قصة الفراشة المغرورة

اقرأ في هذا المقال


التعالي والغرور دائماً نهايتهما سيئة؛ فدائماً ما يظن المغرور أنّه أفضل من غيره، هذا ما حدث مع الفراشة المغرورة التي أرادت الاستهزاء بالنحلة، ولكن النحلة كانت أذكى منها ولقّنتها بسبب غرورها هذا درساً لن تنساه، وعلّمتها أنّها حشرة لا فائدة منها ولا من جمالها بسبب عدم تهذيبها، ندمت الفراشة على غرورها وشعرت أنّها ليست الأفضل.

قصة الفراشة المغرورة

في إحدى الحدائق المليئة بالأزهار الملوّنة حطّت فراشة على أحد الأغصان، وبعد ذلك بدأت تنتقل من زهرة لأخرى وهي سعيدة بجسمها الرشيق، وكانت تقول في نفسها: كم أعطاني الله من نعم كثيرة، فأجنحتي تزهو بالألوان الرائعة وأمتلك جسداً طريّاً ورشيقاً، لا بد أنّني من أجمل المخلوقات على هذه الأرض.

قرّرت الفراشة المغرورة بجمالها أن تسمّي نفسها ملكة الحقل، وبينما هي كذلك إذ سمعت صوت غناء، وعندما التفتت وجدت النحلة تطن وتغنّي وهي تمتص رحيق الأزهار، تأتي وتذهب وسعيدة بنفسها وتقول: أنا النحلة أنتج العسل اللذيذ، أنا النحلة ملكة النحل، نظرت لها الفراشة باستهزاء وسخرية وقالت لها: أيّتها النحلة المزعجة صوتك خشن ومزعج وجناحيك قصيرتان وجسمك غريب الشكل، أنا لا أحب شكلك.

غضبت النحلة من كلام الفراشة وقالت لها: يا لك من فراشة غير مهذبة؛ فجمال ألوانك وجسدك الرشيق لا يغنيان عن تهذيبك بالكلام مع الآخرين، ردّت عليها الفراشة وهي تصرخ: ماذا تقولين أيّتها النحلة أنا كذلك؟ ردّت عليها النحلة: نعم أنتِ تستهزئين بشكلي وتسخرين من صوتي وأنا أحقّ منك بهذه الأزهار، هيا اذهبي من هنا أيتّها الحمقاء، قالت لها الفراشة: ولماذا أذهب من هنا، ولماذا تعتبرين بأنّك أحقّ بتلك الأزهار.

كانت النحلة تريد تلقين الفراشة لقلّة تهذيبها مع الآخرين فقالت لها: إن لم تصدقّي كلامي يمكنك أن تسألي الإنسان، وفجأةً جاء المزارع وكان قد سمع الحديث بينهما وقال للفراشة: النحلة محقّة؛ فهي تصنع لي العسل والشمع، أمّا أنتِ فلا فائدة من وجودك هنا، النحلة أحقّ منكِ بتلك الأزهار، وإن كنتِ تريدين البقاء عليكِ بالتأدّب بالحديث مع الآخرين، حزنت الفراشة ممّا سمعته وندمت على غرورها وتعاليها مع الآخرين.


شارك المقالة: