قصة الغفير والأولاد

اقرأ في هذا المقال


الأطفال هم أحباب الله وزينة الحياة الدنيا، سنحكي في قصة اليوم عن غفير كان دائماً يقوم بمطاردة الأطفال ويمنعهم من اللعب، ولكن أخبره مسحراتي الحي أن الأطفال يطردون العفاريت؛ ومنذ ذلك اليوم صار الغفير يشعر بالخوف من كلام المسحراتي وصار يسمح للأطفال باللعب والمرح كما يشاؤون.

قصة الغفير و الأولاد

في إحدى ليالي رمضان الهادئة والرائعة في أجواء الصيف، كان الأطفال يلعبون ويمرحون فرحين ومتهلّلين من سعادتهم، ويحملون الفوانيس بأيديهم بانتظار المسحرّاتي العم فرحان، بينما هم كذلك إذ جاء الغفير لذلك الحي، وكان يلبس طربوشاً لونه أحمر، ولديه الشوارب الكثيفة، وعندما رأى الأطفال صاح بهم: ماذا تفعلون هنا؟ هيا عودوا إلى منازلكم، ولكن الأطفال لم يهتمّوا لأمره وأكملوا اللعب وقال أحدهم: نحن ننتظر العم فرحان، ولكن الغفير ظل يصرخ عليهم ويطلب منهم العودة، وقام بتهديدهم إن لم يعودوا فسوف يقوم باحتجازهم.

ذهب الأطفال ولكنّهم لم يعودوا إلى المنزل، بل ذهبوا للعب بجانب محل الحلويات، لحقهم الغفير وصاح بهم مرّةً أخرى؛ فقال له بائع الحلويات: أرجوك أيّها الغفير اترك هؤلاء الأطفال يلعبون؛ فهم زينة الحياة، ولكن الغفير غضب منه وقال له: إن لم تصمت فسوف أحتجزك وأعاقبك معهم.

اضطرّ الأطفال بنهاية الأمر العودة لمنازلهم، وعندما جاء المسحرّاتي وقت الغروب، وكان يحمل الطبل بيديه ويغنّي بكلماته الجميلة، تفاجأ بعدم وجود الأطفال الذي كان قد اعتاد رؤيتهم في الحي كل سنة، وعندما رآه الغفير قال: من هنا؟ قال له المسحراتي: أنا المسحراتي العم فرحان، ولكن أين الأطفال؟ قال له الغفير: لقد طردتّهم من هنا، حزن المسحراتي وقال للغفير: لماذا فعلت ذلك؟ فقد كانوا يؤنسونني وهم الملائكة التي تطرد العفاريت.

شعر الغفير بالخوف من قوله وصار يقول: اللهم احفظنا يا رب بحفظك، وفي الليلة التالية كان الغفير يسير في الحي؛ فسمع أصوات غريبة، وكان صوت البومة وصار يتعوّذ من الشيطان، بعد ذلك رأى فأراً صغيراً بين الحشائش، ثم رأى خيال إحدى العربات، شعر الغفير بالخوف وتذكّر كلام المسحراتي، وصار يذكر اسم الله.

وبينما كان الغفير كذلك إذ سقط مغمىً عليه من شدّة الخوف، وعندما جاء المسحراتي وساعده واستفاق على صوته، سأله: ما بك هل رأيت العفاريت؟ غضب الغفير وقال له: كلا لم أرى شيئاً، ضحك المسحراتي وقال للغفير: ألم أقل لك إن الأطفال هم أحباب الله دعهم يلعبون ويمرحون، ومنذ ذلك اليوم توقّف الغفير عن مضايقة الأطفال وإزعاجهم، وتركهم يلعبون بحرية.


شارك المقالة: