من أعظم المشاعر هي الإحساس بالآخرين ومشاركتهم أوقات حزنهم وفرحهم، وسنحكي في قصة اليوم عن فأر تعرّض لمشكلة حقيقية، وقام بإخبار أصدقائهم عنها من أجل تحذيرهم، ولكنّهم قابلوه بالاستهزاء والسخرية ظنّاً أن هذه المشكلة لا تعنيهم، ولكن في نهاية القصة أصابت هذه المشكلة جميع الحيوانات ما عدا الفأر.
قصة الفأر الذكي:
كان هنالك فأر شقي يعيش في المزرعة مع باقي الحيوانات، وكان يعتبر كل الحيوانات أصدقائه، ولكن كان لديه مشكلة واحدة وهي أنّه لا يستغني عن السرقة؛ فقد كان ما يسرق دائماً الحبوب من صاحب المزرعة ويسبّب الفوضى والإزعاج لهم، وكان أصدقائه يخبرونه بترك السرقة ولكنّه لم يكترث لكلامهم.
وفي يوم من الأيام كان الفأر يتجوّل بجانب مزرعة هذا الرجل كعادته كي يسرق الحبوب، وفجأة شاهد الرجل وزوجته وكانا يحملان علبة كبيرة؛ ففرح الفأر كثيراً وظن أن هذه العلبة مليئة بالحبوب، ولكنّه عندما اقترب تفاجأ أن داخلها مصيدة للفئران، شعر الفأر بالخوف الشديد، ومن شدة ذعره أسرع ليخبر باقي الحيوانات عنها.
قرّر الفأر أن يقم بإخبار الدجاج أوّلاً فذهب لهم وقال: أيها الدجاج عليكم بالحذر من صاحب هذه المزرعة فهو يحمل مصيدة للفئران، ضحك الدجاج استهزاءً بقوله وقالوا له: أيها الفأر الشقي هذه المصيدة هي لك فقط؛ فذهب الفأر للأبقار وأراد إخبارهم فلمّا أخبرهم عن ما رأى قالوا له: ولماذا تقوم بإخبارنا؟ فهي لك وحدك أيها الفأر المسكين.
ظل الفأر يشعر بالخوف والرعب الشديدين، وفي إحدى الليالي سمع الفأر صوت وكان صوت إغلاق المصيدة، عندما ذهب ليكتشف الأمر وجد أن المصيدة قد اصطادت ثعبان، ورأى زوجة صاحبة المزرعة قادمة لكي ترى ما اصطادت هذه المصيدة، ولكن كان الظلام شديداً فظنّت أن ما أقفلت عليه المصيدة كان فأر، وعندما أمسكتها قامت الأفعى بلدغها لدغة سامّة.
جاء صاحب المزرعة وعندما رأى زوجته أخذها إلى المستشفى على الفور لإنقاذها، وفي اليوم التالي كانت الحمى تلازم هذه الزوجة فقرّر أن يقوم بعمل شوربة الدجاج لها، فذهب لكي يقوم بذبح الدجاجات، بعد عدّة أيام لم تستطع هذه الزوجة تحمّل الألم فماتت، وعندما كان الناس يأتون لمواساة الرجل لم يكن لديه ما يطعمهم فقرّر ذبح أبقاره، فذهب وقام بذبحهم جميعاً.
وبذلك لم يبق أي أحد في المزرعة إلّا هذا الفأر، ومات كل الذين قام بتحذيرهم وسخروا منه، وكانوا يشعرون أن مشكلة هذا الفأر لا تعنيهم، ولكنّها في حقيقة الأمر كانت قريبة منهم جدّاً.