الخوف هو شعور طبيعي ولكنّه من الممكن أن يتحوّل إلى مرض إذا كان هذا الخوف مبالغاً فيه، هذا ما حدث مع الفأر الذي كان يخاف كثيراً ويتصف بالجبن، وعندما حاول الفأر أن يحل مشكلته وطلب من أحد العرّافين بتحويلة إلى حيوان ذو حجم أكبر ظلّ خائفاً، أدرك وقتها أن الخوف ينبع من الداخل وليس بسبب حجمه أو شكله.
قصة الفأر الجبان
في إحدى الأماكن يسكن الفأر الذي يخاف من كل شيء، كان هذا الفأر يفرّ بمجرّد سماعه لأي صوت، ومن أكثر الأشياء التي يخاف منها هذا الفأر هو صوت القطط، كان لا ينام ولا يستمتع بطعامه حتّى بسبب هذا الخوف، وفي يوم من الأيام كان الفأر جائع جداً؛ فذهب وبدأ بجمع الطعام مثل الأرز وبعض لأشياء الأخرى، لكنّه لم يأكل جيّداً وهو يتخيّل بأن قطة ستأتي من مكان ما.
لم يكن الفأر ماذا سيفعل ليحلّ هذه المشكلة، وفي يوم من الأيام سمع الفأر بقدوم عرّاف إلى القرية التي يسكن بها، وهو يقوم بحل الكثير من المشكلات، وقرّر الفأر أن يذهب لهذا العرّاف ويخبره عن خوفه الدائم، وطلب منه أن يقوم بتحويله إلى قطّة سمينة؛ حتّى يستطيع أن يأكل ويرتاح دون أي شعور بالخوف.
وبالفعل قام العرّاف بتحويل الفأر إلى قطة سمينة، وصار يأكل ويشرب ويتجوّل في كل مكان دون أي خوف، ولكنّه في يوم من الأيام قابل أحد الكلاب، وعندما سمع صوت عوائه شعر بالخوف وهرب منه، عاد الفأر إلى العرّاف وطلب منه أن يقوم بتحويله إلى كلب، كي لا يخاف من الكلاب.
حوّله العرّاف إلى كلب وذهب ليتجوّل بالغابة؛ فرأى نمر ضخم وشعر بالخوف منه، ذهب الفأر إلى العرّاف وطلب منه أن يقوم بتحويله إلى نمر كي لا يشعر بأي خوف أثناء تجواله في الغابة، وبينما كان النمر يتجوّل في الغابة إذ سمع صوت إطلاق الرصاص، فرّ هارباً من مكانه وعاد إلى العرّاف وقال له: أنا الآن أخاف من البشر وأريد منك أن تعيدني إلى أصلي.
قال له العرّاف: هذا درس جيّد لك لكي تعلم بأن الخوف ينبع من الداخل، وعليك أن تتخلّص منه أوّلاً ثم تستمتع بحياتك كفأر صغير يسكن في منزله الصغير، قال له الفأر: أنت محق في كلامك؛ فحتّى عندما كنت نمراً كنت خائفاً، ومنذ ذلك اليوم لم يعد الفأر يخاف من أي شيء.