قصة الفتى الذي كان يسمى غليظ الرأس

اقرأ في هذا المقال


قصة الفتى الذي كان يسمى غليظ الرأس أو (The Boy who was Called Thick-head) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها (S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الفتى غليظ الرأس.
  • أخوة الفتى.
  • الأم.
  • الرئيس.

قصة الفتى الذي كان يسمى غليظ الرأس:

عاش ثلاثة أشقاء مع والدتهم الهندية العجوز في الغابة بالقرب من البحر. كان والدهم قد مات منذ فترة طويلة، وعند وفاته، كان لديه القليل من المال، وكانت أرملته وأبناؤها فقراء للغاية، وفي المكان الذي يسكنون فيه، لم تكن الطرائد متوفرة بكثرة، وللحصول على طعام كاف لحمايتهم من العوز، كان عليهم في كثير من الأحيان الذهاب بعيدًا إلى الغابة.

كان الولد الأصغر أضعف من الآخرين، وعندما ذهب الأبنان الأكبر للصيد بعيدًا ، تركوه دائمًا وراءهم، لأنّه على الرغم من رغبته دائمًا في مرافقتهم، إلا أنّهم لم يسمحوا له بالذهاب، لذا كان عليه أن يقوم بكل الأعمال المتعلقة بالمنزل، وطوال اليوم كان يجمع الحطب في الغابة ويحمل المياه من الجدول، وحتى عندما كان إخوته يخرجون في فصل الربيع لسحب النسغ من أشجار القيقب، لم يُسمح له مطلقًا بالذهاب معهم.

كان دائماً يرتكب أخطاء ويقوم بأشياء حمقاء حتى وصفه إخوته بالرأس الغليظ، وقال كل من حوله إنه كان غبيًا بسبب طرقه البطيئة والغريبة، كانت والدته لوحدها لطيفة معه وكانت تقول دائمًا: قد يضحكون عليك ويدعونك أحمق، لكنّك ستثبت أنك أكثر حكمة منهم جميعًا حتى الآن، فقد أخبرتني جنيّة الغابة هذا عند ولادتك.

كان لرئيس القبيلة ابنة جميلة كان لديها العديد من الخاطبين، لكنّ والدها رفضهم جميعًا وطردهم من بابه وقال: ابنتي لم تبلغ سن الزواج بعد، وعندما يحين وقت زواجها، لن تتزوج إلا من الرجل الذي يمكن أن يجمع كثيرًا من الصيد،  قرر الابنان الأكبر للسيدة العجوز أن يفوز أحدهما بالفتاة. لذلك استعدوا للانطلاق في رحلة صيد كبيرة بعيدة في الغابة الشمالية، لأنّه كان الآن الخريف، وقد جاء وقت الصيد.

أراد الصبي الأصغر أن يذهب معهم، لأنّه لم يبتعد عن المنزل أبدًا وكان يرغب في رؤية العالم، وقالت والدته لهم أن يأخذوه معهم، ولكن كان إخوته غاضبين للغاية عندما سمعوا طلبه، وقالوا: ماذا يمكن للرؤوس السميكة  أن تفعل لنا في المطاردة، سوف يجلب لنا الحظ السيء فقط، إنّه ليس صيادًا ولكنّه حطّاباً ويصلح فقط من أجل ن يكون بجانب الموقد.

لكن والدته أمرتهم أن يرضوا رغبة الصبي وعليهم أن يطيعوها، لذا انطلق الإخوة الثلاثة إلى الريف الشمالي، وتذمر الشقيقان الأكبر سناً بصوت عالٍ لأنهما كانا برفقة الصبي الذي اعتقدا أنه أحمق، حقق الأخوان الأكبر نجاحًا جيدًا في المطاردة وقتلا العديد من الحيوانات، الغزلان والأرانب وثعالب الماء والقنادس.

وعادوا إلى المنزل حاملين كمية كبيرة من اللحوم والجلود المجففة، ثمّ قل كل منهما: لقد بدأنا الآن في إثبات براعتنا للرئيس، وإذا نجحنا كذلك في العام المقبل عندما يأتي وقت الصيد مرة أخرى، فمن المؤكد أن أحدنا سيفوز بابنته عندما تبلغ من العمر ما يكفي للزواج، لكن الصبي الصغير كان الشيء الذي أحضره إلى المنزل نتيجة رحلته إلى بلد الصيد كان دودة أرضية كبيرة بسمك إصبعه وطول ذراعه.

كانت أكبر دودة للأرض شاهدها على الإطلاق، لقد اعتقد أنه فضول كبير بالإضافة إلى أنّه اكتشاف رائع، وكان مشغولاً بمشاهدتها كل يوم بحيث لم يكن لديه وقت للصيد، وعندما أحضرها إلى المنزل في صندوق، قال إخوته لأمهم: ماذا قلنا لك عن الرأس الغليظ؟ لقد أثبت الآن أنه أحمق بالتأكيد. لقد اصطاد فقط دودة أرضية سمينة في كل هذه الأسابيع.

وأطلقوا ضوضاء في الخارج في القرية وضحك جميع الناس بصوت عالٍ على الفتى البسيط، حتى أصبحت عبارة مطاردة لصاحب الرأس الغليظة كلمة مستخدمة ضد الفتى في كل الأرض، لكنّ والدة الصبي ابتسمت وقالت: سوف يفاجئهم جميعًا بعد، احتفظ الصبي بدودة الأرض في وعاء صغير خارج باب منزله.

وفي أحد الأيام، جاءت بطة كبيرة تتمايل، وغرست فمها على السياج الصغير للوعاء، والتهمت الدودة بسرعة، كان الصبي غاضبًا جدًا وذهب إلى الرجل الذي يملك البطة، وقال: أكلت بطتك دودتي الأليفة، أريد دودتي، ثمّ  عرض عليه الرجل أياً كان الثمن الذي طلبه، لكنّ الصبي قال: لا أريد مالك، أريد دوديتي، لكن الرجل قال: كيف يمكنني أن أعطيك دودتك عندما أكلتها بطتي؟

لقد ذهبت إلى الأبد، فقال الولد: لم تختفي، إنّها في بطن البطة، لذلك يجب أن أمتلك البطة، ثمّ لتجنب المزيد من المتاعب، أعطى الرجل البطة للفتى صاحب الرأس السميك، لأنّه فكر في نفسه قائلاً: ما فائدة الجدال مع الأحمق، فأخذ الصبي البطة إلى المنزل واحتفظ بها في صندوق صغير بالقرب من منزله بسياج منخفض حوله، وربط وزنًا كبيرًا بقدمه حتى لا تطير بعيدًا، لقد كان سعيدًا جدًا مرة أخرى.

كان يعتقد ويقول: الآن لدي دودة وبطة، ولكن ذات يوم جاء ثعلب يجول بحثًا عن الطعام، لقد رأى البطة السمينة مقيدة بالقدم في الصندوق الصغير. فقال: يا له من حظ سعيد! هناك وجبة لي، وفي طرفة عين كان فوق السور، ارتجفت البطة وأحدثت ضجة كبيرة، لكنّها سرعان ما تم إسكاتها،  كان الثعلب قد انتهى لتوه من أكل البطة عندما جاء الصبي الذي سمع الثعلب وهو يركض خارج المنزل.

كان الثعلب يأكل شفتيه بعد وجبته الجيدة، وكان بطيئًا جدًا في الهروب،  فسقط الصبي ليضربه بهراوة قوية وسرعان ما قتله وألقى بجسده في الفناء خلف المنزل، وفكر: هذا ليس سيئًا للغاية، الآن لدي دودتي والبطة والثعلب، وفي تلك الليلة جاء ذئب عجوز عبر الغابة بحثًا عن الطعام، كان جائعًا جدًا، وفي ضوء القمر الساطع رأى الثعلب الميت ملقى في الفناء.

انقض عليها بشراهة وأكله حتى لم يبق منه أثر، لكنّ الصبي رآه قبل أن يتمكن من الهرب، فجاء عليه خلسة وقتله بضربة بفأسه، وفكّر: أنا بالتأكيد في حظ سعيد، في الوقت الحالي لدي الدودة والبطة والثعلب والذئب، ولكن في اليوم التالي عندما أخبر إخوته عن حسن حظه ومهاراته العظيمة ، ضحكوا عليه بصوت عالٍ وقالوا: الكثير من الخير سيأتيك من ذئب ميت.

ثمّ قال أخوته: وقبل مرور يومين لن يكون الأمر سوى شيء كريه الرائحة وعلينا أن ندفنها بعمق، أنت بالفعل أحمق عظيم، فكر الصبي لفترة طويلة فيما قالوه، وقال في نفسه: ربما هم على حق، الذئب الميت لا يمكن أن يدوم طويلاً، سأنقذ الجلد، لذلك سلخ الذئب وجفف الجلد وصنع منه طبلة. لأن الطبل كانت واحدة من الآلات الموسيقية القليلة للهنود في تلك العصور القديمة.

وكانوا يضربونها بصوت عالٍ في جميع رقصاتهم ومهرجاناتهم، كان الصبي يضرب الطبل كل مساء ويصدر ضجة كبيرة، وكان فخورًا جدًا لأنه كان لديه الطبل الوحيد في القرية بأكملها، وذات يوم أرسل له الرئيس وقال له: أريد أن أستعير طبلك لهذا المساء، لديّ تجمع كبير لأعلن لجميع الأرض أن ابنتي قد بلغت سن الزواج وأن الخاطبين قد يطلبون الآن يدها للزواج، لكن ليس لدينا آلات موسيقية وأريد طبلك، وسأضربها بنفسي في الرقص.

لذلك أحضر الفتى طبلته إلى منزل الرئيس، لكنّه لم يكن سعيدًا جدًا، لأنّه لم تتم دعوته إلى الحفل، وبينما كان إخوته من بين الضيوف المفضلين، وقال للرئيس: كن حذرًا للغاية، ولا تمزق جلد طبلتي، لأننّي لا أستطيع أبدًا الحصول على طبلة أخرى مثلها، لقد ساعدت دودتي وبطتي وثعلبي وذئبي في صنعها.

في اليوم التالي ذهب للحصول على طبلته، لكنّ الرئيس ضربها بقوة شديدة وقام بكسرها، ولم تعد تصدر أي صوت الآن ودُمرت بشكل لا يمكن إصلاحه، ثمّ عرض أن يدفع للصبي ثمنًا باهظًا مقابل ذلك، لكن الصبي قال: لا أريد سعرك، أريد طبلتي، أعيد لي الطبلة، لأنّ دودتي والبطة والثعلب والذئب كلهم ساعدوا في صنعها، قال الرئيس: كيف لي أن أعيد إليك الطبلة عندما تكسّرت؟ لقد ذهبت إلى الأبد.

سأعطيك أي شيء تريده مقابلها، وبما أنّك لا تحب السعر الذي أعرضه، يمكنك تسمية السعر الخاص ويجب أن تحصل عليه، وفكر الصبي في نفسه وقال: هذه فرصة لحسن الحظ، الآن سأفاجئ إخوتي، فقال: بما أنّك لا تستطيع أن تعطيني طبلي، فسأتزوج ابنتك في المقابل، كان الرئيس في حيرة من أمره، ولكن كان عليه أن يكون مخلصًا لكلمته.

فأعطى الرئيس ابنته للفتى سميك الرأس، وتزوجا، وجلبت له الفتاة كنزًا كبيرًا وعاشوا في سعادة كبيرة، وكان إخوته مندهشين وغضبوا كثيرًا لأنهم فشلوا، لكنّ والدته قالت: لقد أخبرتكم أنّه أكثر حكمة منكم، وأنّه سيتفوق عليكم، على الرغم من أنكم تسمونه غبي الرأس وأحمق.


شارك المقالة: