قصة الفتاة السمكة بالإنجليزية (The Girl-Fish) قصة خيالية لأندرو لانغ من سلسلة كتاب الجنيات البرتقالي.
الشخصيات:
- الفتاة السمكة.
- العملاق.
ملكة الأسماك.
قصة الفتاة السمكة:
كان هناك، على ضفة مجرى مائي رجل وامرأة لديهما ابنة، ونظرًا لأنّها كانت طفلة وحيدة، وجميلة جدًا إلى جانب ذلك، لم يتمكنوا أبدًا من اتخاذ قرار بمعاقبتهاعلى أخطائها أو تعليمها الأخلاق اللطيفة، وكانت كل ما تفعله الفتاة هو أن تقضي أيامها في الرقص واللعب مع أصدقائها.
و ذات صباح كانت والدتها متعبة جدًا لدرجة أن الفتاة الأنانية سألت والدتها عما إذا كان هناك أي شيء يمكنها فعله بدلا منها، حتى ترتاح والدتها قليلاً، بدت المرأة الطيبة مندهشة وممتنة لهذا العرض لدرجة أن الفتاة شعرت بالخجل إلى حد ما، ولكن والدتها توسلت إليها فقط لأخذ شباك الصيد إلى ضفة النهر وإصلاح بعض الثقوب فيها ، حيث كان والدها يعتزم الذهاب للصيد في تلك الليلة.
أخذت الفتاة الشبكة وعملت بجد لدرجة أنّه لم يتم العثور على حفرة، شعرت بالرضا عن نفسها، حيث توقف كل من مر بها وتحدث معها، ولكن بحلول هذا الوقت كانت الشمس مرتفعة فوقها، وكانت تطوي شبكتها لحملها إلى المنزل مرة أخرى، عندما سمعت صوتاً من خلفها ، ونظرت حولها فرأت سمكة كبيرة تقفز في الهواء، استولت على الشبكة بكلتا يديها وسحبت السمكة.
ثمّ قالت: حسنًا، أنت جميلة! لكنّ السمكة نظرت إليها وقالت: كان من الأفضل ألا تقتليني، لأنّك إذا فعلت ذلك سأحولك إلى سمكة بنفسك!ضحكت الفتاة بازدراء ، وركضت مباشرة إلى والدتها، ثمّ قالت بمرح: انظروا إلى ما مسكت، لكن من المؤسف تقريبًا أكلها، لأنّها يمكن أن تتحدث وتعلن أنّه إذا قتلتها ، فسوف يتحولني إلى سمكة أيضًا.
فقالت الأم: أعيديها، أعيديها! ربما تكون ماهرة في السحر، سوف نموت أنا ووالدك، إذا حدث لك أي شيء، قالت الفتاة: أوه، هراء، يا أمي، ما هي القوة التي يمكن أن يمتلكها مخلوق مثل هذا؟ علاوة على ذلك، أنا جائعة، ويجب أن أتناول العشاء قريبًا، ثمّ ذهبت لتجمع بعض الزهور لتلتصق بشعرها، وبعد حوالي ساعة أخبرتها والدتها أن العشاء جاهز.
وعندما غرست الفتاة بملعقتها في الطبق ساعدت وأخذت الفتاة قطعة كبيرة، ولكن في اللحظة التي لامست فيها فمها مرّت عليها قشعريرة برد، ثمّ بدا رأسها وكأنه مسطح، وعيناها تنظران بشكل غريب حول الزوايا، وكانت ساقاها وذراعيها عالقتين على جانبيها، وهي تلهث بشدة لتتنفس.
وبقيود قوية قفزت عبر النافذة وسقطت في النهر، حيث شعرت بتحسن سريعًا، وتمكنت من السباحة إلى البحر القريب، وما إن وصلت إلى هناك حتى جذب مشهد وجهها الحزين انتباه بعض الأسماك الأخرى، وضغطوا حولها، متوسلين إليها أن تخبرهم بقصتها.
قالت السمكة الجديدة وهي تبتلع قدرًا كبيرًا من الماء المالح وهي تتكلم: أنا لست سمكة على الإطلاق، بل فتاة، على الأقل كنت فتاة قبل بضع دقائق، فقط وغطت رأسها تحت الأمواج حتى لا يروها وهي تبكي، قالت تونة قديمة: أنت فقط لم تصدقي أن السمكة التي اصطدتها لديها القدرة على تنفيذ تهديدها، حسنًا، لا تهتمي لقد حدث هذا لنا جميعًا، وهي في الحقيقة ليست حياة سيئة.
ابتهجي وتعالي معنا وشاهدي ملكتنا التي تعيش في قصر أجمل بكثير ممّا يمكن أن تريه على الأرض، شعرت السمكة الجديدة بالخوف قليلاً من القيام بمثل هذه الرحلة، ولكن كانت تخشى تركها بمفردها، فقد لوحت بذيلها كعلامة للموافقة، وانطلقوا جميعًا، المئات منهم معًا.
في رحلة الأسماك شاهدت السمكة المتحولة أسماك الهلام تسبح قليلاً تحت السطح، والأعشاب البحرية الملونة الجميلة تطفو حولها، و عندما غرقت أعمق، وقعت عيناها على أشياء غريبة، أسافين من ذهب، أكوام من اللؤلؤ، مجوهرات قيمة، كلها متناثرة في قاع البحر! كانت هناك أيضًا عظام الرجال الأموات، والمخلوقات البيضاء الطويلة التي لم تر النور أبدًا، لأنّ معظمهم سكنوا في شقوق الصخور حيث لا يمكن لأشعة الشمس أن تأتي.
وفجأة صرخت سمكة كبيرة، نزلت إلى واد عميق: ها نحن أخيرًا، لأنّ البحر له جبال ووديان مثل الأرض، هذا هو قصر ملكة الأسماك، وأعتقد أنه يجب عليك الاعتراف بأن الإمبراطور نفسه ليس لديه شيء مثل هذا، فقالت السمكة: إنّه جميل حقًا، فكانت الجدران من المرجان الوردي الباهت.
وكانت حول النوافذ صفوف من اللؤلؤ، كانت الأبواب العظيمة مفتوحة، وطفت المجموعة بأكملها في غرفة الجمهور، حيث كانت الملكة التي كانت جالسة على عرش مصنوع من قشرة خضراء وزرقاء، ثمّ قالت: من أنت ومن أين أتيت؟ حكت السمكة الصغيرة التي دفعها الآخرون أمامها، وبصوت خفيض مرتعش قصتها، أجابت الملكة عندما انتهت السمكة: لقد كنت فتاة أيضًا.
وكان والدي ملك بلد عظيم، تم العثور على زوج لي ، وفي يوم زفافي وضعت والدتي تاجها على رأسي وأخبرتني أنّه طالما ارتديته يجب أن أكون ملكة أيضًا، و لعدة أشهر كنت سعيدًا مثل الفتاة، لكن ذات صباح، عندما كنت أسير في حديقتي ، جاء عملاق وانتزع التاج من رأسي، وقال لي إنه ينوي إعطاء التاج لابنته، وسحر زوجي الأمير، حتى لا يعرف الفرق بيننا.
ومنذ ذلك الحين، شغلت مكاني وأصبحت ملكة بدلاً مني، و بالنسبة لي كنت بائسة للغاية لدرجة أنّني ألقيت بنفسي في البحر، ولكن بدلاً من الموت، قام الساحر الذي يشفق على مصيري بتحويلنا جميعًا إلى أسماك، رغم أنّه سمح لي بالحفاظ على وجه وجسد امرأة، و سنبقى هكذا حتى يعيد أحدهم تاجي مرة أخرى!
قالت السمكة الصغيرة: سأعيده إذا أخبرتني ماذا أفعل! فأجابت الملكة: نعم، سأخبرك ماذا تفعلين، عليك أولاً العودة إلى الأرض، والصعود إلى قمة جبل عالٍ حيث بنى العملاق قلعته، سوف تجدينه جالسًا على الدرج يبكي على ابنته التي ماتت للتو بينما كان الأمير بعيدًا للصيد، في النهاية أحصلي على تاجي من الخادم الأمين، لكني أحذرك لأنّه إذا رآك قد يقتلك، لذلك سأمنحك القدرة على تغيير نفسك إلى أي مخلوق قد يساعدك بشكل أفضل، ما عليك إلّا أن تضربي جبهتك وتنادي باسم المخلوق الذي تريدينه.
انطلقت السمكة وعندما وصلت اليابسة إلى الشاطئ ضربت جبهتها بشدة بذيلها، وصرخت: الغزلان، وفي لحظة تحولت لغزال حيث قفزت بسهولة فوق الأنهار والجدران التي كانت تقف في طريقها، حدث أن ابن الملك كان يصطاد منذ الفجر، لكنّه لم يقتل شيئًا، وعندما عبر الغزلان طريقه وهو يستريح تحت شجرة قرر صيدها، قالت وهي تلتفت إلى الأمير وتقول: لمصلحتك، دعني أذهب ولا تقتلني، وبينما كان الأمير غبيًا بدهشة، ولكنّها سرعان ما كانت بعيدة عن الأنظار.
قال الأمير: لا يمكن أن يكون هذا حقًا غزالًا، يجب أن تكون فتاة مسحورة، وسوف أتزوجها دون غيرها، لذلك، أدار رأس حصانه، وعاد ببطء إلى قصره، ثمّ روصلت الغزال إلى قلعة العملاق فجأة ، ثم تشجعت وقالت: النملة ،وفي لحظة وكانت نملة بنية صغيرة، غير مرئية وتتسلق الجدران، و في وقت قليل كانت على القمة ثمّ توقفت هنا لتفكر في ما يجب القيام به بشكل أفضل بعد ذلك، فرأت أن أحد الجدران به شجرة طويلة تنمو بجانبه، وفي الزاوية كانت هناك نافذة تقريبًا على مستوى تقريبًا مع أعلى فروع الشجرة .
ثمّ نادت: قرد، ثمّ تحولت لقرد تتأرجح من أعلى الفروع إلى الغرفة حيث كان العملاق، ثمّ قالت من الأفضل أن أصبح شيئًا آخر ونادت بهدوء: ببغاء، ثم قفز ببغاء وردي إلى العملاق، الذي كان في ذلك الوقت نائمًا فانتظر الببغاء قليلاً، حتى استيقظ، ثم قالت بجرأة إنّها أُرسلت لأخذ التاج، الذي لم يعد ملكًا له، والآن ماتت ابنته الملكة.
عند سماع هذه الكلمات ، قفز العملاق من سريره بزئير غاضب، واندفع نحو الببغاء ليفرك رقبتها بيديه العظيمتين، لكنّ الطائر كان سريعًا جدًا بالنسبة له، وحلّق خلف ظهره وطلب منه الصبر، لأنّ موتها لن ينفعه، أجاب العملاق: هذا صحيح، لكنّني لن أعطيك هذا التاج بدون مقابل، دعيني أفكر في ما سأحصل عليه في المقابل! صاح العملاق أخيرًا: سيكون لديك التاج إذا أحضرت لي طوق من الحجارة الزرقاء من قوس سانت مارتن، في المدينة العظيمة.
وافقت الفتاة وقالت: أيها النسر، تعال إلي! فتحولت إلى نسر و شعرت أنها محمولة على أجنحة قوية مستعدة لحملها إلى السحب إذا أرادت الذهاب إلى هناك، وبدا أنها مجرد بقعة في السماء، ثمّ رأت قوس القديس مارتن بعيدًا في الأسفل، ثم انقضت، وشرعت في استخراج أقرب الحجارة الزرقاء بمنقارها، كان العمل أصعب ممّا توقعت، ولكن في النهاية تم ذلك.
وعندما أنهت مهمتها قالت: ببغاء تعال إلي! وبعد ذلك بقليل وقف الببغاء أمام العملاق وقال: ها هي القلادة التي طلبتها، ولمعت عينا العملاق وهو يمسك بيده كومة الحجارة الزرقاء، ولكنّه تذمر قائلاً: إنّها بالكاد زرقاء كما توقعت، لذلك يجب أن تحضر لي شيئًا آخر مقابل التاج الذي تطمح إليه كثيرًا، وإذا فشلت، فلن يكلفك ذلك التاج فحسب، بل سيكلفك الحياة أيضًا.
فقال الببغاء: ماذا تريد الآن؟ فأجاب العملاق: إذا أعطيتك تاجي، فلا بد أن يكون لدي تاج آخر أكثر جمالاً، وهذه المرة تقدم لي تاجا من النجو، ابتعد الببغاء، وبمجرد أن خرجت همست: الضفدع ، تعال إلي! وتحولت إلى ضفدعًا، وانطلقت بحثًا عن التاج المرصّع بالنجوم.
لم تكن قد قطعت شوطاً طويلاً قبل أن تأتي إلى بركة صافية، تنعكس فيها النجوم بشكل مشرق لدرجة أنّها بدت حقيقية للغاية عند لمسها ، ثمّ انحنت لأسفل وملأت حقيبة كانت تحملها بالماء اللامع، وعادت إلى القلعة، ونسجت تاجًا من النجوم المنعكسة، ثم تحولت لببغاء وقالت: هذا هو التاج الذي طلبته، وهذه المرة لم يستطع العملاق إلّا أن يصرخ بإعجاب، وقال: قوتك أعظم من قوتي: خذ التاج ؛ لقد فزت بها إلى حد ما!
اخذت التاج، وقفزت من النافذة، وتحولت إلى غزال وكانت تجري بسرعة! وكانت تقطع الأنهار حتى وصلت إلى البحر، ثمّ قالت للمرة الأخيرة: السمكة ، تعال إلي!ثمّ سبحت على طول القاع حتى القصر، حيث تجمعت الملكة وجميع الأسماك معًا في انتظارها، وكانت الملكة متحمسة للغاية.
جاءت السمكة وهي تمسك التاج بإحكام في فمها، وذهبت مباشرة إلى الملكة التي انحنت وأخذت التاج ووضعته على رأسها، ثم حدث شيء رائع. سقط ذيلها بعيدًا، أو بالأحرى انقسم وتحول إلى قدمين حتى الأسماك حولها تحولن إلى فتيات جميلات، استدرن جميعًا ونظرن إلى بعضهنَّ البعض ، وبعد ذلك إلى السمكة الصغيرة التي استعادت شكلها البشري من جديد.
لذلك عدنَ جميعًا إلى الأرض، ونسينّ تمامًا القصر الذي كان يقع تحت البحر، والتقت الفتاة بالأمير الذي طاردها في الغابة حين كانت غزالًا حيث عرفها من عينيها، وحين اقتربت الفتاة،عندما نظرت إليه، كانت عينا الغزلان في ذلك اليوم في الغابة،همست بهدوء: لصالحك دعني أذهب ولا تقتلني، وتذكر الأمير كلامها وامتلأ قلبه بالسعادة..