يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أهمية طاعة الوالدين، وأنّ عواقب عدم الاستجابة لهم ستكون وخيمة، هذا ما حدث مع غصن الشجرة الذي كان مصرّاً على الصعود للأعلى رغم تحذير أمّه الشجرة له، وعندما عصى أمرها وصعد للأعلى سبّب لنفسه الضرر وندم على ذلك.
قصة الغصن العنيد
في إحدى الغابات عاد فصل الربيع ليرسم المشهد الجميل الذي يرسمه دائماً، وهو مشهد تفتّح الزهور واكتسائها بالألوان الجميلة، نمت الأشجار وكبرت الأغصان وحملت الأوراق الخضراء الجميلة، ونسمات الهواء العليلة تداعب الأغصان، وتمرّ على أوراق الأغصان وتلعب معها بسعادة وسرور.
كانت الأغصان سعيدة على تلك الشجرة بسعادة، وكانت الشجرة الأم سعيدة وهي تنظر لأغصانها وهم يكبرون ويلعبون، ولكن كانت جميع الأغصان سعيدة ما عدا الغصن الصغير؛ فجاء إلى أمّه بيوم من الأيام يشتكي لها حزيناً ويقول: يا أمي أنتِ تحبّين كل إخوتي الأغصان إلّا أنا.
اندهشت الشجرة الأم من كلام ابنها الغصن الصغير وقالت له: أنت مخطئ يا بني فأنا أحب الأغصان جميعها، أنا أكن لكم المحبّة جميعاً، ولكن الغصن الصغير لم يكن مقتنعاً بكلام أمّه وكان يظن أن الجميع لا يحبّونه؛ فحتّى الحيوانات تصطدم به أثناء مشيها والبعض الآخر يأكل من أوراقها أيضاً.
كان هذا الغصن الصغير يشعر بحزن شديد لحاله، ومن أكثر ما كان يحزنه كذلك هو تواجده دائماً في أسفل الشجرة؛ بحيث جميع الأغصان بالأعلى تتمتّع بأشعة الشمس الدافئة وضوئها اللامع ما عدا هو، ولكن أمّه كانت تخبره دائماً بأن يصبر لحين أن يكبر، فحتماً سيأتي يوماً ويكبر مثل باقي إخوته.
كان ذلك الغصن لا يستمع لما تقوله له أمّه ولا يدرك معنى كلامها، وكان يقول لأمّه: أنا سأحاول الصعود لأعلى الشجرة كباقي إخوتي، ولكن أمّه كانت تحذرّه من ذلك؛ لأنّه لن يقوى على تحمّل أشعة الشمس فهو لا زال صغيراً، بالإضافة إلى البرودة في وقت المساء، لكن الغصن الصغير كان مصرّاً على رأيه.
انتظر الغصن الصغير حلول المساء حتى تنام الشجرة وإخوته الأغصان، وعندما نام الجميع سرعان ما صعد للأعلى، ولكن مع مرور الوقت اشتدّ البرد ولم يعد الغصن الصغير يحتمل البرد وصار يرتجف من شدّة البرد، بالإضافة إلى اشتداد هبوب الرياح التي أدّت لكسر ذلك الغصن؛ وظل عالقاً في الأعلى وهو بحالة إغماء.
ظل الغصن الصغير يصيح حتّى سمعته أمّه واستفاقت على صوته، وعندما وجدته بتلك الحال غضبت منه لأنّها حذّرته كثيراً من عدم الصعود للأعلى، ولكنّه لم يسمع كلامها، ندم الغصن الصغير على فعلته وتمنّى لو ظلّ بالأسفل؛ فهو قد أصبح مصاباً.