يحب الأطفال سماع قصص الحيوانات والتعرّف إلى عالمهم المليء بالأحداث التي تشبه الأحداث التي تحصل مع الإنسان، خصوصاً الحيوانات الأليفة والتي يستطيع الأطفال اللعب معها مثل القرد، وسنحكي في هذه القصة عن قرد حزين ولم يكن راضياً بما وهبه الله ولكن جاء حكيم الغابة وأخبره بأمر جعله يقتنع برأيه ويكن راضياً بما يملك.
القرد الحزين:
كان هنالك مجموعة من القرود يعيشون مع بعضهم البعض بسعادة غامرة، ولكن كان من بينهم قرد حزين كان دائم الحزن؛ وذلك لأنّ الله خلقه من دون ذيل، فكان لا يستطيع تسلّق الأشجار والتأرجح والتحرّك في الغابة كغيره من القرود، كان هذا الأمر يؤرّقه طوال الوقت.
وكان هذا القرد يتعرّض للكثير من السخرية ممّن حوله، وكانوا دائماً يخبرونه بأنّه لا يملك ذيلاً كبقية القرود لذلك كانوا لا يقبلون اللعب معه، فكان هذا القرد الحزين يلعب دائماً لوحده أسفل شجرة من الأشجار ولم يكن معه سوى صديقه الكلب الذي كان دائماً يرافقه.
في يوم من الأيام شاهد الكلب القرد حزيناً جدّاً فسأله: ما بك أيها القرد لماذا تشعر بكل هذا الحزن؟ فأجابه القرد: لقد خلقني الله من دون ذيل والجميع يسخرون مني ولا يريدون اللعب معي، فنظر له الكلب وقال: اهدأ أيها القرد فيجب عليك أن تحمد الله وتكون شاكراً له لأنه أعطاك شيئاً مميّزاً عن غيرك؛ فأنت تستطيع الركض والتنقّل من مكان إلى مكان بسرعة أكبر من غيرك، ولكن القرد ظل حزيناً ولم يقتنع أو يبالي بكلام الكلب.
عاد القرد في ذلك اليوم لمنزله وذهب إلى أمّه وسألها: لماذا خلقني الله بهذا الشكل يا أمّي أنا أريد ذيلاً كغيري من القرود، فقالت له أمّه: لا تقلق يا بني عليك أن تحمد الله على كل شيء، ولكن القرد بقي حزيناً، وقرّر أن يذهب لحكيم الغابة وهو الفيل كي يطلب منه ذيلاً.
أثناء سيره وجد الكلب صديقه فسأله إلى أين يذهب، فأخبره أنّه ذاهب للفيل كي يطلب منه ذيلاً فقال له الكلب: ولكن يا صديقي هذا الذي فعلته هو اعتراض على قضاء الله وقدره، فقال له القرد: اتركني وشأني أيها الكلب ولا تعترض طريقي.
عندما وصل القرد إلى حكيم الغابة وهو الفيل تفاجأ فوجد حجمه صغير جدّاً ولكن بشكل الفيل، فتعجّب من ذلك وسأل: هل أنت هو حكيم الغابة فعلاً؟ قال له الفيل: نعم أنا هو حكيم الغابة، فسألها القرد: ولماذا أنت بهذا الحجم الصغير؟ فقال له: أنا حجمي صغير جدّاً وأنا أرضى بقضاء الله ولكنّني بالمقابل أمتلك حكمة أكثر من غيري وكما ترى فأنا الآن حكيم الغابة.
طلب القرد من الفيل أن يعطيه ذيلاً طويلاً فقال له الفيل: ولكن أيّها القرد أنت سريع الركض وهذا لا يمتلكه غيرك من القرود وإن أنا أعطيتك ذيلاً فستفقد هذه الميزة، تأثّر القرد كثيراً بمقولة الفيل واقتنع برأيه وكلامه، فخرج مسرعاً وشكر الفيل وذهب للكلب واعتذر منه وأخبره أنّه لم يعد يريد ذيلاً لكي يبقى سريعاً ويلعب ويركض معه.