قصة القديس نيكولاس والأطفال

اقرأ في هذا المقال


قصة القديس نيكولاس والأطفال أو (Saint Nicholas and the Children) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تمّ جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، للناشر( S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد المحدودة.

الشخصيات:

  • القديس نيكولاس.
  • الجزّار.
  • الأطفال( بيير وأستيل).
  • العملاق.
  • الجدة.

قصة القديس نيكولاس والأطفال:

عاش طفلان صغيران مع جدتهما العجوز في مكان بعيد في الغابة الكندية، كانا توأمين صبي وفتاة اسمهما بيير وإستل، ولم يكن من السهل التمييز بينهما باستثناء لباسهما، توفي والدهم وأمهم في فصل الربيع وفي الصيف تركوا منزلهم القديم بسبب العديد من الذكريات الحزينة وذهبوا للعيش مع جدتهم العجوز في منزل جديد في مكان آخر، في هذا المنزل الجديد في الغابة حيث يعيشون كانوا فقراء جدًا.

كانت الأوقات صعبة، وكان هناك القليل جدًا من الطعام، لكنّهم اصطادوا الأسماك في الجداول وجمعوا التوت والفاكهة وبيض الطيور على التلال المشجرة، وبطريقة ما طوال الصيف كانوا يحمون أنفسهم من العوز، ولكن عندما جاء أواخر الخريف وتجمدت الأنهار واختفى كل التوت ولم يكن هناك بيض، لأنّ الطيور طارت جنوبًا بحثاً عن الطعام.

عملت جدتهم بجد لإعالة نفسها وأطفالها لدرجة أنّها مرضت في النهاية، ولعدّة أيام لم تستطع ترك سريرها، فقالت لحفيديها: أريد مرق اللحم سوف يجعلني جيدًا ويجب أن يكون لدي لحم جيد لأصنعه، وإذا لم أحصل على اللحم لا يمكنني الحصول على مرق، ولن أتعافى وسأموت وسوف تموتون يا طفلي العزيزين جوعًا بالتأكيد.

فقام الطفلان ليبقيا نفسيهما وجدتهما على قيد الحياة في صباح أحد الأيام بحثًا عن اللحم لصنع المرق، لقد عاشوا بعيدًا عن الأشخاص الآخرين ولم يعرفوا إلى أين يذهبون، لكنّهم اتبعوا طريق الغابة، كان الثلج يتساقط عميقاً على الأرض ويتلألأ في ضوء الشمس، وكانت هذه المرة الأولى للأطفال وهما بعيدين عن المنزل بمفردهم.

كانوا ينظرون بعناية لحيوانات الغابة حيث قفز أرنب فوق الثلج، وكان طائر يحوم فوق الثلج ويبحث عن طعام مثل الأطفال، وكان هناك توتي نمو في أماكن كثيرة، وكان الصنوبر يتدلى من الأشجار، وعندما رأى بيير التوت والصنوبر قال: القديس نيكولاس سيكون هنا قريبًا، لأنّ الأشجار مرتدية الملابس وجاهزة لمجيئه، وكان كلاهما سعيدًا جدًا بالتفكير في مجيئه.

وأثناء سيرهم في فترة ما بعد الظهر، صادفوا رجل عجوز جالسًا عند باب منزل صغير من أغصان التنوب تحت الأشجار بالقرب من طريق الغابة، كان منشغلاً في صنع الصفارات من الخشب، فوقف الأطفال يراقبونه وهو يقوم بعمله الغريب، فلديه عينان متلألئتان مرحة، ووجه لطيف متقلب، قال الرجل العجوز مرحباً، قال بيير: مرحباً، لماذا تقوم بعمل صفصاف؟ قال الرجل العجوز: أنا أصنعها للقديس نيكولاس، سيأتي قريبًا لزيارته السنوية، إنّه موجود في الأرض، وعندما يقوم بجولاته، فإنّه دائمًا ما يعطي صافرات للأطفال الجيدين.

ثمّ أكمل صنع سكينه، راقبه الأطفال لفترة طويلة في صمت، ثمّ قال الرجل العجوز: أنتم أطفال صغار جدًا، ما الذي تبحثون عنه بعيدًا عن الناس؟فأجابت إستل: جدتنا العجوز مريضة للغاية، ونحن نبحث عن اللحوم لصنع مرق لها، حزن الرجل العجوز عليهما وأخبرهما أنّ هناك جزارًا كان يحتفظ باللحوم دائمًا على مسافة بعيدة، لكنّ هذا الجزار شرير جدًا، وأحيانًا لا يخرج الأطفال الصغار مرة أخرى عندما يدخلون إلى متجره.

شعر الأطفال بالخوف الشديد عندما سمعوا ما قاله الرجل العجوز وتساءلوا عمّا إذا كان من الأفضل لهم العودة إلى المنزل، لكنّ الرجل العجوز فكر لوقت طويل في صمت وهو يقطع عصي الصفصاف، ثم قال: سأعطيكما صفارة، وعندما تنفخانها سوف يسمعها القديس نيكولاس دائمًا، و يجب ألّا تنفخانها أبدًا إلّا عندما تكونا في ورطة أو ضائقة كبيرة، وعندما يسمع القديس نيكولاس ذلك، سيعلم أنّكما قد أصابكما الأذى بالفعل وسيأتي بنفسه لمساعدتكما.

ثمّ انطلق الأطفال في طريقهم للعثور على الجزار الشرير،لكن كان لديهم الكثير من الهواجس، ومع تقدمهم كانوا يخافون أكثر، لأنّهم تساءلوا عمّا إذا كان الرجل العجوز قد أخبرهم بحقيقة الصفارات أو إذا كان في الواقع عميلًا سريًا للجزار الشرير يحاول لقتلهم، لذلك قرروا البحث عن اللحوم في مكان آخر والابتعاد عن دكان الجزّار، بحثوا لفترة طويلة، ولكن دون جدوى.

ولم يكن هناك لحوم في كل الأرض في أي مكان توقفوا فيه للسؤال عنها، وسرعان ما وصلوا الجزار، كانوا خائفين جداً و كانت الشمس قد غابت بالفعل من وراء الأشجار، وكان الليل قد حل ولم يكن لديهم لحم حتى الآن، ثمّ اقتربوا من متجر حيث كان الضوء الدافئ يسطع من نار عبر الباب، وفي النوافذ كانت النقانق والطيور السمينة والقرع الأصفر الكبير والكعك مع التوت الأحمر في الأعلى.

كان الأطفال جائعين ويتمنون شيئًا ليأكلوه بجوار نار المتجر الدافئة، قرروا دخول المحل رغم خوفهم لشراء بعض الطعام، والحصول على اللحم لمرق جدتهم بأسرع ما يمكن، لكن قبل أن يدخلوا المحل، اعتقدوا أنه سيكون من الجيد من أجل أن يكونوا آمنين، أن ينفخوا صفارة كما أخبرهم الرجل العجوز حتى يعرف القديس نيكولاس أنهم كانوا خائفين من الأذى، ثمّ وقفوا لبعض الوقت في ظل الأشجار العظيمة أمام الباب واستعدوا للنفخ معًا.

ثمّ دخل مع أخته دخل محل الجزار، كان الجزار الشرير في دكانه، لكن لم يكن هناك شخص آخر حول المكان، كان كل شيء هادئاً جداً، كان الرجل سعيدًا جدًا برؤية الأطفال وأجلسهم بجوار النار الدافئة وأعطاهم الطعام، ورغم أنه أغلق الباب بإحكام خلفهم، إلا أن خوفهم سرعان ما اختفى بعد أن أكلوا جيدًا ودفئوا مرة أخرى، ثمّ طلبوا اللحوم لإعداد مرق لجدتهم العجوز، وقال الجزار إنه سيعطيهم الكثير من اللحم الجيد رغم أنه كان نادرًا جدًا في كل الأرض.

كان هناك برميل يقف في إحدى الزوايا، و في زاوية أخرى كان هناك رأس خنزير كبير يصل إلى السقف تقريبًا، وقال الجزّار إنّهما كانا مليئين باللحم، كان الجزّار صديقًا وشريكًا لعملاق شرير عاش في الغابة، وكان أعظم متعة للعملاق هو أكل الأطفال الصغار، لقد كان صيادًا عظيمًا وكان قادرًا على قتل العديد من الحيوانات في الغابة وتأمين الكثير من اللحوم، وكانت قوته كبيرة جدًا.

وكان يجلب كمية كبيرة من اللحوم إلى الجزار ويقايضها بأي أطفال صغار قد تمكن الجزار من إحضارهم له وإخفائهم في متجره، لذلك حصل الجزّار على الكثير من اللحوم بتكلفة قليلة، وكان الرجل العجوز في بيت الأغصان على حق عندما قال إنّ العديد من الأطفال الصغار الذين دخلوا المتجر لم يخرجوا مرّة أخرى، لذلك كان الجزّار سعيدًا جدًا عندما رأى الطفلين الصغيرين.

كان يتوقع العملاق في ذلك المساء في زيارته الأسبوعية، وكان يفكر بسعادة في كمية اللحوم الكبيرة التي سيحصل عليها من العملاق مقابل الأطفال، لأنّه سيطلب سعرًا كبيرًا، وفكر أيضًا في كل الأموال التي سيحصل عليها مقابل حمولة اللحم العملاقة، لذلك قرر قتل الأطفال وخلطهم في محلول ملحي انتظارًا لقدوم العملاق، وعندما أنهى الأطفال وجبتهم واستعدوا للعودة إلى المنزل وطلبوا لحومهم.

قال الجزّار إنّه سيحصل عليها لهم، وحين نظروا إلى الرفوف المحملة بأطعمة أكثر ممّا رأوا في حياتهم، فقال الأطفال الصغار: هناك بصل جيد هناك، سنشتري بعضًا ونأخذها إلى المنزل إلى جدتنا لتضعها في مرقها، قال الجزّار: هناك أنواع كثيرة من البصل في العلبة على الرف العالي، يجب أن تختار النوع الذي تريده، سأرفعك إلى الرف حتى تتمكن من الرؤية بنفسك.

لذلك أمسكهم من المعطف بين الكتفين، وبسبب قوته الكبيرة رفعهم عالياً حتى يتمكنوا من النظر في الصندوق والتقاط البصل الذي يريدونه،ثمّ جمعهم بقوة رهيبة حتى ضرب رؤوسهم أحدهم على الآخر وذهلوا من الضربة القاسية ،ثمّ ألقى بهم أولاً في البرميل في الزاوية المليئة بالمحلول الملحي، وليس باللحم كما قال، وتركهم هناك ليخلطوا جيدًا، كان سعيدًا جدًا بالحمولة الجيدة من اللحم التي سيحصل عليها من العملاق، وسرعان ما وصل العملاق، كان يحمل على ظهره كمية كبيرة من اللحم، كما كان لديه عربة محمّلة بالعديد من جثث الحيوانات التي قتلها.

قال الجزّار: لديّ زوج دهون جيد لك ليلاً في محلول ملحي، ثمّ كشف البرميل في الزاوية وأظهر العملاق الطفلين الصغيرين وهو يلصق رأسه أولاً في المخلل، ضحك العملاق وفرك يديه العظيمتين، ثمّ قال: سنتركهم ينقعون جيدًا في المحلول الملحي حتى الغد، أنا دائمًا أحبهم مملحون جدًا، وقاموا بتغطية البرميل، ثمّ تساوموا على شراء اللحم، ووافق العملاق على إعطاء الجزار كل لحومه مقابل الأطفال.

ثم جلسوا بجوار النار يشربون ويأكلون حتى وقت متأخر من الليل، في تلك الأثناء، صادف أن القديس نيكولاس كان في الأرض في ذلك الوقت كما قال الرجل العجوز في الغابة، أرض ليحضر هداياه السنوية للأطفال الصغار، وفي المساء كان على بعد أميال عديدة من محل الجزّار، لكنّه سمع صوت صفارة طويلة ناعمة تحملها ريح المساء الساكنة، كان يعلم أنّها واحدة من صفاراته، وأخبرته أنّ الأطفال الصغار في خطر.

كان القديس نيكولاس يترك عرائس صغيرة للأطفال الصغار في العديد من المنازل الصغيرة في الغابة وقرّر أن يأخذ وقته وينهي تقديم كل هذه الهدايا قبل أن ينطلق إلى المكان الذي جاء منه صوت الصافرة، وفي منتصف الليل وصل إلى دكان الجزّار الذي علم منه أنّ رسالة الخوف لدى الأطفال قد جائت، وعندما دخل المتجر كان العملاق والجزار يلقيان نظرة أخيرة قبل الذهاب إلى الفراش على الأطفال العالقين في برميل المحلول الملحي.

لم يعرفوا القديس نيكولاس، لكن عندما رأوه وضعوا الغطاء بسرعة على البرميل وكانوا مرتبكين للغاية، كان القديس نيكولاس متشككًا في أنّهما شريران، وكان يعلم جيدًا أنّه بطريقة أو بأخرى هذا البرميل مرتبطًا بالضرر الرهيب الذي أخبرته به صافرة الأطفال، واعتقد أنّه ربما كان الأطفال مختبئين فيه، فقال: أريد لحم مخلل في محلول ملحي، أريد قطعة من ذلك البرميل، لكنّ الجزّار قال: هذا ليس لحمًا جيدًا، لدي لحم أفضل في الغرفة الداخلية.

في الغرفة الداخلية كان هناك برميل مملوء بالمحلول الملحي، وفيه قطعة صغيرة من اللحم في الأسفل، قال القديس نيكولاس أنّه سيأخذ هذه القطعة، ثمّ انحنى الجزار بعيدًا في البرميل للوصول إلى أسفل بحثًا عن اللحم، وأثناء قيامه بذلك، حمله القديس نيكولاس من رجليه ودفعه رأسه في فوهة المحلول الملحي ولم يستطع الخروج، ووضع القديس نيكولاس الغطاء على البرميل، وفوقه وزن كبير، وكانت تلك نهاية الجزّار الشرير.

ثم عاد القديس نيكولاس إلى المتجر الذي كان ينتظره العملاق، وأخبر العملاق أنّه يريد قطعة لحم موضوعة في قاع خنزير كبير من المخلل في الزاوية الأخرى، وطلب من العملاق الحصول عليها حيث كان رأس الخنزير مرتفعًا جدًا لدرجة أنّه لا هو ولا الجزّار يستطيعان الوصول إليه.

انحنى العملاق وبدأ يتلمس اللحم في القاع، فأخذ القديس نيكولاس عظمة كبيرة ملقاة على الأرض، وضرب العملاق بضربة قوية على رأسه،  ففقد توازنه، وسقط رأسه أولاً في محلول ملحي وكانت تلك نهاية العملاق، ثمّ كشف القديس نيكولاس البرميل في الزاوية وكان هناك طفلان يقفان على رأسيهما في المخلل وأقدامهما بارزة من الأعلى، أمسك بهما من رجليهما وأخرجهما وبقوته السحرية سرعان ما أعادهم إلى الحياة.

ثمّ أعطاهم اللحم وأعادهم إلى جدتهم، وصنعوا لها مرقًا وسرعان ما عالجوها، وكانوا جميعًا سعداء مرّة أخرىن ولم يزعج العمالقة الأرض بعد الآن.


شارك المقالة: