هنالك حقيقة تقول بأن الشخص لا يدرك قيمة الشيء إلّا عندما يفقده، سنحكي في قصة اليوم عن رجل ثري كان يحاول إقناع ابنه الوحيد بأنّ حياته أفضل من حياة الفقراء، ولكنّه عندما ذهب ورأى حياة الفقراء، اكتشف الابن أن حياتهم أفضل من الحياة التي يعيشها هو ووالده، وأنّهم يمتلكون أشياء أكثر بكثير ممّا يمتلكها هو؛ فاقتنع بأن الفقراء هم من يعيشون الغنى الحقيقي.
قصة الغنى والفقر
في إحدى القرى يسكن رجل ثري جدّاً ويمتلك منزلاً كبيراً، كان هذا الرجل يحب أن يتفاخر بثروته وبما يملك من مال دائماً؛ فتجده عندما يجلس مع أي أحد يبدأ يتحدّث عن نفسه وعن ثروته وماله، وكان لهذا الرجل واحد من الأولاد، يعيش هذا الابن خارج البلاد من أجل الدراسة، وكان على العكس من والده لا يحب التباهي أمام الآخرين.
لكن الرجل الثري كان دائماً يحاول إقناع ابنه أن يكون متباهياً بغناه وثروته، بينما هو لا يأبه بذلك؛ وعندما عاد الابن من سفره قرّر الرجل الثري أن يأخذ ابنه في جولة على مساكن الفقراء؛ كي يجعله يرى فقرهم ومعاناتهم ويشعر بقيمة الغنى الذي يعيشه هو، وعندما أخذ الرجل الثري ابنه في تلك الجولة، جعله يتعرّف إلى مساكن الفقراء وبيّن له ظروف حياتهم.
وعندما عاد الأب من جولته مع ابنه لاحظ بأنّ ابنه قد تغيّرت ملامحه، ظنّ الرجل الثري أن ابنه قد فهم معنى الغنى وقيمة الحياة المرفهّة التي يعيشها، ولكنّه تفاجأ عندما سمع إجابة ابنه عندما سأله عن رأيه أنّه قال: أنا يا أبي أرى بأنّ هؤلاء الناس يمتلكون أشياء أكثر منا، تفاجأ الأب بتلك الإجابة وقال له: وكيف ذلك؟ قال الابن: نحن لدينا كلب واحد وهم لديهم الكثير من الكلاب، نحن لدينا أرض صغيرة، وهم يمتلكون أراضي واسعة حول منازلهم.
أكمل الابن كلامه قائلاً: نحن نحتاج من يحمينا، ولكن هم يعتبرون بأنّهم حماية لبعضهم البعض، نحن نقوم بشراء طعامنا، ولكنّهم يصنعونه بأنفسهم، لقد علمت الآن يا أبي من هو الغني ومن هو الفقير، لقد علّمتني حقّاً ما هو الغنى الحقيقي.
