذ ذلك الوقت أن لا يساعد أي شخص ينكر الجميل والمعروف.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: