يجب على كل شخص أن يكون راضياً وسعيداً بشكله، ولا يحاول تقليد الآخرين، وإلّا سيندم، هذا ما حدث مع الغراب الذي كان يحلم أن يصبح لونه مثل لون البطة، وكانت نهايته الموت وسط الماء.
قصة الغراب الجحود
قرب إحدى البحيرات الصغيرة كان هنالك بطة ذو لون أبيض جميل تسبح في البحيرة، كان منظر ريش تلك البطة الأبيض ملفتاً للغاية وهو يسطع مع أشعّة الشمس اللامعة، كان يأتي إلى تلك البحيرة غراب وينظر لتلك البطة ويعجب بلونها، كان يطير كل يوم ليأتي فقط وينظر لتلك البطة البيضاء الجميلة وكان يقول في نفسه: ليت ريشي كان لونه أبيض مثل تلك البطة الجميلة بدلاُ من هذا السواد الذي يغطّيه.
من شدّة إعجاب الغراب بتلك البطة البيضاء قرّر أن يقوم بمراقبتها؛ لعلّه يتعرّف إلى سر بياض ريشها الدائم، فصار يذهب إلى البحيرة كل يوم ويقضي يومه كاملاً في مراقبتها، وفي يوم من الأيّام قال الغراب في نفسه: لقد علمت سرّ تلك البطة؛ فهي تبقى في الماء طوال اليوم ولا تخرج، لا بدّ أن أفعل مثلها وربمّا سيتحوّل لوني إلى اللون الأبيض.
قفز الغراب مباشرةً إلى الماء وظلّ كذلك طوال اليوم يسبح ويدور، وعندما غابت الشمس خرج الغراب ليرى إن كان لونه قد تحوّل إلى اللون الأبيض، ولكنّه تفاجأ أن لونه ما زال أسود حالك مثل لون الظلام في الليل، هذا لم يجعل الغراب يشعر باليأس أبداً بل قال في نفسه: أنا بقيت في الماء لمدّة يوم واحد والبطة تسبح في الماء منذ أيّام، لا بد أن أمكث بالماء لعدّة أيام وأرى ماذا سيحدث.
عزم الغراب على أن يمكث بالماء لعدّة أيّام إلى أن يصبح لونه أبيض تماماً مثل البطة، بعد مرور عدّة أيام بدأ الغراب يشعر بالجوع، ولكن لا يوجد من حوله طعام إلّا الأسماك، هو لا يأكل الأسماك بل طعامه على الأشجار، تحمّل الغراب الجوع الشديد في سبيل أن يغيّر لونه.
بعد عدّة أيام أخرى ازداد جوع الغراب ولاحظ أنّ لونه لا زال أسود؛ فقرّر أن يخرج من الماء ليبحث عن الطعام، ولكن عندما أراد الطيران وجد نفسه عاجزاً عن ذلك؛ وذلك لأنّ ريشه كان قد ابتلّ من الماء تماماً، ندم الغراب على محاولته لتقليد غيره، وظل كذلك حتّى مات بالماء.